عشية الاعتصام الذي تنفذه جمعية المعلمين في العاشرة من صباح اليوم رفضت وزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي د.موضي الحمود الاستعانة بوزارة الداخلية لمنع دخول المعلمين الى ساحة الوزارة بحسب الترتيب المعلن في بيان الجمعية.

وطلبت الوزيرة من جميع القياديين ان يكونوا متواجدين في مكاتبهم من الصباح الباكر ـ كالعادة ـ وعلى اهبة الاستعداد للتعامل مع مقتضيات الموقف.

وجددت الوزيرة الحمود التأكيد على ان الوزارة فتحت ابوابها للمعلمين للحوار والنقاش والاستماع الى وجهات نظرهم ايمانا بقناعات راسخة بحقوق المعلمين في المشاركة في صنع القرار التربوي.

وخاطبت الوزيرة الحمود اعضاء مجلس الوكلاء اثناء ترؤسها جلسة للمجلس امس «نستقبل المعلمين ونفتح لهم ابوابنا ولم نمنعهم من اعلان رأيهم وتقديم مقترحاتهم التي تؤخذ بعين الاعتبار»، مستدركة بالقول الا انني حزينة لانتهاج اسلوب الاعتصام والامتناع عن العمل فتقيم الرأي والمقترح لا يكون على حساب العمل ومصلحة ابنائنا الطلبة.

وقالت الوزيرة: وزارة التربية لم تتوان في استقبال اصحاب المبادرات التربوية ولم تغلق باب الحوار يوما ما، وردا على الورقة المقدمة من جمعية المعلمين بخصوص بدائل زيادة الـ 25 دقيقة قدمت مقترحين، الاول لتشكيل لجنة مشتركة بين الوزارة والجمعية لدراسة جميع وجهات النظر على ان تعطى اللجنة مجالا حتى 15 نوفمبر المقبل لتقيم قراراتها التي سنكون ملتزمين بتنفيذها، والمقترح الثاني ان تتشكل هذه اللجنة لتقدم توصياتها للعمل بها اعتبارا من الفصل الدراسي الثاني ولكن الجمعية رفضت المقترحين لأسباب لا أعرفها.

وطلبت الوزيرة الحمود من جميع القياديين التواجد على رأس العمل في مكاتبهم صباح اليوم.

ورفضت الوزيرة الحمود مقترحا طرح أثناء الجلسة بالاستعانة بوزارة الداخلية تحسبا لأي خروج على النظام، وقالت: «هؤلاء معلمونا وأنا أثق ثقة عمياء بهم، وأعلم انهم يقدرون واجباتهم المقدسة وضرورة بقائهم في مدارسهم لأداء هذه الواجبات».

واستدركت المصادر قائلة: طلبت الوزيرة من جميع الوكلاء المساعدين ان يكونوا على أهبة الاستعداد للتعامل مع مقتضيات الموقف.

وأضافت: ستكون القيادات التربوية مستعدة بحسب ما يستدعيه موقف المعتصمين وهل يتطلب الوضع خروج الوكلاء لإلقاء كلمات عليهم أم سيطلب من المعتصمين ان ينوب عنهم بعض الأفراد لتقديم ورقة الى الوزيرة؟ مشيرة الى ان الوزارة مستعدة في كل الأحوال.

من جانبها، قالت الوكيلة المساعدة لقطاع البحوث التربوية والمناهج مريم الوتيد: انا على ثقة بأن معلمينا ومعلماتنا تربويون يقدرون المسؤولية ومن الصعوبة عليهم الاستجابة الى تنفيذ اعتصام ينفذ خلال يوم دراسي.

وأوضحت الوكيلة الوتيد: صعب جدا ـ وأنا أعلم وأثق تماما في الهيئات التعليمية والإدارية ـ تنفيذ اعتصام أثناء الدوام لأن ذلك معناه أمرين غاية في الخطورة، الأمر الأول هو ترك مسؤولياتهم وأبنائهم الطلبة أثناء ساعات الدوام الرسمية والثاني كأنهم يوجهون لأبنائهم الطلبة ـ في حال نفذ أحد منهم الاعتصام ـ رسالة بأن الاعتصام هو الوسيلة للتعبير عن الرأي، وهذا بحد ذاته غاية في الخطورة لأن المعلم قدوة، وهنا أطرح تساؤلا: هل توافق الهيئات التعليمية والإدارية على ان ينفذ أولادهم اعتصاما ان لم تنفذ طلباتهم؟ هذه رسالة صعبة يجب على الجميع إدراكها.

واستطردت الوتيد: لدي قناعة ومتفائلة جدا بأن المعلمين لن ينفذوا الاعتصام وأبوابنا جميعا في الوزارة مفتوحة للمناقشة والحوار والأخذ والرد، مضيفة: «الوزارة طول عمرها تفتح الأبواب لمعلميها».