افتتح رئيس الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية المستشار في الديوان الاميري الدكتور عبدالله معتوق المعتوق اليوم قرية (قائد الانسانية) في مدينة (وان) شرقي تركيا التي تعرضت لزلزال مدمر في أواخر عام 2011.
 
وقال المعتوق في كلمة خلال حفل الافتتاح ان انشاء الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية لقرية (قائد الانسانية) يأتي تنفيذا لتوجيهات سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح من اجل المساعدة في ايواء متضرري الزلزال المدمر.
 
واضاف ان انشاء قرية (قائد الانسانية) جاء بدعم كريم من حكومة دولة الكويت وبالتعاون مع مؤسسة الاغاثة الانسانية التركية مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على تنفيذ المشروع على مرحلتين تضمنت الاولى انشاء بيوت جاهزة الهدف منها سرعة ايواء المتضررين.
 
وذكر المعتوق ان المرحلة الثانية من المشروع تمت اليوم وهي عبارة عن اربع عمارات تضم 64 وحدة سكنية معربا عن الأمل بأن تكون القرية دار امن وامان لأهلها.
 
واعرب عن سعادته بتحقيق هذا الانجاز وتقديم هذه الهدية المتواضعة من الشعب الكويتي للأخوة الأتراك متضرري زلازل مدينة (وان) "ايمانا بأن المسلمين كالجسد الواحد في الأفراح والأتراح".
 
واشار المعتوق وهو مبعوث الامين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية الى تاريخ العلاقات الكويتية التركية التي شكلت منذ نشأتها نموذجا رائدا في العلاقات الدولية لما اتسمت به من مصداقية وتعاون في العديد من المواقف والأزمات.
 
واكد ان مشروع قرية (قائد الانسانية) يؤكد حرص دولة الكويت أميرا وحكومة وشعبا على توطيد أواصر الاخوة الإسلامية والإنسانية ووشائج القربى مع تركيا.
 
ووجه المعتوق خالص الشكر والتقدير لسمو امير البلاد على هذه المبادرة وقيادته الحكيمة لسفينة الخير نحو مرافئ الأمان متقدما في الوقت ذاته بالشكر الى أعضاء سفارة الكويت في تركيا لما قدموه للهيئة من تعاون كبير لتنفيذ المشروع وغيره من برامج الإغاثة.
 
كما اعرب عن شكره لمسؤولي مؤسسة الاغاثة الانسانية التركية الذين كانوا نموذجا يحتذى به في الشراكة والتعاون المثمر والتنسيق البناء.
 
ومن جانبه أشاد عميد السلك الدبلوماسي سفير دولة الكويت لدى تركيا عبدالله الذويخ بالعلاقات الطيبة التي تربط بين البلدين منذ 50 عاما مؤكدا ان هذا المشروع الانساني يشكل ترجمة لهذه العلاقات وواجب انساني من الكويت تجاه تركيا لرفع الضرر عن المتضررين من الزلزال الأخير.
 
وقال ان الكويت جبلت على فعل الخير من خلال أميرها وحكومتها وشعبها وتسمية سمو الأمير من قبل الأمم المتحدة (قائدا للعمل الانساني) هو تجسيد لحقيقة ان الكويت مركز للعمل الانساني مثمنا جهود رئيس وأعضاء الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية واستجابتها السريعة بإنجاز المشروع الاساسي المؤقت ومن ثم الدائم الذي يحتفل به الآن.
 
واشار الذويخ الى الوجود الاستثماري الكويتي الكبير بقطاعيه الحكومي والخاص في تركيا وفرص تنميته وتسهيل دخول مواطني البلدين برفع التأشيرات لتأسيس مشاريع مشتركة واعطاء المستثمرين في البلدين المزيد من الفرص للتواصل والانفتاح بين الطرفين.
 
