كشف مصدر مطلع في مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية ما يمكن اعتباره النقاط الرئيسية التي سيرتكز عليها التحقيق المشترك بين «الكويتية» و«الطيران المدني» في حادثة الهبوط الاضطراري لطائرة الكويتية المتجهة إلى دكا، وقال المصدر: «ان التقرير الاولي يشير إلى أن سبب الحادثة خطأ في مؤشر «Smoke» بكابينة القيادة أدى إلى عودة الطائرة ولم يكن هناك خلل ميكانيكي او حريق في غرفة كابينة القيادة او احتراق أي من محركاتها كما اشارت تقارير اعلامية تناولت الحادث».
الاجراء سليم 100%
وأوضح المصدر في حديثه: «إن قائد الطائرة وبعد اقلاعه بها بنحو 15 دقيقة لاحظ مؤشرا في لوحة القيادة يفيد بوجود دخان دون تحديد المصدر، وعليه قام باتباع اجراءات السلامة المتبعة وعاد بالطائرة الى الكويت وأبلغ برج المراقبة باحتمال وجود خلل غير معروف المصدر على أحد المؤشرات وعليه طلب الهبوط اضطراريا كإجراء احترازي، وهذا الاجراء الذي قام به سليم 100% حيث يهدف أولا واخيرا الى المحافظة على سلامة الركاب.
إخلاء مبالغ فيه
ومضى المصدر بالقول: ان قائد الطائرة ربما يكون بالغ في طريقة اخلاء الطائرة بعد هبوطها، حيث قام بفتح الابواب وانزل السلالم المطاطية، ولكن حتى وفي ظل ذلك الاجراء يبقى الأمر رهن تقدير قائد الطائرة والذي رأى لحظتها ان هذا الاجراء هو السليم والمفترض، ولا يمكن ان نحاسب القائد على تقديره لحظة الحدث، وكان يمكن للقائد أن يقوم باخلائها بشكل طبيعي، ولو عمل القائد بالإجراء الطبيعي دون اللجوء إلى الاخلاء السريع لما حصلت أي اصابة بين الركاب.
وذكر المصدر ان التقرير الأولي يشير الى ان مؤشر وجود دخان الذي انطلق على شكل تحذير تبين انه انذار كاذب، ولم يكن هناك في الطائرة بعد فحصها أي اشارة الى وجود احتراق أو خروج دخان من أي من اجزائها، والواضح ان المؤشر انطلق بالخطأ.
طائرات 300 ـ A
وحول التقارير التي أشارت إلى ان الطائرة وهي من طراز 300 ـ A كان يجب أن تخرج من الخدمة قبل 10 سنوات، قال المصدر: «هذا الأمر غير صحيح تماما، وجميع طائرات مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية تتبع أعلى معايير السلامة الدولية وجميع طائراتها حائزة شهادات سلامة وصيانة من هيئات الطيران الأوروبية والأميركية مثل شهادتي JAR145 وFAR145 وكذلك شهادة السلامة التشغيلية (آيونا)، ومن بينها طائرة 300 ـ A التي كانت متجهة الى دكا، وتخضع طائراتنا الى فحص سنوي لتجديد الشهادات المعتمدة من الجهات الرقابية العالمية، ولو كانت طائرة 300 ـ A كان يجب ان تخرج من الخدمة منذ 10 سنوات كما أفادت تقارير إعلامية محلية لما سمح لها بالهبوط في المطارات الأوروبية التي تطبق أعلى معايير السلامة».
وشدد المصدر على انه لم يحصل ان أصدرت اي إدارة طيران مدني في اي مطار عالمي قرارا بمنع دخول اي من طائرات الكويتية الى مطاراتها في تاريخ المؤسسة الجوية الكويتية التي تطبق أعلى معايير السلامة والأمان، كما انه لا يوجد لدينا اي تقرير ينصح بخروج أي من طائراتنا من الخدمة سواء الـ 300 ـ A او غيرها وجميع طائراتنا آمنة.
5 طائرات
ومضى بالقول: «عندما نتحدث عن تطبيق أعلى معايير السلامة فالأمر ليس دعاية للمؤسسة فنحن مسؤولون عن أرواح مئات الآلاف ممن نقوم بنقلهم سنويا على متن طائراتنا، ولو كانت هناك طائرة يجب ان تخرج من الخدمة لكنا سنقوم بهذا الأمر دون انتظار حادثة او كارثة، لا سمح الله».
وذكر المصدر ان عدد طائرات الـ-300 ـ A المملوكة لـ «الكويتية» والعاملة في الخدمة هي 5 طائرات وتحمل أسماء: فيلكا وبرقان ووفرة ووارة والروضتين، ولم يسجل في سجلها أي حوادث تذكر سابقا.
واختتم المصدر حديثه قائلا: «ان التقرير النهائي حال الانتهاء منه سيعلن كاملا وسنتعامل مع الأمر بكل شفافية فليس لدينا ما نخفيه».
في سياق متصل، ان طائرة الـ 300 ـ A أخضعت للفحص الكامل بعد هبوط الطائرة ولم يثبت خلاله وجود اي خلل بالطائرة وكل ما توصل اليه فريق الفحص هو ان مؤشر دخان او مؤشر (Somke) انطلق بالخطأ وظل معلقا، ما يعني ان الأمر كله إنذار خاطئ.