أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي لرؤساء تحرير الصحف القومية أن الجيش المصري أسطورة، وكان حاميا لمصر في أحلك الظروف، مؤكدا أنه يعطى الفرصة لأي مسؤول لمرتين و«التالتة تابته»، وكشف أن حصيلة صندوق تحيا مصر لم تتجاوز 6 مليارات، وأنه يفكر في إنشاء مجلس أعلى للاستثمار، والعاصمة الجديدة ستكون بين طريقي السويس والعين السخنة.
 
وأكد السيسي، في حواره مع رؤساء تحرير الصحف القومية، أن الجيش المصري أسطورة متمنيا أن يكون في الدولة مؤسسة أخرى، فيما فسر الرئيس عبارة «في أسرع وقت» التي يذكرها باستمرار خلال حديثة عن تنفيذ المشروعات القومية الكبرى، قائلا: «ذلك لتعويض ما فاتنا على مدى أربعة عقود بينما يشعر الناس أن بعض أجهزة الدولة لم تنتقل إليها هذه الهمة».
 
وقال الرئيس: «لا بد أن تعلموا أن ماكينة الدولة، لا تتحرك بين يوم وليلة فيجب لكي تنضبط، وتستجيب وشعر العاملون بها بنجاح، ويسعدون به أن تأخذ وقتا، وأنا لا أدافع عن اجهزة الدولة وإنما اسأل: هل بعد 40 عاما مما جرى لهذه الأجهزة، ثم بعد 4 سنوات مضت، على ثورة 25 يناير يمكن أن نتصور أن التراكمات لم تؤثر سلبا على الأوضاع الراهنة، ولقد كنت صريحا جدا مع الشعب، وقلت إن الأزمة التي تواجهها مصر، في كل المجالات، أكبر من أي رئيس، لكنها ليست أكبر من الشعب المصري.
وأوضح أن «هناك معاناة، ويجب ان نتحملها معا، وماكنية الدولة لا تتحرك بين يوم وليلة على طريق الإصلاح والبناء، فهذا يحتاج إلى وقت وصبر، ولذلك أقول إن أجهزة الدولة بعد أربع عقود من التجريف وزاد عليها ما حصل بعد 25 يناير 2011 تحتاج إلى وقت وصبر».
 
وأكد الرئيس السيسي أنه يفكر في إنشاء مجلس أعلى للاستثمار قائلا: «نحن نفكر في إنشائه، يرأسه رئيس الجمهورية، وسيتم تشكيله قبل المؤتمر الاقتصادي في مارس المقبل، حتى يأخذ وضعه الطبيعي وتصل رؤيته لكل الناس»، وتابع «أيضا سنعلن قريبا عن إنشاء مجلس تخصصي، للتنمية الاقتصادية تابع للرئاسة»، وأكد أنه لا يشعر بأي شكل من أشكال الإحباط الحقيقية، متابعا: «أنا فرحان بالمصريين، وكلما أجد ضغوطا تزداد من الداخل أو الخارج، أراها دليل نجاح، ليس لي وإنما نجاح لمصر. واستطرد خلال حديثه: «فقط.. أريد أن يستمر سياق الوعي الجمعي وعلينا أن نتحدث لغة واحدة مش عايزين نتذبذب أو نتردد أو نحبط وإنما نسير على خط واحد، أريد للناس أن تطمئن واحنا ماشيين كويس ولما قولنا في سنتين سنعبر عنق الزجاجة كنت أضع هذا هدفا جميعا لنا وسوف نحققه بفضل الله».
 
وتابع: مهمتي أن ألملم جراح مصر، مضيفا: «البلد جرح على مدى سنين، هذه مسؤوليتنا جميعا.. قوى سياسية، وإعلام، وشباب، علينا أن نلملم الجراح، ونعيد اصطفاف الناس، حتى المعارضين يجب عدم انتقادهم، كفانا عنفا وتمزقا، فمصر كادت تضيع وعلينا ألا نختلف».
 
وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، قد استقبل بمقر رئاسة الجمهورية، رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، حيث بحث الجانبان القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين العربي والعالمي، كما تناولا تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين. جاء ذلك بحضور وزير العدالة الانتقالية ومجلس النواب المصري المستشار إبراهيم محمد الهنيدي.
وصرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف بأن رئيس مجلس الأمة نقل تحيات صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وولي العهد سمو الشيخ نواف الأحمد إلى الرئيس السيسي، معربا عن تطلع الجانب الكويتي لزيارة الرئيس المقبلة للكويت المقررة في 5 يناير المقبل.
وفي هذا الصدد، أعرب الرئيس السيسي عن ترحيبه بزيارة الكويت الشقيقة لتسجيل تقديره وامتنانه للمواقف الداعمة والمساندة التي أبداها كل من قيادة وشعب الكويت إزاء مصر ووقوفهم بجانبها في أعقاب ثورة 30 يونيو.
 
ولفت المتحدث الرئاسي إلى ان الرئيس السيسي نقل تحياته وتقديره لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وسمو ولي عهده، موجها التهنئة بنجاح جهود الوساطة التي بذلها صاحب السمو الأمير لتهدئة الأجواء الخليجية ـ الخليجية، وكذلك مساعيه الحثيثة لتقريب وجهات النظر بين كل من مصر وقطر، بما يعزز التضامن بين الدول العربية الشقيقة ونبذ الانقسام بينها، في إطار من الاحترام الكامل لإرادة الشعوب وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
 
كما أكد الرئيس السيسي اهتمام مصر بخلق مناخ جاذب للاستثمار، واتخاذها للعديد من الإجراءات في هذا الصدد من بينها إعداد قانون الاستثمار الموحد واستحداث آلية لفض المنازعات التجارية، مع التشديد على التزام مصر بتعهداتها، ومعربا عن أمله في أن تشهد الفترة المقبلة قيام الكويت الشقيقة بزيادة استثماراتها في السوق المصرية، خاصة في ضوء حرص مصر على إيجاد تسوية ودية للمشكلات التي واجهت الاستثمارات الكويتية خلال الفترة الأخيرة، والتي قامت مصر بالفعل بحل العديد منها خلال الفترة القليلة الماضية.
 
ورحب الرئيس المصري بزيادة أعداد المواطنين الكويتيين الذين يقومون بزيارة بلدهم الثاني مصر، مؤكدا حرص مصر على مشاركة الكويت بشكل فعال في أعمال المؤتمر الاقتصادي الدولي المقرر عقده في شهر مارس 2015 بشرم الشيخ.
من جانبه، أكد رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم على دعم وتأييد بلاده للمؤتمر الاقتصادي، مشيرا إلى أن المشاركة الفعالة في أعمال المؤتمر تعد واجبا قوميا على جميع الأشقاء العرب.
 
وفي ختام اللقاء، رحب الرئيس السيسي بمشاركة الاتحاد البرلماني العربي والذي يتولى الغانم رئاسته حاليا في متابعة الانتخابات البرلمانية المصرية المقبلة، مشيرا إلى ضرورة قيام الاتحاد البرلماني العربي بوضع آليات لمراقبة الانتخابات في الدول العربية، بحيث لا يقل الاتحاد عن المؤسسات الغربية العاملة في هذا المجال.