اعلنت وزارة الصحة امس عن سحب ووقف ومنع تداول عقار افانديا الخاص بمرضى السكر من النوع الثاني احترازيا بناء على توصيات هيئتي الدواء الاوروبية والاميركية.
وصرح وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون الادوية والتجهيزات الطبية د.عمر السيد بأن قرار السحب جاء نتيجة توصيات تفيد بأنه يسبب مخاطر على القلب والشرايين، واشار الى انه سيتم تحريز الكميات الموجودة لدى الوكيل المحلي، فضلا عن سحبه ومنع تداوله في الصيدليات في القطاعين الاهلي والحكومي، داعيا في الوقت نفسه مستخدمي الدواء الى التوقف عن استخدامه ومراجعة الطبيب لاستعمال الادوية المشابهة الاخرى.
واكد ان دور ادارة الرقابة الدوائية والغذائية هو ضمان حصول المريض على الدواء السليم حفاظا على صحته وسلامته، مبينا ان الرقابة الدوائية والغذائية في الكويت تتابع اولا بأول توصيات واجراءات هيئات الدواء والغذاء العالمية.
وكانت هيئة الغذاء والدواء الأميركية قد سلمت وزارة الصحة في الكويت منتصف شهر يوليو الماضي، ردا رسميا بناء على طلب الأخيرة بسبب الجدل العالمي الذي ساد الأوساط الصحية خلال الفترة السابقة حول مخاطر عقار أفانديا والبت في أمر منع تداوله من عدمه، وأكد د.عمر السيد في تصريح صحافي آنذاك ان الصحة تسلمت خطابا رسميا من الـ FDA يؤكد صحة وسلامة عقار «أفانديا» الخاص بمرضى السكر، لافتا إلى ان «الصحة» ظلت ترصد طوال فترة الحظر على العقار بشكل دقيق الدراسات التي صدرت مؤخرا حول مضاعفات استخدام عقار «أفانديا» وقامت بعملية إرشادية للأطباء لتقنين صرفه مرورا بالإجراء الأخير الذي وضعته الصحة لبدء منع تداوله في المستشفيات الحكومية والقطاع الخاص، لحين التأكد من صحة سلامته على المرضى «لولا رد المنظمة»، وذكر ان الوزارة خاطبت منظمة الغذاء والدواء عبر الشبكة العنكبوتية لمعرفة مدى تأكيد جدية الدراسة المذكورة من عدمها، وذلك لبدء منع استيراده رسميا وعدم تداوله بالكويت، مبينا ان «الصحة» قامت في وقت سابق بعملية «تقنين» لعملية صرفه عبر إعطاء نصائح للأطباء بتغييره للمرضى المصابين بالسكري، مشيرا إلى أن الإجراء الأخير جاء كخطوة احترازية «على الرغم من عدم تسلم خطاب رسمي بمنعه آنذاك».
الجدير بالذكر أن السلطات الطبية الأوروبية والأميركية أوضحت مؤخرا ان دواء افانديا يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين لدى مرضى السكري حيث خلصت لجنة الخبراء التابعة للوكالة الأوروبية للأدوية بالاستناد إلى المعطيات المتوافرة إلى أن منافع الدواء غير كافية بالمقارنة مع المخاطر التي قد يسببها. وتعتبر الكويت من الدول ذات النسب العالية في الإصابة بمرض السكر حيث وصلت إلى أكثر من 16% من البالغين في حين وصلت نسبة إصابة الأطفال إلى 22 حالة لكل 100 ألف طفل تحت سن 14.
ويتوقع أن يصل عدد المصابين بمرض السكر في العالم إلى أكثر من 300 مليون شخص بحلول عام 2025 وان عدد المعرضين للإصابة به قد يصل إلى 427 مليون شخص في العام نفسه.
وهذا الأمر يجعل الاختيار أمام الأطباء المتخصصين في علاج مرض السكري محدودا نوعا ما خاصة مع إعلان هيئة الغذاء والدواء الأميركية مراجعة معلومات تفيد بان هناك صلة بين الاستعمال الواسع لعقاقير داء السكري وسرطان البنكرياس والمثانة، حيث جاءت نتائج 5 سنوات من الدراسة للمرضى الذين يتناولون عقار «الأكتوس» المعالج أيضا لمرض السكر انهم أكثر عرضة للإصابة بسرطان المثانة، وهو المرض الأكثر شيوعا بين المرضى الذين يتعاطون جرعات أدوية كبيرة وتراكمية.
وقام مصنع أكتوس تاكيدا للبتروكيماويات بدراسة تستغرق 10 سنوات، حيث بدأتها عام 2003 حينما وافقت «الاكتوس» على دراسة مخاطر التعرض لسرطان المثانة بسبب عقارها.
وفي الأسبوع الماضي قال نائب الرئيس للشؤون العلاجية بشركة تاكيدا روبرت سبانهيمير بأن التقرير المرحلي يطرح سؤالا ولكنه لا يعطي أي إجابة كما قال «اننا عازمون على اجراء الدراسة لكي نحصل على مفاهيم أكثر».
وقد عرف علاج أكتوس منذ عام 2007 عندما وجد ان لمنافسه أفانديا علاقة بمشاكل الأوعية الدموية.
وستقوم وكالة الغذاء والدواء بمراجعة المخاطر السرطانية الأولية لأكتوس ولكنها ستضع قرارها بخصوص أفانديا خلال الأسابيع القادمة.
والجدير بالذكر ان المبيعات الأميركية لأكتوس ارتفعت بشكل مستمر وتخطت 3.4 مليارات دولار العام الماضي، وفي المقابل انخفضت شهرة أفانديا بمبيعات قدرت بـ 520 مليون دولار.
المقر الرئيسي لشركة تاكيدا للبتروكيماويات في أوساكا باليابان وهي من أكبر مصنعي الأدوية في البلاد.
ومن جانبه أكد استشاري أمراض الغدد وعلاج السكري د.أحمد عبد ربه ان عقار «الأفانديا» كان من المتوقع سحبه من الأسواق بسبب اللغط الدائر حوله منذ فترة طويلة مشيرا الى ان وصفه كان يتم تحت حذر شديد، وعن الخيارات المتاحة في علاج السكر بالأسواق قال ان البدائل كثيرة.
وعن عقار «الأكتوس» أفاد بأنه بالخليج له اسم آخر، مشيرا الى انه كان بمؤتمر عالمي عن مرض السكر أخيرا ولم يتم طرح أي شيء سلبي عن الأكتوس، ومنوها الى ان المرضى الذين يتناولونه لا توجد أي شكاوى أو أعراض جانبية بينهم.
واضاف عبد ربه، ولكن نشر هذه الدراسة يعني ضرورة البحث للتأكد من عدم تسببه بأي مضار مستقبلية للمرضى.