البكاء علي اللبن المسكوب لا فائدة منه.. فهذا هو حال الأهلي( حامل اللقب) حاليا, فهو استحق تلك الخسارة أمام الإسماعيلي3/1 في المباراة التي أقيمت بينهما أمس باستاد الإسماعيلية ضمن منافسات الأسبوع الـ11 لينال الهزيمة الأولي له هذا الموسم
ويتجمد رصيده عند81 نقطة, بينما ارتفع رصيد الإسماعيلي إلي61 نقطة في مباراة جاءت وشهدت لعب.. وجد.. خاصة من طرف أصحاب الأرض الذين عرفوا متي يسجلون, ومتي يتلاعبون بالأهلي الذي قدم لاعبوه مباراة سيئة للغاية, ويكفي أن الإسماعيلي تقدم خلال الــ93 دقيقة فقط من زمن الشوط الأول بثلاثية نظيفة جاءت عن طريق شادي محمد وعبدالله الشحات وجودوين, بينما أحرز الهدف الوحيد للأهلي أحمد فتحي في الدقيقة الـ.07
المباراة التي أدارها بكفاءة الحكم السويسري الدولي بيرتولين كارلو نجح خلالها الدراويش في نصب السيرك للشياطين وهو لقب الأهلي لم تعرف كيف تقفز أو تخرج من هذا السيرك في ظل الحالة السيئة لجميع لاعبيه أمس, خاصة نجومه الكبار أبوتريكة ومحمد بركات ووائل جمعة, والأول أبوتريكة لم نشعر به برغم أنه لعب المباراة بالكامل, فهل ينتظر عودة جوزيه لكي يلعب؟! بغض النظر عن فانلة فريقه التي يجب أن يدافع عنها, فالهزيمة يتحملها أيضا الجهاز الفني بقيادة حسام البدري لأنه في النهاية سيكون هو ضحية هذا الأداء السييء من جانب الأهلي.
سيطرة صفراء
لم يكن أحد يصدق بان يمني مرمي الأهلي خلال45 دقيقة فقط بثلاثية نظيفة ولكن هذا ماحدث لحامل اللقب أمام الإسماعيلي الذي استحق وبجدارة ان يتقدم بعد أن قدم الأحمر شوطا سيئا للغاية وكان أغلب لاعبيه ليس في مستواهم رغم ان البدري لعب بقوته الضاربة باستثناء غياب سيد معوض, الدراويش تقدموا بتلك الثلاثية المستحقة في الشوط الأول وكان من الممكن ان تزيد في ضوء الفرص التي ضاعت بين أقدام لاعبيه بعد ان نصب الدراويش السيرك للأهلي باستاد الإسماعيلية وتلاعبوا كيفما يريدون, ورغم هذا الاداء السيئ من جانب حامل اللقب إلا أن هناك فرصا قد سنحت علي فترات كان اخطرها الكرة العرضية التي مررها فرانسيس لبركات, ولكنه سددها في يد الحارس المتألق محمد صبحي.
تفوق الدراويش
ولكن يبقي السؤال الصعب.. لماذا تفوق الإسماعيلي وتقدم بالثلاثية؟ وللإجابة عن السؤال الماضي نجدها في التشكيل الذي لعب به فوتا المدير الفني للإسماعيلي من خلال وجود محمد صبحي في المرمي وأمامه الخماسي أحمد صديق, وشادي محمد وأحمد خيري وإبراهيم رجب وأحمد سمير فرج وفي الوسط عبدالله الشحات وعمرو السولية وعبد الله السعيد وفي الهجوم جودين وأحمد علي3 ـ5 ـ2.
الإسماعيلي نظريا لعب بطريقة3 ـ5 ـ2 وكانت خطة اللعب هجومية اكثر منها دفاعية فتقدم الطرفان صديق يمينا وأحمد سمير فرج يسارا مع ثلاثي الوسط وتقدم السعيد من العمق مع جودوين وأحمد علي فامتلك الدراويش الوسط, واربك تماما دفاعات الأهلي المهزوز لانه كان يبحث عن الفوز والانتصار وجاء الهدف الأول من خطأ مشترك من الدفاع والحارس ابوالسعود احرزه شادي محمد في الدقيقة العاشرة ثم تقدم بهدف ثان عن طريق عبد الله الشحات في الدقيقة الــ33 ثم الهدف الثالث والأخير في هذا الشوط عن طريق جودين ومن خطأ ايضا من شوارع الأهلي الخلفية!!
تشكيل الأهلي
حسام البدري المدير الفني للأهلي لعب بتشكيل مكون من محمود ابوالسعود في حراسة المرمي, وأمامه الرباعي أحمد فتحي ووائل جمعة وشريف عبدالفضيل ومحمد عبدالفتاح والأخير أول مرة يشارك وهي مغامرة من جانب البدري في مباراة قوية أمام فريق كبير ـ وفي الوسط حسام غالي واينو ومحمد ناجي جدو ومحمد بركات وفي الهجوم فرانسيس وأبو تريكة.
حذر دفاعي
الأهلي لعب منذ البداية بحذر دفاعي واضح ومع هذا لم يدافع بالشكل الجيد أو يهاجم فاللاعب الناشيء عبد الفتاح لم يتقدم والتزم مركزه وكيف يفعل ذلك وأمامه لاعب يجيد الهجوم وهو أحمد سمير فرج والثاني وهو أحمد فتحي لم يظهر فامتلك الإسماعيلي مقاليد المباراة خاصة أنه لم يظهر أي لاعب بمستوي جيد ولم نشاهد كرات خطيرة لثنائي الهجوم, وكانت هناك محاولات من جانب فرانسيس, وأكثر لاعب تحرك ولم يظهر بركات أو جدو أو أي لاعب آخر حتي أبو تريكة لم يظهر فهل يلعب فقط مع جوزيه أم للفانلة الحمراء التي صنعت تاريخه وشهرته فالخلافات يجب ان تكون خارج الملعب لانه في النهاية يجب ان يلتزم بتعليمات مدربه حسام البدري.
