اللاعبون والجهاز الفنى ادوا دورهم على اكمل وجه وصادفهم سوء حظ فى عدم التاهل

بعيدا عن حالة الصخب في وسائل الإعلام المصرية ـ من صحف وفضائيات ـ وردود أفعال غاضبة ومتشنجة عند الجماهير نتيجة لخسارة المنتخب الوطني لبطاقة التأهل لكأس العالم أو غيره وحزنا وتالما علي ماتعرض له أبناؤنا المصريون من اعتداءات وحشية وأعمال ارهابية من جانب الجماهير الجزائرية في السودان قبل وأثناء وعقب المباراة‏!‏

وبعد أن هدأت العاصفة وخفت حدة الانفعال علينا الاعتراف بأن المنتخب الوطني وجماهيره كانوا ضحية سوء التخطيط والتدبير والتأخر في التحرك من المسئولين في اتحاد الكرة‏,‏ وتفوق المسئولين الجزائريين عليهم في علاقاتهم بالفيفا‏,‏ اضافة الي المعالجة الخاطئة‏,‏ في التعامل مع المباراة الفاصلة من جانب الاعلام المصري‏,‏ وكأنها محسومة مسبقا لصالح المنتخب الوطني‏!‏ ناهيك عن استدراج الإعلام الرياضي الي معارك وهمية مع نظيره الجزائري الأدني مستوي‏!.‏

في الحقيقة لقد دفع المنتخب الوطني ثمن المبالغة الإعلامية وافراطها في التفاؤل بالتأهل لجنوب افريقيا من منطلق ان نتيجة المباراة تحصيل حاصل بناء علي التفوق والفوز في مباراة القاهرة والافراح المفرطة عقب المباراة وكأننا صعدنا بالفعل عقب الفوز‏2/‏ صفر‏.‏

ولقد ذكرتني عملية الشحن لحشد الجماهير لمساندة الفريق والاعلان عن الرحلات المسافرة والجسر الجوي الي السودان بذكري أليمة للكرة المصرية شعرت معها بعدم التفاؤل في اعادة لسيناريو ماحدث من قبل في رحلة العبارة الشهيرة التي سافرت الي تونس في تصفيات‏78!!‏

واعاد التاريخ تكرار نفسه مع اختلاف الظروف في السودان‏,‏ حيث كان المنتخب الوطني في تصفيات‏78‏ فائزا بالقاهرة‏2/3‏ بهدف الخطيب الاسطوري في مرمي عتوقة ذهبنا بحلم العودة بالتأهل‏,‏ وعدنا بالخسارة‏1/4,‏ وهو نفس السيناريو الذي تكرر في السودان امام الجزائر مع الفارق‏.!!‏

ولكن قبل التطرق للأسباب التي وراء الاخفاق يجب أن نشد علي أيدي اللاعبين وجهازهم الفني‏,‏ ونذكر لهم انهم هم من اسعدونا وكانوا سبب فرحة كل المصريين علي مدي خمس سنوات‏,‏ ولم يقصر أي منهم لاعبين وجهازا فنيا في أداء واجبه الوطني‏,‏ ولكن صادفهم سوء حظ غير عادي‏,‏ وليس هذا دفاعا عن اللاعبين أو الجهاز الفني بقدر ما هو واقع ملموس بشهادة الجميع المسئولين والجماهير الوفية‏.‏

وبغض النظر عن الفوز أو الخسارة يجب الاشارة الي ضرورة الاستفادة من تنامي الشعور القومي والانتماء للوطن‏,‏ ويكفي أن كرة القدم هي التي فجرت فينا حالة الحب لمصر‏,‏ يؤكد تلاحم كل قوي الشعب بمختلف طوائفه وقياداته‏,‏ وكشفت عن المكنون الحقيقي للانسان المصري‏,‏ ويجب علينا الاستفادة من هذا الشعور في معالجة العديد من القضايا الداخلية‏,‏ ولا يجب ان تظل مقصورة علي كرة القدم فقط‏.‏

وأعود الي قضية اخفاق المنتخب الذي كان ضحية اتحاد الكرة ومسئوليه لانهم لم يحسنوا التعامل مع نظيرهم الجزائري بدافع الأخوة والعروبة واننا أشقاء عندما فرطوا في حق مصر في مباراة الذهاب التي اقيمت في بليدة بعد تعرض الجهاز الفني وبعض اللاعبين لحالة تسمم داخل فندق الاقامة‏,‏ وتساهل المسئولون ولم يحاولوا التقدم بأي شكوي ضد الاتحاد الجزائري للفيفا أو حتي تسجيل موقف وكذلك الحال

