ناشد النائب الدكتور عبدالرحمن الجيران الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ان يتولى زمام مبادرة لمشروع تحالف يجمع شتات الأمة العربية التي فرقها الاختلاف وغشَّاها الوهم وأذهب هيبتها الجهل فأصبحت كمَّاً مهملاً في ميزان القوى العالمية.
وأكد الجيران في رسالة وجهها الى الرئيس السيسي ان قدر مصر ان تكون لها الريادة في العالم الاسلامي، فهي قطب الرحى وهي الجذع المرجب وهي أرومة العرب والمسلمين.
وقال الجيران في رسالته الى السيسي: ان عوامل النجاح أمامكم كثيرة ولله الحمد، فالرصيد الشعبي من أصوات المصريين لدعمكم في تزايد مستمر الى جانب دعم مؤسسات الدولة جميعها مع دعم عربي شامل تجلى بزيارة الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
 
 
 
 
واضاف: أعلم أنكم تحملون هموماً كثيرة أولها ردم الهوة بين تطلعات المصريين العالية وبين ما يتوفر لديكم من فرص وأدوات، ولعلي أشير هنا الى ان المشكلات الاقتصادية لا يمكن تجاوزها بحلول فنية بحتة أو نظريات ثبت عدم فاعليتها بل المطلوب حتماً حلاً سياسياً يستند الى قوى وتحالفات استراتيجية داخلية وخارجية قابلة للتطبيق لحلحلة تلك المشكلات وصياغة برامج ميدانية تنزل للجامعات والمدارس، وتهدف الى النهوض بالدولة المصرية عبر صياغة استراتيجية لاحتضان الشباب ورفع كفاءة الأكاديميين في كافة التخصصات وتوزيع المنافع لتوفير الحد الأدنى لمتطلبات العيش الكريم.
واكد الجيران ان تجارب المجتمعات تشهد بأن التغيير الناجح لا يأتي طفرة كما أنه لا يأتي من الخارج، كما ان فشل مشروع الربيع العربي في اطاره الواسع، كان في الحقيقة اقتصادياً أكثر منه سياسياً، وهو يعكس بصورة أو بأخرى علاقة الغرب بالاسلام.
 
 
 
 
وقال ان ظلم العباد وبغي بعضهم على بعض مِن الظلم الذي يهلك الأمم ويدمرها: وعندما لا تُسمع نصائح الناصحين في معالجة صور الظلم والبغي وبأسرع ما يمكن، فان ذلك من أعظم أسباب انقسام المجتمع، قال الله تعالى: {فَمَا اخْتَلَفُوا الا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ} (الجاثية:17)، فالانقسام الذي يحدث في المجتمع بسبب البغي هو مِن أكبر أسباب الانهيار.
وبيّن ان الصراع على الدنيا هو الذي يُدفع به الناس - وربما بعض القادة ! ان يبيعوا للأعداء ولاءهم وتبعيتهم، فتفشى الأسرار، وتنقض الأيمان بعد توكيدها، وتخان الأمانة، فيكونوا جندًا للأعداء ! وهل سقطت الأندلس الا بذلك؟! وهل سقطت بغداد على يد التتار الا بالخيانة؟! فالذين يعملون لمصلحة الأعداء ضد مصلحة أمتهم ومجتمعهم ووطنهم، ولا مانع عندهم مِن تعريض البلاد للفوضى وسفك الدماء - هم مِن أخطر أبناء أعدائنا منا!
واوضح الجيران ان انعدام تماسك المجتمع كالجسد الواحد: فلا يشعر الغني بألم الفقير، ولا الحر بألم الأسير، ولا الصحيح بألم المريض، ولا القوي بألم الضعيف، ولا القادر بألم العاجز، هذا من أعظم أسباب سقوط الدولة والمجتمع، فالذين يخططون لوقوع انهيار الاقتصاد حتى لو جاع الناس وهلكوا جوعًا ومرضًا وفقرًا، ويقولون: «فلتُحرق البلاد، وليمت الناس!» تحملون أعظم الوزر في مقدمات السقوط وأسبابه.
وبيّن ان قوة الدين في المجتمع المصري لهو أعظم استثمار لاستقرار البلاد والدفع بها لبرامج التنمية المستدامة والوحدة والتماسك، ويكفي معاناة العالم الاسلامي اليوم بسبب اخفاق برامج جميع الأحزاب الرامية للوحدة والنهضة والتغيير والى مزيد من التشرذم والانغلاق والدوران في فلك التبعية للشرق أو الغرب، وقد تأكد اليوم بصورة واضحة أهمية بروز دور الأزهر وعلمائه لتوجيه المجتمع.
 
 
 
 
وقال الجيران ان تاريخ مصر وحاضرها ومستقبلها لا يمكن ان يرضى بغير مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي وما سارت عليه مصر حرسها الله، من موقف مبدئي واضح في سياستها الخارجية لهو كفيل بابراز دور مصر للعالم الخارجي حول الأحداث السياسية المتلاحقة ويمكن تلخيصها بادانة التطرف والارهاب بكافة صوره وأشكاله واحترام سيادة الدول وحقوق الانسان والحريات واللجوء الى التحكيم في حال نشوب أي نزاع.
واضاف: نحن نعاين ميلاد فجر جديد لمصر يقوم على احياء دور الدولة والنهوض بها مجدداً فلا وقت للتخاذل عن المبادرة ولا مجال للاستغراق في الماضي ولا هروب عن مواجهة التحديات وهذا يتطلب تدخلاً من خلال الاجراءات السياسية والقانونية والدستورية وتشريع ضوابط يتوافق عليها الجميع اتساقاً مع توجه معظم دول العالم المتحضر.
وتابع: اذا كان هناك من أخطأ وتجاوز الحد في التطرف باسم الدين فلن يكون ذلك مسوغاً لمحاربة الدين كله أو اثارة الشكوك حوله فرسالة الاسلام رسالة خالدة عالمية الأهداف والغايات واسعة الأفق لا تنحصر في بلد ولا تختزل في جماعة أو حزب.