احتشد الآلاف أمس فى منطقة تشابل هيل بولاية نورث كارولينا الأمريكية للتنديد بجريمة قتل ثلاثة مسلمين رميا بالرصاص على يد مسلح أمريكى.
وسط حالة من الغضب سيطرت على الجاليات المسلمة داخل الولايات المتحدة. وأكد ريبلى راند المدعى الأمريكى بمناطق وسط الولاية، أن الحادث «لا يمثل جزءا من حملة تستهدف المسلمين»، وفق تعبيره، مشيرا إلى أن الجريمة تبدو حتى اللحظة الراهنة «كحادث فردى».
وفى غضون ذلك، طلبت شرطة «تشابل هيل» من مكتب التحقيقات الفيدرالية المساعدة فى التحريات، وأوضحت الشرطة أنها تجرى تحقيقاتها للتأكد مما إذا كان الحادث ناجما عن التطرف العنصرى، وقدسلم منفذ المذبحة كريج ستيفن هيكس- 46 عاما- نفسه إلى الشرطة عقب الجريمة. ووجهت له السلطات اتهاما بالقتل العمد من الدرجة الأولى.
وأضافت الشرطة أن التحريات الأولى أفادت بأن خلافا نشب بين هيكس والضحايا الثلاث حول مكان انتظار السيارات، فيما أشارت الشرطة إلى أن ذلك قد يكون الدافع المباشر للجريمة، التى أودت بحياة الطالب الجامعى ضياء شادى بركات-23 عاما- وزوجته يسر محمد -21 عاما- وشقيقتها رازان-19 عاما.
وأكد كريس بلو قائد الشرطة بالمنطقة أن المحققين يحاولون اكتشاف الدافع وراء قيام هيكس بهذا التصرف المأساوى والذى لا معنى له، وفق تعبيره. وقال:» إننا ندرك المخاوف حول إمكانية أن يكون الحادث جريمة كراهية، وسنستنفد كل الطرق للتأكد مما إذا كان ذلك هو الدافع الحقيقى».
وخلال وقفة احتجاجية فى المنطقة التى شهدت المذبحة بالقرب من حرم جامعة نورث كارولينا، دعا شقيق المجنى عليه فارس بركات آلاف المحتشدين إلى الهدوء، مؤكدا ضرورة عدم مكافحة الرصاص بالرصاص، وعدم الرد على الجهل بالجهل، وقال:» لقد فقدنا ثلاثة مواطنين رائعين بهذا البلد، لكنهم باتوا مصدرا لإلهام الآلاف».
وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، فإن التصريحات الحذرة الصادرة عن الشرطة الأمريكية تتناقض بشكل حاد مع رد الفعل الساخط بين المسلمين بالولايات المتحدة، كما طالبت عدة منظمات إسلامية من بينها مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية «كير» بإجراء تحقيق فيدرالى حول الحادث، يشرف عليه المدعى العام الفيدرالى إريك هولدر، مؤكدين أنها جريمة كراهية عنصرية، ولا يمكن إغفال المناخ الذى تم إرتكابها فيه، وطالب محمد أبو صالحة والد الضحيتين يسر ورازان- والذى يعمل طبيبا نفسيا- المحققين بالتعامل مع القضية كجريمة كراهية، ملمحا إلى حملات الإعلام الأمريكى التى طالما ربط فيها بين الإسلام والإرهاب، وأكد أبو صالحة - فى تصريحات لصحيفة «نيوز أوبزرفر» المحلية- أن هيكس كانت له عدة وقائع احتكاك سابقة بيسر وزوجها ضياء، حيث كان يتحدث معهما وهو يثبت مسدسا بحزامه، وكشف عن أن ابنته كانت قد أعربت له- قبل مقتلها بأسبوع- عن مخاوفها من هيكس ، قائلة:» إنه يكرهنا بسبب ما نحن عليه وكيف نبدو». وأكد منصور كيما - أحد مؤسسى منظمة مسلمين من أجل العدالة الاجتماعية فى منطقة راليج بالولاية- أن هناك موجة متصاعدة من «الاسلاموفوبيا»، مشيرا إلى أن الجريمة الماثلة تأتى ضمن سلسلة من الاعتداءات التى يتعرض لها المسلمون.
ويذكر أن والدى ضياء من المهاجرين السوريين ، وكان ضياء طالبا بالصف الثانى بكلية طب أسنان بجامعة نورث كارولينا، بينما كانت زوجته يسر تعتزم البدء فى دراسة طب الأسنان فى أغسطس المقبل، ومن المقرر أن يتم تشييع جثامين الضحايا ودفنهم طبقا للشريعة الإسلامية خلال ساعات.
الأزهر والإفتاء يدينان الجريمة.. والبحوث الإسلامية تطالب بتدخل دولى لحماية المسلمين من الإرهاب
أدن الأزهر الشريف بشدة مقتل ثلاثة طلاب مسلمين بالولايات المتحدة الأمريكية على يد أحد الإرهابيين الأمريكيين بدافع العنصرية والإسلاموفوبيا.
من جانبه، أكد الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتى الجمهورية أن الجريمة التى شهدتها منطقة”تشابل هيل” بالولايات المتحدة، جريمة إرهابية عنصرية بكل المقاييس، وأضاف أنها تكشف عن الوجه القبيح للإسلاموفوبيا التى زادت وتيرتها مؤخرا فى العالم.
وانتقد مستشار المفتى صمت الإعلام الأمريكى عن هذه الجريمة العنصرية مما يشير إلى ازدواجية المعايير فى التعامل مع قضايا العرب والمسلمين.
وأضاف أنه عندما يكون الضحايا من المسلمين أو العرب لا يتحرك الإعلام مثلما يتحدث إذا كان الضحايا من غير المسلمين
وطالب الدكتور محيى الدين عفيفى أمين عام مجمع البحوث الإسلامية بتدخل الحكومات الغربية والمنظمات الدولية لمواجهة الأعمال الإرهابية التى تمارس ضد المسلمين، وأضاف أن حادث “تشابل هيل “ ينم عن عنصرية بغيضة، ويجسد تزايد الدعوات للعنف والكراهية للإسلام والمسلمين فى المجتمعات الغربية.