فيما حدث من صخب وضجيج لم يسمح للاعبينا بالنوم ليلة المباراة ناهيك عما حدث داخل الملعب‏,‏ وماصاحبه من صواريخ وشماريخ حجبت الرؤية عن الحضري‏,‏ وكلها امور كانت تستوجب اتخاذ موقف وابلاغ الفيفا أولا بأول‏,‏ وما قام به الاتحاد الجزائري من مسرحية هزلية بتعرض الاتوبيس للرشق بالطوب في طريقه من المطار الي الفندق أكبر دليل علي ادانة المسئولين باتحاد الكرة‏,‏ كما ان اصرارهم علي احضار كل وجباتهم من الجزائر وعدم الاطمئنان للتعامل مع طاقم افراد الفندق أكبر دليل علي شكوكهم وخوفهم من تعرضهم لنفس الموقف بمصر‏.‏

النقطة الثانية‏:‏ مع كامل احترامنا وتقديرنا للاشقاء في السودان وامكانات الدولة وقدرتها علي حفظ الأمن‏,‏ اسأل المسئولين لماذا أصروا علي اختيارها لاستضافة الفاصلة؟ وإذا كان ذلك بدافع الانتماء ووحدة وادي النيل لماذا لم يتحرك المسئولون سريعا‏,‏ ويكون هناك تنسيق وترتيب مع المسئولين بالسودان‏,‏ وكيف يكون الجمهور الجزائري حاضرا بكثافة وهو المسيطر علي الشارع السوداني بالأعلام‏,‏

ونحن غائبون وأين دور السفارة المصرية؟‏!‏ لذلك فلم يعد مقبولا التشكيك في الاشقاء السودانيين لأن التأخر في التحرك مسئوليتنا نحن بدليل ان الجسر الجوي لم يذهب إلا يوم المباراة فكان يجب أن نكون قبل ذلك بيومين علي الأقل‏!!‏

النقطة الثالثة‏:‏ لقد دخل الاعلام المصري في سجال وشد وجذب مع الاعلام الجزائري دون فائدة‏,‏ لم ينلنا منه سوي انه تسبب في ايجاد انقسام بين الفضائيات المصرية بين أصحاب المبادرة للتهنئة وبين المتشددين الرافضين‏.‏

اما النقطة الأهم في كل ذلك هو تحرك المسئولين الجزائريين بحكم علاقاتهم القوية مع الفيفا‏,‏ حيث نجح روراوة في الضحك علي زاهر وأبوريدة ودبر مخططه باحكام عندما ادعي تحطيم الاتوبيس وأبلغ الفيفا وكون رأيا عاما معاديا لنا داخل الفيفا بمعاونة بعض وكالات الأنباء والفضائيات المنحازة والحاقدة علي مصر‏,‏ بعد أن هدد بنقل المباراة أو تأجيلها وكلها خطة مدبرة أدارها بذكاء شديد‏,‏ في ظل غياب التواجد المصري في الفيفا‏.‏

النقطة الرابعة‏:‏ عندما انتهت مباراة القاهرة بالفوز‏2/‏ صفر كان روراوة قد انتهي من تدبير عملية السيطرة علي الشارع السوداني بالوصول في اليوم التالي مباشرة وكانهم هم من اختاروا ورشحوا السودان لاستضافة الفاصلة‏.‏

اما ماشهدناه وتم رصده من أحداث من قبل الجماهير الجزائرية قبل وأثناء وبعد المباراة يؤكد أن من أدار وخطط لكل ذلك لا يمكن ان يكون فردا أو اتحاد الكرة الجزائري بمفرده‏,‏ بل كانت وراءه دولة وجيش فلا يعقل أن تكون الجماهير التي شاهدناها في استاد المريخ جماهير لكرة القدم بل هم مجموعة من العصابات والمجرمين والمرتزقة رفعوا الأسلحة البيضاء والسنج في وجوه جماهيرنا من صفوة المجتمع‏.‏

ما قام به الجمهور الجزائري من عنف وارهاب داخل الملعب وخارجه ماهو إلا طعنة لمبادئ الفيفا واللعب النظيف التي ننادي بها‏,‏ وكنت أتمني علي اتحادنا بما يضمه من أعضاء في المكتب التنفيذي بالفيفا وكوادر لديها خبرات وأغلبهم نجوم كرة سابقون علي دراية باللوائح والتعامل مع الفيفا‏..‏ ولكن الأيام كشفت انهم أبعد مايكونون حتي لم يكن لهم دور مع الاتحاد الافريقي الذي خدعنا هو الآخر والمسئول عن اختيار طاقم الحكام في التصفيات بدليل اسناده المباراة الفاصلة لحكم تدور حوله الشبهات ومعروف بضعف الشخصية‏!!‏

*‏ النهاية‏:‏ ما يقوم به اتحاد الكرة حاليا من محاولات اتمني مثلي مثل أي انسان مصري ان تكلل بالنجاح ولكن يجب إلا نفرط ولا ننتظر من الفيفا ان يفعل شيئا غير عادي فالمباراة لن تعاد طالما الحكم لم يثبت في تقريره مايؤكد إلغاء المباراة أو عدم اكتمالها برغم كل مايتم تقديمه من ملفات في الفيفا‏,‏ وكل ما اخشاه ان تكون محاولاتهم للاستهلاك المحلي لتهدئة الاجواء وامتصاص حالة الغضب عند الجماهير‏!!‏ وإننا لمنتظرون‏!!‏