بين ثنايا غرفة تؤرخ لحقبات مهمة سجلها التاريخ في العلاقات الأميركية ـ الكويتية كان لقاؤنا مع السفير الأميركي الجديد لدى البلاد دوغلاس سيليمان في أول حوار خاص يجريه مع صحيفة محلية.فالسفير سيليمان اختار أن يجري الحوار في تلك الغرفة التي وصفها بالعزيزة على قلبه لأنها تختصر لحظات تاريخية مهمة في مسيرة العلاقات بين البلدين منذ الستينيات ومرورا بتلك التي تذكرنا بمرحلة الاحتلال الصدامي للبلاد والدور القيادي الذي لعبته الولايات المتحدة الأميركية في عملية التحرير والتي سجلت نقطة تحول في تاريخ العلاقات ومهدت الطريق الى مزيد من الارتباط الوثيق ما بين الدولتين.«فالدعم الذي توفره الولايات المتحدة الأميركية للكويت كان ولايزال لا بل الآن أكثر من السابق»، هذا ما شدد عليه السفير سيليمان متحدثا عن «وجود دعم عميق من قبل واشنطن تجاه الكويت» ومؤكدا التزام بلاده «ليس فقط في سياق الدور الذي لعبته في حرب التحرير عام 1990 وانما ايضا في إنجاح الكويت على المستويين الاقتصادي والسياسي في المنطقة».وخلال لقائنا معه والذي تطرق فيه الى الحديث عن قضايا عدة محلية واقليمية أشاد السفير سيليمان بالديموقراطية المتوافرة في البلاد، معبرا عن مفاجأته «بحجم حرية التعبير والنقاشات التي تدور في الديوانيات»، لافتا الى ان ما رآه يجعله يشعر «بأننا امام تجربة ديموقراطية حقيقية وواعدة» وعلى الرغم من إبدائه سعادته بالوضع الحالي الا انه أشار الى أن «هذا لا يمنع تأملنا بالتوسع أكثر في المستقبل في مجال حرية التعبير والنشر الصحافي».وبالحديث عن التقارير التي تصدرها الولايات المتحدة والتي تتهم فيها الجمعيات الخيرية الكويتية بتمويل الإرهاب، كشف سيليمان عن ان بلاده قامت بتحديد عدد من الكويتيين والمقيمين في البلاد لقيامهم بتمويل المنظمات الإرهابية، موضحا ان الكويت قامت بعدة إجراءات ضد هذه الشخصيات ولكنه اشار الى ان واشنطن «ستواصل العمل مع الحكومة الكويتية لتوسيع هذه الخطوات وتعديلها او تغييرها بما يضمن عدم وصول التمويلات الى الجماعات الإرهابية»، مبينا ان زيارة نائب وزير الخزانة الاميركي الى الكويت ديفيد كوهين أتت في اطار «مناقشة الخطوات الإضافية اللازم اتخاذها في هذا الجانب».وعلى الصعيد الإقليمي، شدد سيليمان على مواصلة بلاده لإقامة علاقات استراتيجية ووثيقة مع دول الخليج بمعزل عن نتيجة المفاوضات في الملف النووي مع ايران.