قبل ساعات من زيارة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إلى أنقرة لعقد قمة مع نظيره التركى رجب طيب أردوغان حول عدد من القضايا الدولية والثنائية، شهدت ساحة قصر أردوغان الأبيض أعمال عنف بين محتجين شباب والشرطة التى اعتقلت العشرات من المحتجين.

وفى غضون ذلك، ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن بوتين وأردوغان سوف يتغاضيان عن الخلافات الروسية - التركية من أجل تأسيس تحالف قوى لمواجهة العلاقات المتأزمة مع الغرب.

ومن المقرر أن يناقشا خلال اجتماعهما اليوم السياسة الخارجية، ومزيدا من التعاون فى مجال الطاقة وخطوات باتجاه تجارة ثنائية بقيمة 100 مليار دولار سنويا.

وأشارت الوكالة الفرنسية إلى أن هناك من الأسباب لكل من تركيا وروسيا، وكل منهما وريثة لإمبراطورية خاضت عشرات الحروب خلال الـ 500 عام الماضية- بحيث تكون العلاقات بينهما محلا للاختبار بسبب الخلافات حول القضايا الدولية الرئيسية مثل سوريا وأوكرانيا.

وأضافت أن بوتين وأردوغان لن يضحيا بالشراكة التجارية الضرورية لكل منهما، وأنهما يعملان على بناء علاقات متينة بين الدولتين المهيمنتين على منطقة بحر البلطيق.

ومن جانبه، أكد إيلتير توران، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بيلجى التركية إن كلا من الجانبين لديه مساحات ضخمة من المصالح المشتركة، وأنهما لا يريدان أن تقف الخلافات عقبة فى طريقهما.

وفى غضون ذلك، قال الرئيس الروسى فى تصريحات لوكالة أنباء الأناضول قبيل زيارته لأنقرة إن «العلاقات الروسية-التركية تظل مستقرة ومستمرة بغض النظر عن الأوضاع الحالية».

وفى هذه الأثناء، يختتم بابا الفاتيكان فرانسيس الأول أمس زيارته التى استمرت ثلاثة أيام إلى تركيا بالمشاركة فى احتفالات مهرجان أرثوذكسى مهم ، فى دعم لجهود معالجة شقاق عمره قرابة ألف عام بين المسيحية فى الشرق وفى الغرب. ومن المقرر أن يشارك فرنسيس البطريرك برثلماوس ،رئيس بطريركية القسطنطينية الأرثوذكسية المسكونية والزعيم الروحى للأرثوذكس البالغ عددهم 300 مليون مسيحى بأنحاء العالم، فى احتفالات مهرجان القديس أندراوس مؤسس الكنيسة الأرثوذكسية .

وانقسمت المسيحية إلى كنيسة رومانية كاثوليكية وأخرى أرثوذكسية عام 1054 . وبدأت جهود للمصالحة منذ خمسين عاما بلقاء تاريخى فى القدس جمع بابا الفاتيكان الأسبق الراحل بولس السادس والبطريرك الأرثوذكسى أثيناجوراس.

 

والتقى البابا فرانسيس مع لاجئين مسيحيين من سوريا والعراق ،والذين فر الكثير منهم من زحف عناصر تنظيم "داعش" الذين يستهدفون الأقليات الدينية.

وفى الوقت نفسه، نظم اتحاد الطلبة الجامعيين تظاهرة بالقرب من القصر الرئاسى الجديد، والمعروف إعلاميا باسم "قصر أردوغان الأبيض" بالعاصمة التركية أنقرة.

وذكرت محطة "إن.تي.في" التركية أن المحتجين كانوا يرددون هتافات تندد بإنشاء وإنفاق أموال الدولة والشعب على القصر ذى الألف غرفة وأقيم على مساحة 200 ألف متر مربع، فى الوقت الذى تعانى فيه تركيا من زيادة فى نسبة البطالة والفقر وانتشار الفساد والرشاوى بالبلاد، على حد قولهم.

وأضافت المحطة الإخبارية الخاصة أن قوات الأمن استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق الطلبة الذين كانوا يخططون لمواصلة مسيرتهم أمام القصر الرئاسي، واعتقلت 22 طالبا وطالبة جامعيين.

ولفتت المحطة إلى لجوء قوات الشرطة لاستخدام العنف بشكل علنى ضد الطلاب، وعرضت لقطات للكمات من رجال الشرطة لطالب معتقل ينزف الدم من أنفه وفمه.

وفى إطار متصل، ذكرت تقارير تركية أن مدير قوات التدخل السريع بمديرية الأمن فى ولاية بينجول شرقى تركيا تعرض لإصابة فى كتفه جراء تعرضه لهجوم مسلح من قبل مجهول مساء أمس.

 

وأوضحت وكالة أنباء "الأناضول" التركية أن على إحسان جونجور مدير قوات التدخل السريع فى الولاية المذكورة قد تعرض لهجوم مسلح أثناء قيامه بإحدى الزيارات العائلية ، وأنه تعرض لإصابة فى كتفه بعد أن أطلق مجهول النيران عليه من سلاحه. وقالت مصادر طبية إن حالته مستقرة.