الإسماعيلي الأفضل
الإسماعيلي لعب كيفما شاء وهاجم ودافع بشكل جيد للغاية فالثغرات لم تكن في عبد الفتاح بل في الفريق باكمله خاصة نجومه الكبار فأين بركات وجدو وأبو تريكة واين دفاع الأهلي البطيء وظهر فارق السرعة والسن بين جودين وجمعة والأخير اقترب من الـ36 عاما فهل لاعب يلعب في هذا المركز وتلك الطريقة الأهلي4 ـ4 ـ2 يستطيع ان يجاري مهاجما سريعا.. وهذا كلف الأهلي الكثير, والبدري عالج اخطاء الدفاع ودفع بأحمد السيد الذي لعب بجوار جمعة في قلب الدفاع وذهب عبد الفضيل إلي الجهة اليسري لايقاف خطورة أحمد صديق.
مهمة صعبة
ثلاثية الشوط الأول للإسماعيلي في شباك الأهلي من المؤكد صعبت مهمة حامل اللقب الذي لعب شوطا هو الأسوأ في تاريخه وربما تكون هي المرة الأولي منذ سنوات أن يمني مرمي الأهلي بثلاثة أهداف في39 دقيقة فقط ولم يسجل أيضا.. إذن هناك شيء خطأ في صفوف الفريق لأنه لعب كما قلنا من قبل بأعمدته الرئيسية وهناك7 لاعبين هم: أحمد فتحي ووائل جمعة وغالي وإينو وجدو وبركات وأبو تريكة داخل المستطيل فأين هم؟ ومهما تكن الغيابات في صفوفه كان الأهلي دائما لا يقف علي لاعب.
الإسماعيلي مع بداية الشوط الثاني حاول بشكل جيد استغلال حالة الأهلي السيئة وهاجم لتقليص فرص خصمه تماما لأنه صعب أن يعوض تلك الأهداف وبرغم هجمات الدراويش هاجم الأهلي علي استحياء ولكن دون خطورة ويدفع البدري بإحدي أوراقه الهجومية عندما لعب غدار بدلا من فرانسيس وهو تغيير قد يكون غير موفق لأن بركات وجدو وأبو تريكة لم يفعلوا شيئا والمحترف الليبيري كان الوحيد الذي تحرك بشكل أزعج علي فترات دفاع الإسماعيلي.
هدف للأهلي
الإسماعيلي أيضا أجري تغييرين عندما دفع فوتا بعبدالسلام بن جادين بدلا من أحمد علي ولعب أحمد الجمل بدلا من عبدالله الشحات وينجح الأهلي في إحراز الهدف الأول عن طريق أحمد فتحي في الدقيقة الـ25 والهدف يتحمله الحارس محمود أبوالسعود وهذا الهدف أعطي ثقة قد تكون قليلة في نفوس حامل اللقب, ومع ذلك لم يهدأ الإسماعيلي وسط هتافات جماهيره بالملعب من أجل البحث عن الهدف الرابع لأنه يعلم تماما أنه يلعب أمام فريق كبير لا ييأس ويستطيع أن يقلب موازين المباراة في أي وقت حتي لو كانت بالدقائق المحتسبة من الوقت بدلا من الضائع, ويحصل جمعة علي بطاقة من الحكم السويسري بير نوليني ثارنو الذي لم نشعر به.
تغيير ثالث
وفي آخر ربع ساعة يجري الأهلي التغيير الثالث والأخير في صفوفه حيث لعب أحمد شكري بدلا من بركات الحاضر الغائب لتنشيط الوسط ويظهر إينو ويسدد كرة ضعيفة في يد محمد صبحي بعدها تسديدة من عبدالفضيل تصل ضعيفة أيضا وتحسن أداء الأهلي نسبيا, وفي آخر أربع دقائق يلعب أحمد بودي بدلا من أحمد سمير فرج المجهد ويحاول حامل اللقب في الدقائق الحرجة تقليص الفارق ويحصل جودوين علي بطاقة صفراء للخشونة مع الحارس أبوالسعود ويحتسب الحكم السويسري5 دقائق وقتا محتسبا بدلا من الضائع ويحاول كلاهما أصحاب الأرض البحث عن الهدف الرابع وتحقيق فوز تاريخي أمام غريمه والأهلي يحاول هو الآخر تقليص الفارق ولكن صافرة الحكم السويسري كانت الأقرب لتنتهي المباراة بفوز مستحق للدراويش وكان الله في عون حسام البدري بعد أن خذله نجومه لأن المدرب هو الذي دائما يتحمل الخسارة أما الشهرة والملايين فتكون من نصيب اللاعبين الذين صنعهم الأهلي لأن أي لاعب يجب أن يلتزم بتعليمات مديره الفني حتي لو كان عامل غرفة الملابس لأنه يمثل الأهلي والبدري له باع طويل كلاعب كبير وخبرة كبيرة أيضا في التدريب ولكنه تنازل وسط ضغوطات الكبار.. فهل سيكون هو الضحية.. الله أعلم.