أشار سمو الامير الشيخ صباح الاحمد اليوم، في افتتاح القمة العربية الـ 26 في شرم الشيخ الى ان «الإرهاب يأتي بأفكاره الهدامة وسلوكه المنحرف وأيديولوجيته المارقة وأفعاله المشينة كأبرز التحديات التي نواجهها ويواجهها معنا العالم أجمع»

وأضاف سمو الامير ان «مناطق التوتر والصراعات ساهمت في تواجد المنظات الارهابية التي اتخذت من تلك الدول قواعد لها تخطط فيها وتنطلق منها لتنفيذ تلك المخططات الهدامة، كما ساهم تقاعس المجتمع الدولي عن التصدي لبؤر التوتر والصراعات في إيجاد أجواء راعية لتلك المخططات وحاضنة لها».

وأوضح الشيخ صباح الأحمد ان «ما يدعو للألم في هذا الصدد أن نلحظ بأنه كلما إزدادت الصراعات ومعاناة الشعوب جرائها كلما إزداد عجز المجتمع الدولي وآلياته عن التصدي لها».

وأكد أن «جهودنا لمكافحة هذه الظاهرة الخطيرة يجب أن تكون شاملة وبفكر إستراتيجي يدرك أن المواجهة فكراً وعقيدة بكل ما تحمله هذه الكلمات من معاني وجوانب لأبعاد سلوك المواجهة لنتمكن من تحصين شعوبنا ودولنا من أفكار تلك الجماعات الضالة وفكرها المدمر».

وقال ان «الكارثة الانسانية في سورية دخلت عامها الخامس حاصدة مئات الآلاف من القتلى وملايين المهجرين واللاجئين بتبعاتها الأمنية الخطيرة ليس على المنطقة فحسب وانما على العالم بأسره».

وتابع ان «الصراع في سورية لن ينتهي إلا بحل سياسي يكفل لسورية سيادتها ووحدتها ويعيد الاستقرار إلى ربوعها ويلبي مطالب شعبها المشروعة»، مضيفاً «استشعارا بحجم الكارثة التي يمر بها الأشقاء وشعوراً بالمسؤولية الأخوية فقد وافقنا على طلب تقدم به الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لاستضافة المؤتمر الدولي الثالث للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سورية في الحادي والثلاثين من شهر مارس الجاري، ومن هذا المنبر أدعوكم للمشاركة الفاعلة والسخية في هذا المؤتمر الذي نأمل أن يحقق الأهداف المرجوة منه لنتمكن من مساعدة أشقائنا وإعانتهم على تحمل تبعات ذلك الصراع المدمر».

وذكر سمو الامير ان «القضية الفلسطينية ومسيرة السلام في الشرق الأوسط تبقى ملفاً نحمله في كل لقاءاتنا الثنائية والاقليمية والدولية كأولوية لنا نسعى لحلها بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وفق ما نصت عليه قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية لننهي معاناة أشقائنا فلن نهنأ بالأمن وننعم بالاستقرار طالما إستمرت هذه القضية دون حل».

وأضاف ان «التطورات السريعة التي تجري في اليمن مثلت مبعثاً لقلقنا وتهديداً لأمننا نتيجة لاستمرار المليشيات الحوثية في الاستيلاء على الشرعية والسيطرة على مفاصل الدولة وما تلاها من إعتداءات وتهديدات لأراضي المملكة العربية السعودية الشقيقة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بشكل بات يهدد أمن المنطقة واستقرارها وسلامة دولها وشعوبها وبعد أن استنفدت كل الجهود في محاولة لإيجاد حل للأزمة اليمنية واقناع الميليشيات الحوثية بالطرق السلمية واستجابة لطلب رئيس الجمهورية اليمنية عبدربه منصور هادي بتقديم المساندة الفورية عربياً ودولياً بما يحفظ اليمن وشعبه ويصون سيادته ووحدة أراضيه وتقديراً لحجم التحديات التي باتت تهدد أمنناً واستقرارناً وتفعيلا ً لاتفاقية الدفاع المشترك لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ومعاهدة الدفاع العربي المشترك واستناداً إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة المتضمنة إقراراً بحق الدول الطبيعي في الدفاع عن نفسها واتخاذ كل التدابير اللازمة لحفظ السلم والأمن الدوليين فقد أعلنت الكويت دعمها ووقوفها التام مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية وبقية أشقائها في مجلس التعاون لدول الخليج العربية في حقها في الدفاع عن نفسها».

وقال الشيخ صباح الأحمد «ندعو في هذا الصدد إلى ضرورة التنفيذ الفوري للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية والالتزام بنتائج الحوار الوطني الشامل مؤكدين أهمية استجابة كل الأطياف للدعوة التي رحب بها أخي العزيز خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لعقد مؤتمر خاص تحت مظلة مجلس التعاون لدول الخليج العربية لصون اليمن وتجنيبه مخاطر الانزلاق في أتون حرب أهلية يكون الخاسر الأكبر فيها أشقاؤنا أبناء الشعب اليمني وأمن واستقرار دولنا ومنطقتنا واستشعاراً بعظم هذه المأساة ومعاناة أشقائنا فإنني أناشد دول العالم إلى مد يد العون والمساعدة للشعب اليمني الشقيق ليتجاوز هذه الظروف التي نأمل أن تنتهي قريباً».

وقال «نعرب عن إرتياحنا للمراحل التي قطعتها الحكومة العراقية على طريق إستعادة الأمن والاستقرار ونؤكد دعمنا الكامل لها في تحقيق هذا الهدف مؤكدين ثقتنا بقدرة الأشقاء في العراق على تجاوز الظروف الصعبة التي يمرون بها واستعدادنا الدائم لدعمهم والتعاون معهم في مواجهة تلك الظروف»، موضحاً حول تطورات الوضع في ليبيا إننا «نعرب كذلك عن القلق ازاء هذه التطورات وتداعياتها على دول المنطقة ونؤكد على ضرورة تضافر الجهود لإيجاد حل لهذا الصراع يحقن الدماء ويعيد الأمن والاستقرار إلى ليبيا».

وحول برنامج إيران النووي قال سمو الامير «ندعو إيران إلى التجاوب مع الجهود الدولية المبذولة حول برنامجها بما يبدد شكوك المجتمع الدولي».