تساءل البعض عن سر صمت وغياب الفنان القدير عادل إمام عن الإدلاء برأيه في الأحداث التي شهدتها مباراة مصر والجزائر في السودان وما أثارته من ردود فعل غاضبة في الشارع المصري بكل فئاته.. وذهب البعض الي أن عادل إمام هو رمز الفن المصري وزعيمه وكان من المفروض عليه إعلان موقفه مما حدث.

حملت هذه التساؤلات الي الفنان عادل إمام ووضعتها أمامه.. فأجاب قائلا: أنا أتخذ من الرئيس حسني مبارك القدوة والمثل في هذه الأزمات وكيف يتصرف بحكمة واقتدار في اتخاذ القرارات ولابد ان نتعلم منه جميعا وهذا ليس كلاما للاستهلاك أو المزايدة ولذلك أنا أفكر بهدوء فيما حدث.. ورفضت الحديث في عشرات البرامج التليفزيونية لأنني من الممكن ان يأخذني الانفعال والغضب مما حدث وتصدر عني كلمات خطأ.

أضاف عادل إمام: ما فهمته من تحليلي للمنطق ان هناك جهات أخري تعمل جاهدة علي تقطيع أوصال العلاقات بين مصر وبعض الدول العربية.. وكيف نسحب ثقافتنا وخبراتنا من هذه الدول.. نعم هناك خطأ حدث في حق مصر وجماهيرها وتجاوزات فاقت الخيال.. وقد توقعت أنا شخصيا حدوث ذلك ورفضت السفر للسودان.. ومن خلال الجمهورية الأسبوعي أقول للأخوة الجزائريين اقرأوا التاريخ جيدا وماذا فعلت مصر لكم.. فالموضوع أكبر من مباراة كرة قدم.. وأرجو ألا نعلق الشماعة علي الغير.. ولابد ان نحمد الله ونسجد له شاكرين أنه لم تحدث عمليات وفاة أو إصابات خطيرة بين جماهيرنا وإلا كانت الكارثة أكبر من أن يتحملها أحد.

وأكثر ما يدهشني أن المسألة جاءت من هناك في الجزائر وليس في الملعب والمفروض ان يصدر منهم اعتذار رسمي.. والدهشة الأكبر بالنسبة لي أنه عندما عرضت مسرحية "بودي جارد" هناك كان الاستقبال فوق الخيال وكأنه استقبال الزعماء بداية من الرئيس بوتفليقة وحتي رجل الشارع العادي.

أضاف عادل إمام أنه وجد كل من هب ودب يحمل سيف العنترية وهو جالس هنا في مصر ولم يشهد الأهوال هناك في السودان مثل الذين ذهبوا لهناك.

أما تصريحات علاء مبارك في التليفزيون عقب مباراة المذبحة فقد أثلجت الصدور لأنه كان يتحدث كمواطن وشاب مصري أصيل شهد الأحداث أمام عينيه وعاصرها وتكلم عن تجربة عاشها.. علي العكس من أصحاب المصالح الذين صمتوا وكأن شيئا لم يكن.

عموما.. والكلام علي لسان عادل إمام إذا كان الجزائريون في بلدهم يقطعون بعضهم ويسقط بينهم قتلي وبأيديهم بسبب مباراة كرة قدم فيجب ألا نندهش من سلوكهم العدواني ضد غيرهم.. ودائما مصر بتغيظ وتحرق الكثيرين لريادتها وأياديها البيضاء عليهم وهذا ما يجعلني باستمرار فخورا بأنني مصاب.