أكد الوكيل المساعد لشؤون الصحة العامة د.يوسف النصف أن التوعية الصحية هي حجر الزاوية في نجاح أي برنامج صحي إذا بدأت التوعية في سن مبكرة لما لهذا من انعكاس ايجابي على صحة الأمم والأفراد، موضحا أن التوعية الصحية تنقذ المرضى وتخفف من معاناتهم ومعاناة ذويهم إضافة إلى أنها توفر الكثير من الأموال التي تصرف على الخدمات الصحية والتي يمكن الاستفادة منها في مجالات صحية أخرى «درهم وقاية خير من قنطار علاج».

جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها في افتتاح الدورة التدريبية الاولى لتأهيل مدربات من مدرسات وزارة التربية حول الفحص الذاتي للثدي تحت شعار «التوعية هدف تربوي» والخاصة بتدريب الطالبات بالسنة النهائية للمرحلة الثانوية، والتي ناب فيها عن وزير الصحة د.هلال الساير، وقال «إن هذا التآلف الخماسي بين وزارة الصحة ووزارة التربية ومنظمة الصحة العالمية والاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان والجمعية الكويتية لمكافحة التدخين والسرطان لتدريب بناتنا في السنة النهائية للمرحلة للثانوية حول التوعية من مرض سرطان الثدي وتدريبهن على كيفية التعرف على الأورام منذ بداية تكوينها سيؤدي بلا شك مع مرور السنين إلى خلق وعي صحي كامل لدى المجتمع الشبابي حتى إذا ما بلغن السن التي تزداد فيها نسبة وقوع سرطان الثدي تكون لديهم القدرة على اكتشافه في مراحله المبكرة حيث تكون نسبة العلاج منه مرتفعة جدا وكذلك يخفف من المضار الجانبية للعلاج مما يؤهل المرأة لكي تعود بسرعة إلى حياتها الطبيعية بالشفاء التام مع المحافظة على تكوينها الجسدي كاملا».

ولفت الى ان هذا البرنامج يهدف الى تدريب 14 ألف طالبة في السنة النهائية للمرحلة الثانوية من هذا العام ويعتبر مجهودا وإنجازا صحيا كبيرا يدعو الى الفخر.

ومن جانبه اكد رئيس جمعية مكافحة التدخين والسرطان د.عبدالرحمن العوضي اهمية عمل حملة مكثفة لسرطان الثدي لدى النساء وذلك للقضاء عليه بطريقة نهائية مشيرا الى ان الدورة جاءت بناء على طلبهم كجمعية بتدريب الفتيات في المرحلة الثانوية للإلمام بالفحص الذاتي وهو بداية لاكتشاف المرض حيث تم ذلك بالتنسيق مع وزيرة التربية بالتحرك الى تدريب المدرسات واللاتي بدورهن يقمن بتدريب الفتيات.

بدوره، أكد رئيس جمعية الاورام الكويتية د.خالد الصالح ان سرطان الثدي يمثل هاجسا كبيرا للمرأة في كل دول العالم لافتا الى ان هناك امرأة ستصاب من كل 14 امرأة في الولايات المتحدة بهذا المرض، اما في الكويت فقد شاهد وقوع المرض زيادة مضطردة مما يجعل سرطان الثدي في الكويت اسوة ببقية دول العالم مشكلة صحية تحتاج الى تضافر الجهود جميعها من اجل صحة المرأة التي لها دور كبير في المجتمع.

واضاف ان الاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان استفاد من الفكرة التي تقدم بها د.عبدالرحمن العوضي وحرصه على الا تتخرج أي فتاة في الثانوية العامة الا وتكون واعية ومدربة على معرفة جسدها بتفاعل من منظمة الصحة العالمية ممثلة بالمكتب الإقليمي لشرق المتوسط والاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان معلنا عن توقيع اتفاق ثنائي لتفعيل هذه الفكرة في منطقة الخليج العربي.

واشار الى افتتاح اول دورة متمنيا ان تستمر لسنوات طويلة حيث ان الهدف النهائي يتمثل بخلق مجتمع نسائي واع ومدرب فيما يتعلق بسرطان الثدي مشددا على اهمية الاستمرار بتوعية كل فتاة تصل الى المرحلة النهائية في الثانوية العامة واللاتي يبلغ عددهن في هذا العام حوالي 14 ألف طالبة بدعم من وزارة التربية والصحة ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي وحملة كان التوعوية.

وقال الصالح «اننا في الاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان وجدنا من دولة الكويت ومن المملكة العربية السعودية رغبة في بدء هذا المشروع ولدينا ايضا اتصالات مع دولة قطر لتفعيل هذه الفكرة بحيث تصبح كل فتيات الخليج، مشيرا الى ان الهدف النهائي هو تخفيض نسبة القدوم المتأخر من 50% حاليا الى حوالي 15% مما يعني ان نسبة الشفاء سترتفع من 30% من القدوم المتأخر الى ما لا يزيد على 80% من القدوم المبكر.

ومن جانبها ابدت عضو مجلس الامة د.سلوى الجسار اسفها لتأخر البلاد لتبني الدورات التي تساعد في الكشف عن الامراض خاصة انها اصبحت امراضا عالمية تهدد صحة المرأة لافتة الى ان دول مجلس التعاون مع الاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان ومنظمة الصحة العالمية بدأوا بصورة مبكرة وان آخر تلك الدورات التي حضرتها بنفسها حول المرض قد عقدت في أبوظبي مشددة على اهمية البدء وعدم التأخر في مثل هذه المواضيع.

وشددت على اهمية هذه الدورات الخاصة بالكشف المبكر ووضعها ضمن الاولويات التي يجب ان يكون العمل التربوي هو التوعية لإيصال الثقافة التوعوية بهدف المحافظة على الصحة العامة، كما ان النساء يجب عليهن المحافظة على اجسامهن التي اصبحت مهددة بأمراض خطيرة واشهرها سرطان الثدي الذي اعطى احصائيات كبيرة ومخيفة مبينة انه يجب ازالة الخوف والخجل عن المرأة في الكشف عن تلك الامراض.