غادر البلاد عصر أمس الرئيس التركي رجب طيب اردوغان والوفد الرسمي المرافق له بعد زيارة رسمية للبلاد استغرقت يومين أجرى خلالها مباحثات رسمية مع سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد.
وكان سمو امير البلاد استقبل بحضور سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد بقصر بيان ظهر امس الرئيس اردوغان حيث عُقدت المباحثات الرسمية بين الجانبين. وقد صرح نائب وزير شؤون الديوان الاميري الشيخ علي الجراح بأن المباحثات تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين الصديقين وسبل تعزيزها وتنميتها في مختلف المجالات وتوسيع أطر التعاون بين الكويت وجمهورية تركيا بما يخدم مصالحهما المشتركة وأهم القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وكان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أكد ان بلاده تسعى الى زيادة حجم التبادل التجاري مع الكويت الى مليار دولار في عام 2016، مؤكدا ان دولة الكويت بوابة الخليج وتمثل اهم الشراكات الاقتصادية والاستثمارية في المنطقة. وقال اردوغان في كلمته خلال اجتماع رجال الاعمال الاتراك ورجال الاعمال الكويتيين في قصر بيان أمس ان حجم التبادل التجاري بين الكويت وتركيا بلغ 569 مليون دولار في عام 2014.
وذكر انه تم طرح التبادل الحر بين تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي ونحن الان بانتظار انشائه وانجازه واذا تحقق هذا التعاون فسنحقق قفزة في حجم التبادل التجاري بيننا وبين دول مجلس التعاون وسنرى ارقاما ونتائج مثمرة. واوضح اردوغان ان حجم الاستثمارات الخليجية تبلغ نحو ملياري دولار لكن ذلك دون المستوى المطلوب لان تركيا تقدم استثمارات هائلة، مبينا ان الاقتصاد التركي خلال الـ 12 سنة الماضية حقق زيادة لافتة في ظل الازمة المالية العالمية. ودعا رجال الاعمال الكويتيين الى الاستفادة من فرص الاستثمار المتنوعة في بلاده قائلا ان الكويت بوابة الخليج ويجب تعزيز شراكتنا معها.
وذكر اردوغان ان تركيا تقدم تسهيلات في مجال العقارات ولها تصور كبير ومتطور في هذا المجال، مبينا ان الكويت تعتبر من أولى الدول في الاستثمار العقاري في تركيا. واشار الى ان هناك فرصا لرجال الاعمال الكويتيين في مجالات اخرى منها الزراعة والصحة، موضحا ان بلاده بصدد بناء مستشفيات كبيرة ومدن صحية. وقال ان تركيا بصدد القيام بصناعة دفاعية داعيا الى الاستثمار المشترك بين البلدين في هذه الصناعة الواعدة في تركيا. واضاف اننا نراقب عن كثب مشاريع البنية التحتية والمشاريع التنموية الكويتية قائلا ان الكويت تحقق نموا كبيرا وتتجه لتصبح مركزا ماليا وتجاريا.
ولفت الى ان خطط الكويت التنموية الخمسية تقدم فرصا استثمارية جذابة في مجال المقاولات للمستثمرين الاتراك، معتبرا ان تركيا متقدمة في هذا المجال وتتبادل هذه الخبرات مع كثير من البلدان الشقيقة والصديقة.
ودعا رجال الاعمال الاتراك الى الاستفادة من تواجدهم في الكويت لتبادل الخبرات مع نظرائهم، متمنيا ان يزداد التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين. بدوره أكد وزير المالية انس الصالح نمو وتطور العلاقات التجارية بين الكويت وتركيا لاسيما في السنوات الاخيرة، مبينا حرص البلدين على توثيق العلاقات الثنائية بالعديد من المجالات.
وقال الصالح على هامش الاجتماع: ان هناك لقاءات ثنائية للقطاع الخاص بين الجانبين عقدت لبحث سبل تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية لخدمة مصالح البلدين وتبادل الخبرات الاقتصادية فيما بينهما. ورأى الصالح ان هناك مساحة واسعة لتنمية العلاقات مع تركيا مؤكدا اهمية هذه الزيارة في تعزيز العلاقات بين البلدين لدعم المشاريع التنموية باشراك القطاع الخاص بها. واشار الى وجود فرص كبيرة لنمو وتطوير هذه العلاقات في جميع المجالات الاقتصادية لاسيما وان تركيا تمتلك امكانيات ومقومات جاذبة للمستثمرين الكويتيين لقطاعات الاقتصاد المختلفة خصوصا في قطاع الانشاءات والمقاولات والعقار. ودعا الشركات التركية للاستفادة من المشروعات التنموية التي تطرحها الكويت في خطتها متوسطة الاجل في قطاعات النقل والمواصلات والانشاءات والبنى التحتية، مشيدا بالشركات التركية العاملة حاليا في السوق المحلي والتي دخلت بشراكات مع نظيراتها الكويتية. من جانبه قال نائب رئيس غرفة التجارة وصناعة الكويت عبدالوهاب الوزان ان حجم الاستثمارات الكويتية العامة والخاصة في تركيا يتجاوز 5 مليارات دولار أميركي.