قالت صحيفة الديلى تليجراف، البريطانية، إنه كما هو الحال فى التعامل مع الكثير مما يخص الشرق الأوسط، فإن الغرب أخطأ فى توقعه بربيع عربى. ففى افتتاحيتها، الثلاثاء، تحت عنوان "كنا نأمل فى ديمقراطية، فحصلنا على داعش"، تقول الصحيفة إنه قبل أربع سنوات كانت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى قبضة الربيع العربى حيث أنعشت سلسلة من الثورات، الآمال فى تغيير جوهرى من شأنه أن يؤول إلى بناء ديمقراطيات ليبرالية ورأسمالية، التى جعلت من الدول الغربية غنية وحرة. وتشير إلى أن هذه الآمال التى لم تكن فى محلها يمكن رؤيتها يوميا فى التقارير القاتمة، التى لا نهاية لها، عن الشرق الأوسط. وتضيف أن داعش هو وجه واحد من أزمة إقليمية تضم الفوضى فى ليبيا، مما سمح لمهربى البشر بالعمل بحرية، ومعركة على السيادة الإقليمية بين السعودية وإيران. لذا فإن الآمال فى منطقة تعيش فى سلام مع نفسها والعالم الأوسع، كانت خطأ على نحو بشع. وأحد دليل على سوء التقدير هذا، بحسب الصحيفة، ما ذكره مايكل موريل، المدير السابق لوكالة الإستخبارات المركزية، الذى يكشف عن العديد من الأخطاء من قبل القائمين على السياسة الخارجية فى الولايات المتحدة. ويشير موريل فى كتاب صدر حديثا إلى أن واشنطن فشلت فى تعلم الدروس المستفادة من العراق، كما أفرطت فى تقدير تأثير وفاة بن لادن، زعيم القاعدة، فضلا عن الاعتماد كثيرا على أجهزة المخابرات العربية. وتختتم الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن ما يوحد هذه الأخطاء هو الفشل الأوسع الذى لازم السياسة الغربية منذ الربيع العربى من حيث الإفراط فى التفاؤل والإيمان بحلول بسيطة لقضايا معقدة.