رأى سمو الشيخ ناصر المحمد، أن المخزون الثقافي والإنساني للمنطقة، قادر على هزيمة الإرهاب وتحطيم مشاريعه.
وأكد الشيخ ناصر المحمد في كلمة ألقاها باللغة الفرنسية في احتفال أقيم برعايته وحضوره الليلة قبل الماضية، في منزل سفير الجمهورية الفرنسية لدى البلاد كريستيان نخلة، بحضور عدد من الشيوخ والوزراء والسفراء وكبار المسؤولين بالدولة، أن الاحتفال باليوم العالمي للفرانكفونية يستحضر معاني إنسانية جليلة ومفاهيم حضارية راقية وترسخ قيم التسامح وروح التآخي والتعاون بين الثقافات المتعددة والمحافظة على التراث الانساني القديم.
وقال سموه «إننا كما اعتدنا في مثل هذا الوقت منذ عدة سنوات نلتقي جميعا لنحتفل بهذه المناسبة الثقافية الجميلة (اليوم العالمي للفرانكفونية) ولمن دواعي السرور أن اشارككم الاحتفال بهذا اليوم الثقافي العالمي بعد أن أصبح على مدى السنوات الماضية موعدا لنا جميعا للناطقين بالفرنسية ومستخدميها ومحبيها وأحييكم بهذا اللقاء السنوي وأهنئكم بهذا الاحتفال الجميل».
وأضاف أن المعاني الانسانية الجليلة والمفاهيم الحضارية وقيم التسامح وروح التآخي والتعاون بين الثقافات المتعددة والمحافظة على التراث الانساني التي يستحضرها الاحتفال باليوم العالمي للفرانكفونية «هي معان نحتاجها بإلحاح شديد في الوضع الراهن المتردي في منطقة الشرق الاوسط، في ظل هجمة شرسة من جماعات الارهاب المتطرفة والتي تعبث في تكوين المنطقة وتماسكها وثقافتها وتراثها القديم».
وذكر أن تلك الجماعات «لم تكتف بزعزعة السلام وبث الرعب والتدمير والقتل، ولم تكتف باجبار المناطق الخاضعة لها على مفاهيمها الهمجية المعادية للحضارة، ولم تكتف بالاعتداء على الاقليات الدينية والاثنية بالمنطقة ومحاولات اذلالها أو تصفيتها، ولم تكتف بمعاداتها وازدرائها للمدنية والثقافة والفنون، بل أقدمت على تدمير آثار المنطقة وتحطيمها والاعتداء على التراث الانساني، ظنا منها انها بممارساتها الاجرامية يمكنها ان تغير التاريخ أو تزوره، غير ان التاريخ يبقى شامخا يتحدى هذا العبث المجنون».
ولفت الى أن «المنطقة بما لديها من مخزون ثقافي وانساني يمتد الى الاف السنين ستبقى قادرة على هزيمة الارهاب وتحطيم مشاريعه، ونحن لايسعنا في هذه المناسبة الثقافية العالمية إلا أن نؤكد على تلك المعاني والقيم الانسانية والتي من خلالها يمكننا التعايش في كوكبنا بسلام ووئام ونبذ التطرف بكافة اشكاله ومسمياته وانتماءاته وجهاته».
ولفت الى حرص دولة الكويت على «أن تكون حاضنة للثقافة والفنون في هذه المنطقة من العالم، وإذا كانت الكويت تسعى في هذا السباق للعب هذا الدور فإنها لا تعتمد على ثرائها ورغباتها الاكيدة، فرغم أنهما عاملان أساسيان، لكنها تعتمد على شعبها المتطور والمنفتح على ثقافات الاخرين منذ قديم الزمان فاحتضان الثقافة والفنون يعني الانتاج والابتكار والابداع ويعني الاخذ والعطاء وتبادل الافكار والرؤى والتصورات».
وقال الشيخ ناصر المحمد «إننا نؤمن بأن لدى الكويتيين مخزونا ثقافيا كبيرا قادرا على القيام بهذا الدور، ولهذا يزداد عدد الكويتيين المتحدثين بلغات العالم المختلفة ويرتفع عدد الكويتيين المتحدثين بالفرنسية يوما بعد يوم».
وأشار سموه الى آخر حدث ثقافي في هذا الجانب «وهو الاحتفال منذ أيام بانشاء قسم اللغة الفرنسية وثقافتها بكلية الاداب بجامعة الكويت بالتعاون مع جامعة السوربون الفرنسية، وهو حدث ثقافي أكاديمي له اهمية على مستقبل التعاون الثقافي العربي مع الفرانكفونية في هذه المنطقة، وإننا نأمل ان يكون لنا في كل عام نحتفل به في هذا اليوم حدث ثقافي جديد يدعم التعاون الكويتي والعربي مع الفرانكفونية».