لم يعد الارتفاع المتصاعد لأسعار الذهب السبب الوحيد في انخفاض معدلات بيعه وانما دخلت عوامل أخرى ساهمت في هذا الانخفاض أهمها تزامن مواسم شهر رمضان وبدء الموسم الدراسي ثم دخول موسم الحج وعيد الأضحى. واعتبر تاجرا ذهب في الكويت ان تزامن المواسم الثلاثة اثر بشكل كبير على معدلات البيع بشكل جعلها تنخفض الى ما يقارب الـ 30% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي إضافة الى قلق الناس من استمرار ارتفاع أسعار الذهب عالميا.
وقال التاجران لـ «كونا» أمس ان هذه الموسم الثلاثة لها كلفة كبيرا جدا على الزبائن بشكل لا يجعلهم يستطيعون تخصيص مبلغ لشراء الذهب خصوصا ان الذهب أصبح سلعة ذات كلفة عالية جدا على الزبون ذي الدخل المتوسط.
من جهته قال مدير مبيعات الذهب ياسين مبارك ان المبيعات في فترة عيد الأضحى وما قبلها «قلت بشكل كبير» عن الأيام العادية بسبب الارتفاع المتصاعد لأسعار الذهب من جهة وتوجيه الزبائن مصروفاتهم نحو مستلزمات العيد والحج من جهة أخرى.
وأضاف مبارك ان الارتفاع المستمر في أسعار الذهب سبب مشاكل كبيرة لتجار الذهب وجعل السوق يدخل «مرحلة ركود كبيرة» موضحا ان معدلات البيع أصبحت تقل بشكل كبير مع مرور الوقت الا انه توقع ان تتحسن معدلات البيع للمرحلة المقبلة.
وأوضح ان عمليات البيع خلال الأشهر الستة الأخيرة لم تتأثر نتيجة ارتفاع الذهب فقط وانما دخول اكثر من موسم خلال الفترة الماضية مثل شهر رمضان والعيد ثم بدء الموسم الدراسي واخيرا موسم الحج وعيد الأضحى.
وأكد مبارك ان تزامن المواسم الثلاثة في فترات متقاربة جعل الاسرة توجه ميزانيتها نحو مستلزماتها الضرورية والابتعاد عن توجيه جزء من أموالها نحو شراء الذهب لافتا الى ان الوعي العام لدى الزبائن ارتفع في معرفة أسعار الذهب وأصبحوا يتابعون التفاصيل اليومية له.
من جانبه قال تاجر الذهب سيمون معراوي ان معدل المبيعات انخفض عن نفس الفترة من العام الماضي بما يقارب الـ 30%، مشيرا الى انخفاض عدد الزبائن الى نحو 20 زبونا يوميا بعد ان كان العدد يصل الى ما يزيد على 50 زبونا يوميا.
وأضاف ان اتجاه أسعار الذهب عالميا «غير واضح» وان الارتفاعات المستمرة تجعل الزبائن يحجمون عن عملية الشراء وهو ما اثر على معدلات البيع لدى أسواق الذهب، موضحا ان محال الذهب أصبحت تستورد من الداخل فقط بعد ان كانت تستورد من خارج الكويت.
وأوضح معراوي ان أسواق الذهب في الكويت عندما كانت في حالة انتعاش كان السوق يستورد من الخارج ويتم اختيار النقشات والأشكال التي يبحث عنها الزبون واختيار ما يناسب ذوقه، اما حاليا فان الزبائن لم يعودوا يهتمون بشكل كبير بالنقشات والأشكال الحديثة لها بسبب الارتفاعات الكبيرة في أسعاره.
يذكر ان الذهب سجل ارتفاعات قياسية تاريخية في الفترة الأخيرة حيث بلغ سعر كيلو الذهب حاليا 12.1 الف دينار ووصل سعر غرام عيار 21 حوالي 10.3 دنانير.
ويعزو الخبراء الاقتصاديون ارتفاع الذهب الى هبوط قيمة الدولار الى أدنى مستويات له، إضافة الى تأثرها بالأوضاع الاقتصادية بشكل عام نتيجة ظروف اقتصادات الدول المتقدمة مثل أسعار الفائدة ومعدلات التضخم وقوة العملات الرئيسية خصوصا سعر صرف الدولار.
كما تعزى أسباب ارتفاع الذهب الى حالة القلق التي تنتاب كبار المستثمرين في العالم جراء تأثير الأزمة العالمية وهو ما يجعلهم أكثر اقبالا على الذهب كملاذ امن وزيادة الاستثمار فيه خصوصا في ظل انعدام الثقة في بورصات أسواق المال العالمية.