واضاف ان الكويتيين يساهمون ايضا في دعم الاقتصاد التركي من خلال السياحة والتملك الخاص في الاراضي التركية مؤكدا ان مدينة (وان) تتمتع بامكانيات كبيرة تجعلها مكانا جاذبا للمستثمر الكويتي.
 
وأشاد الذويخ بجهود الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية في انجاز مشاريع المتضررين من زلزال (وان) ومشاريع النازحين السوريين متقدما في الوقت ذاته بالشكر الى مؤسسة الاغاثة الانسانية التركية ومحافظ المدينة وبلدية (وان) على جهودهم في اعادة بناء المدينة بعد الزلزال.
 
وبدوره قال محافظ مدينة (وان) ايدين دوغان ان الكويت لها دور كبير في المشاريع الانسانية في تركيا مؤكدا أنها دائما في طليعة الدول التي تلبي نداء الاغاثة.
 
واثنى على جهود سمو امير البلاد في رفع الضرر عن مواطني (وان) مهنئا سموه بمناسبة منحه لقب (قائد للعمل الانساني) ودولة الكويت لتسميتها (مركزا للعمل الانساني) من قبل منظمة الأمم المتحدة.
 
واعرب عن أمله في استمرار العلاقات الطيبة بين البلدين في جميع المجالات خاصة التعاون الانساني بين مؤسستي الإغاثة في الكويت وتركيا.
 
ومن جهته قدم رئيس مؤسسة الاغاثة الانسانية التركية بولند يلدريم خالص شكره لسمو امير البلاد وحكومتها وشعبها على مساهمتهم في ايواء متضرري زلزال (وان) التي يقطنها مواطنون اتراك واكراد.
 
وقال ان هذه المساهمة تنمي اواصر الاخوة والتواصل بين المسلمين مضيفا ان فرحة الارامل والايتام دليل على انسانية هذا المشروع الكويتي الذي ساعد في تضميد جراحهم.
 
وعلى هامش الاحتفال قدم يلدريم هدية تذكارية الى المعتوق على جهوده في اقامة مشروع قرية (قائد الانسانية) وشارك أعضاء الوفدين الكويتي والتركي في حفل تسليم الأهالي مفاتيح البيوت.
 
وتوجه الوفد الكويتي الى مدينة (كلليس) جنوبي تركيا على الحدود السورية لزيارة قرية (الكويت) النموذجية التي وجه سمو أمير البلاد بإنشائها بتبرع من الحكومة الكويتية لإيواء اللاجئين السوريين
 
وتضم ألف بيت جاهز واربع مدارس ومسجدين ومركزين طبيين. ومن جانبهم اعرب عدد من اهالي مدينة (وان) عن شكرهم لسمو أمير البلاد والشعب الكويتي على انشاء مشروع قرية (قائد الانسانية) لمتضرري الزلزال الذي ضرب المدينة أواخر عام 2011.
 
وقالت المواطنة التركية بديله أوكسن لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) انها فقدت زوجها في الزلزال ولديها خمسة ايتام وليس لها عائد لتوفر السكن ومصاريف الحياة لأطفالها مضيفة ان المشروع جاء ليوفر لها السعادة وتربية ابنائها في امان.
 
كما توجهت المواطنة التركية مريم يلدرام وهي ربة بيت بالدعاء لسمو أمير البلاد والشعب الكويتي أن ينعما بالأمن والامان وان يحفظ الكويت من كل مكروه.
 
واضافت انها فقدت زوجها أثناء الزلزال ايضا وهي ام لثلاثة ايتام وكانت تفكر في كيفية تربية هؤلاء الاطفال وهي لا تملك أجرة بيت حتى تلقت النبأ السار بحصولها على البيت.
 
ومن جهتها اعربت رائفة جيهان عن سعادتها البالغة عند اتمام المشروع وحصولها وايتامها الأربعة على سكن يؤويهم متمنية التوفيق والنجاح للقائمين على المشروع الانساني.