أجرى الرئيس الأمريكي باراك أوباما محادثات هاتفية مع قادة أربع دول خليجية مساء الجمعة وتبادل معهم تفاصيل اتفاق الاطار السياسي الذي تم التوصل اليه بين القوى العالمية وايران حول برنامج طهران النووي.
وذكر البيت الأبيض في بيان ان أوباما «تحدث مع ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وولى عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان».
فقد اتفقت ايران والقوى الست الكبرى (بريطانيا وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة والصين زائد ألمانيا) اول امس الخميس على معايير لحل القضايا الكبرى المتعلقة بالبرنامج النووي الايراني بعد ثمانية أيام من المفاوضات المكثفة التي جرت في مدينة لوزان السويسرية من أجل ابرام اتفاق شامل نهائي بحلول نهاية يونيو.
وخلال الاتصالات الهاتفية التي اجراها اوباما مع القادة الاربعة أكد انه «لم يتم الاتفاق على شيء حتى يتم الاتفاق على كل شيء وان الشهور المقبلة ستوظف لبلورة التفاصيل الفنية من أجل ايجاد حل دائم وشامل يضمن على نحو يمكن التحقق منه الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الايراني».
كما أكد الرئيس مجددا التزام الولايات المتحدة الدائم بالعمل مع الشركاء للتعامل مع أنشطة ايران «المزعزعة للاستقرار» في المنطقة.
ودعا أوباما قادة مجلس التعاون الخليجي الذي يضم السعودية والكويت والامارات وقطر وعمان والبحرين الى اجتماع هذا الربيع في منتجع كامب ديفيد.

كيري

في هذا الاتجاه أجرى وزير الخارجية الامريكي جون كيري اتصالا جماعيا (كونفرنس كول) بنظرائه بدول مجلس التعاون الخليجي الست اطلعهم خلاله على الاتفاق الاطاري الذي توصلت اليه مجموعة 1+5 وايران بشأن برنامجها النووي.
وقالت ماري هارف المتحدثة باسم الخارجية الامريكية في تصريحات صحافية ان امن دول شركاء الولايات المتحدة في الخليج ذو اهمية قصوى بالنسبة لواشنطن.
واشارت هارف الى ان تلك الدول لديها كثير من الاستفسارات حول الاتفاق ولهذا تحدث وزير الخارجية كيري الى نظرائه الخليجيين.وحول اجتماع كامب ديفيد الذي دعا اليه الرئيس الامريكي باراك اوباما مع قادة دول مجلس التعاون، قالت المسؤولة الامريكية انها ليست لديها تفاصيل حتى الآن بشأن ذلك الاجتماع، غير انها اوضحت انه من المرجح ان تتطرق المباحاثات الى العديد من القضايا من بينها اتفاق ايران وسبل مواجهة الانشطة الايرانية لزعزعة الاستقرار في المنطقة وهو الامر الذي لايزال يثير القلق الامريكي.

الشعب الأمريكي

في هذا السياق طمأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأمريكيين أمس السبت على ان اتفاق الاطار النووي الجديد مع ايران «اتفاق جيد» بينما سعى الى حشد التأييد الشعبي للانفراجة الدبلوماسية التي يعارضها كثيرون في الكونغرس.
وبعد يوم من اجراء اتصالات هاتفية بكبار المشرعين الأمريكيين بهدف حشد التأييد للاتفاق روج أوباما لفكرة ان الاتفاق سيضمن ان خصم واشنطن منذ أمد بعيد لن يكتسب سلاحا نوويا.
وقال أوباما في كلمة أسبوعية عبر الاذاعة والانترنت أمس السبت «انه اتفاق جيد.. .اتفاق يفي بأهدافنا الأساسية بما في ذلك وضع قيود صارمة على البرنامج الايراني وقطع كل طريق قد تسلكه ايران لتطوير سلاح نووي».
وأضاف «هذا الاتفاق يمنع ايران من الحصول على البلوتونيوم اللازم لعمل قنبلة.انه يغلق الطريق أمام تصنيع ايران قنبلة باستخدام اليورانيوم المخصب».ويأمل البيت الأبيض ان يساعد دعم الشعب الأمريكي لجهود المفاوضات في التأثير على المشرعين المتشككين.
وسيقوم الرئيس ومسؤولون بالادارة بحملة صعبة للترويج للاتفاق في الأسابيع والأشهر المقبلة.وقال البيت الأبيض ان أوباما انتهى من اجراء اتصالات هاتفية بحلول بعد ظهر الجمعة مع رئيس مجلس النواب الجمهوري جون بينر وكذلك زعيمة الديموقراطيين في مجلس النواب نانسي بيلوسي وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الجمهوري ميتش ماكونيل وزعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ هاري ريد.
وفي كلمته أشار أوباما الى ان الاتفاق سيلزم ايران بالخضوع لعمليات تفتيش والشفافية لسنوات عديدة.
وقال أوباما «هذا اتفاق طويل الأمد بقيود صارمة على برنامج ايران لأكثر من عقد وباجراءات شفافية لم يسبق لها مثيل تستمر 20 عاما أو أكثر».