انتقدت جمعية المعلمين سياسة التهديد والوعيد التي تعاملت بها الوزارة مع الادارات المدرسية وتحميلها مسؤولية عدم متابعة حالات غياب الطلبة، كما انتقدت الجمعية اسلوب الوزارة في استخدام الرسائل الهاتفية (المسجات) لارسال التعليمات وفي أوقات حرجة غير مناسبة.
وقالت الجمعية في بيان لها انه طالما اكدنا مرارا وتكرارا وعلى امتداد الفترة الماضية أن الخطط التربوية لا يمكن ان تصاغ بطريقة مبتذلة واجتهادية ومزاجية في نفس الوقت، وان تكون وليدة لحظتها حتى تصل المسألة في اقرارها الى مستوى لا يمكن توقعه وتقبله عندما يصاغ القرار ويرسل بواسطة الرسائل الهاتفية (المسجات) وفي الاوقات الحرجة، والتي غالبا ما تكون خارج الدوام المدرسي وهذا ما سبق ان حصل في اقرار زيادة الدوام المدرسي يوم الثلاثاء لممارسة النشاط المدرسي.
واضافت ان هذه السمة اصبحت سائدة حتى على مستوى القيادات التربوية العليا، وعلى مستوى مديري المناطق، الا ان القضية خرجت عن هذا النطاق حتى وصلت الى اسوأ حالات التخبط واكثرها مثارا للجدل والاستغراب في ان ترسل الوزارة رسائل الى الادارات المدرسية تهددها وتتوعدها اذا لم يتم تطبيق تعليمات الوزيرة في متابعة حالة تغيب الطلاب والطالبات يومي الاربعاء والخميس وتحمل الادارات المدرسية مسؤولية عدم المتابعة.
ومضت الجمعية قائلة في بيانها: هذا ما ورد في رسالة «sms» التي عممت على الادارات المدرسية في بعض المناطق التعليمية ولعل ما يثير الاستغراب ان يتم التعميم في يوم اجازة رأس السنة الهجرية يوم الثلاثاء الماضي، ولا نعرف ما المطلوب من الادارات المدرسية عمله في هذا الوقت الحرج وهذا التوقيت غير المناسب لمتابعة عملية الغياب، وهل على الادارة المدرسية ان تقوم بإرسال رسالة الى كل ولي امر تلزمه بإحضار ابنائه او بناته يومي الاربعاء والخميس، وبهذه الصورة التي من الصعب تفسيرها في ظل العقلية التي تدار بها وزارتنا في الوقت الحالي. واكدت الجمعية وقوفها الى جانب الوزارة في رفض ظاهرة الغياب قبل وبعد العطلات الرسمية مشيرة الى هذه الظاهرة السلبية آخذة في الاتساع بشكل كبير ومؤثر وعلى الوزارة ان تبحث عن الحلول ووسائل العلاج المناسبة قبل ان يكون كل همها محاسبة الادارات المدرسية، وانه كان من الاولى لها ان تحاسب نفسها وقياداتها في معالجة هذه القضية المزمنة الآخذة في التصاعد، وان تحاسب نفسها ايضا على التنصل من تحمل مسؤولية اهمالها في متابعة هذه القضية، وبتوجيه التعميمات والتوجيهات الى المدارس في وقت مبكر لا في الاوقات الحرجة وبعد فوات الاوان، كما ان عليها استشارة اهل الميدان لايجاد البدائل والحلول القادرة على ايقاف هذه الظاهرة التي لم تعد مسؤولية التربية فقط وانما مسؤولية المجتمع بأكمله، وهي القضية التي تعاني منها ايضا جميع الوزارات من قبل موظفيها وابدت الجمعية اسفها واستياءها من تحميل الادارات المدرسية المسؤولية واستخدام اسلوب التهديد والوعيد مشيرة الى ان ما يثير الاستغراب والسخرية والاسى ايضا، هو الاسلوب غير اللائق الذي تتعامل به الوزارة مع الادارات المدرسية من خلال التهديد والوعيد وتحميلها المسؤولية، وهي في الوقت ذاته تدعي انها تقف الى جانب اهل الميدان وتعمل على رفع مكانتهم وعرجت الجمعية في بيانها الى ما يحدث من تخبط في قرارات الوزارة او على مستوى الخطط والتجارب وضرورة استخلاص العبر من ذلك متسائلة عن نتائج نشاط تعزيز القيم التي طالما تغنى بها المسؤولون في الوزارة في مواجهة ظاهرة الغياب؟ وأين هي نتائج النشاط المدرسي واطالته من اجل تحقيق مبادئ تعزيز القيم؟