فور الانتهاء من صلاة عيد الأضحى المبارك اكتظ مسلخ محافظة حولي بالمواطنين والمقيمين الذين توافدوا لذبح اضاحيهم مع الساعات الأولى من صباح أول أيام عيد الأضحى المبارك في مشهد ساده الارتجال والعشوائية وغاب عنه النظام.
شكوى المواطنين والمقيمين تمحورت حول غياب التنظيم وارتفاع اسعار رسوم ذبح الأضاحي عن الأسعار المعلنة على لسان مسؤولي البلدية في وسائل الإعلام.
«الأنباء» تابعت الحركة في مسلخ محافظة حولي في أول أيام عيد الأضحى المبارك واستمعت لشكاوى المواطنين والمقيمين فإلى التفاصيل:
في البداية أكد طبيب المسلخ د.طارق عبدالحميد أن دورهم كجهة رقابية يبدأ بمعاينة الأضاحي قبل الذبح، كمرحلة أولى، للتأكد من صلاحيتها، مشيرا إلى أن المرحلة الثانية تشمل فحص الأضاحي بعد ذبحها للتأكد من خلوها من الأمراض وصلاحيتها للاستخدام الآدمي، مشددا على أنهم يقومون بمراجعة الشهادات الصحية للقصابين والتأكد من مدى مراعاتهم لشرائط النظافة الشخصية.
وتوقع عبدالحميد أن يستقبل المسلخ من 1000 إلى 1500 رأس من أضاحي المواطنين والمقيمين خلال أيام العيد، لافتا إلى أن اضاحي اللجان الخيرية قد تصل لما يقارب 2000 رأس وبالتالي يكون الإجمالي حوالي 3500 رأس من الاضاحي.
ومن جهته كشف مساعد الطبيب البيطري عبدالرحمن الدعيج أن المسلخ استعد بصورة جيدة للتعامل مع هذه المناسبة المميزة على قلوب المسلمين من خلال خطة عمل تقوم على التخفيف من حدة الازدحام والتيسير على المواطنين والمقيمين بتخصيص خطين للذبح في المسلخ، لافتا إلى أن الإقبال على ذبح الأضاحي هذا العام لا يقل عن الأعوام السابقة، مشيدا بجهود إدارة المسلخ في ضبط الأسعار وتنظيم عملية الذبح.
وبدوره عبر أبو عيسى أحد رواد المسلخ عن استيائه من عملية التنظيم التي وصفها بالفاشلة فبالرغم من كثرة العمال الا أن اثرهم غير ملموس، موضحا أن الواقع يشير إلى أنه لا توجد خطة واضحة في التعامل مع مثل هذه المناسبات المهمة.
أما وليد هشام جمال من رواد المسلخ فأكد أن عملية استقبال الأضاحي لم تكن منظمة في البداية والناس لم تجد من يجيب عن استفساراتهم إلا أن الأمور مع مرور الوقت سارت على ما يرام.
الجولة الميدانية في جنبات المسلخ كشفت عددا من التناقضات أهمها الفجوة الكبيرة بين تصريحات مسؤولي البلدية عن رسوم الذبح وواقع الأسعار داخل المسلخ، فبالرغم من إعلان مسؤولي البلدية في أكثر من تصريح صحافي قبيل العيد عن توحيد أسعار ذبح الأضاحي في مسالخ المحافظات المختلفة بحيث لا تتجاوز رسوم ذبح الأضحية دينارا واحدا للأغنام والماعز والغزال و10 دنانير للإبل والأبقار إلا أن رسوم الذبح في مسلخ محافظة حولي وصلت صبيحة أول أيام عيد الأضحى المبارك بقدرة قادر لثلاثة دنانير لذبح الأضحية من الماعز والأغنام و15 دينارا للأبقار مما يدل، على أقل تقدير، على غياب الرقابة على الرسوم.
تميزت قاعة الذبح بالمسلخ بنظافة متناهية ووضح أنها تخضع لرقابة شديدة، كما بدا القصابون في مظهر نظيف ومرتب، إلا أن أهم ما تحمد عليه إدارة المسلخ هو تخصيصها لقاعتين للانتظار اصحاب الأضاحي واسرهم احداهما داخلية والأخرى على شكل خيمة خارجية.
توافد منذ الصباح
بدأ الموظفون والجزارون المختصون والأطباء البيطريون العاملون في مسلخ محافظة حولي بالتوافد الى مبنى المسلخ منذ ساعات الصباح الأولى من امس أول أيام عيد الأضحى المبارك، وحرص معظمهم على الصلاة في مكان قريب من المسلخ حتى يتمكنوا من الوصول إلى مقر عملهم وتلبية طلبات ذبح الأضاحي التي بدأ استقبالها منذ الساعة الأولى بعد صلاة العيد.
خطة صارمة
مسلخ حولي الذي يعتبر احد أحدث المسالخ العاملة في البلاد بدا كخلية نحل ورغم الازدحام الشديد إلا انه ونظرا لتطبيق بلدية محافظة حولي لخطة العمل التي سبق التنسيق لها قبل العيد بنحو شهر آتت ثمارها وسار العمل في مجمله بشكل سلسل، كما أبلغ احد الأطباء البيطريين المشرفين على ذبح الأضاحي خلال جولة لها في المسلخ، التقت فيها عددا من العاملين في المسلخ، وقال الطبيب البيطري: بدأت البلدية بتطبيق خطة صارمة لمواجهة أيام العيد الأولى، خاصة ان عيد الأضحى مرتبط ارتباطا مباشرا بذبح الأضاحي والمواطنون والمقيمون يتوافدون منذ ساعات الصباح الأولى، وما يفرق أيضا ان كثيرا من المواطنين والمقيمين وتطبيقا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم يصرون على الذبح بأيديهم وهو الأمر الوحيد الذي يتسبب في إرباك بين الجزارين العاملين.
لا إجازات
قال احد موظفي المسلخ: الإجازات أوقفت عن جميع العاملين في المسلخ من جزارين وفنيين ومراقبين وأطباء بيطريين ليكون عددهم كافيا لمواجهة ضغط العمل.
من 6 صباحاً إلى 4 عصراً
بدأ العمل بمسلخ حولي كما هو الحال مع مسالخ جميع المحافظات بالعمل منذ السادسة صباحا وحتى الرابعة عصرا يوميا دون توقف، لتلبية احتياجات طلبات ذبح الأضاحي طوال ايام العيد، هذا وتم وقف جميع الذابحات الخاصة بالملاحم والمعارض الخاصة بمتعهدي الذبح لمدة 3 ايام ليكون المسلخ جاهزا فقط لاستقبال سكان المحافظة، اضافة الى التنسيق مع جميع متعهدي الذبح ومستثمري المسالخ لزيادة أعداد القصابين وعمال التحميل والتنزيل وتوفير الأرقام الخاصة بالذبائح.
صالات للجان الخيرية
قام رجال البلدية المشرفون على مسلخ حولي والمسالخ الأخرى بتخصيص صالات لذبح اللجان الخيرية ومن بينها بيت الزكاة في الفترة المسائية بعد ان تخف عملية الذبح.