تحل اليوم الذكرى العاشرة لوفاة أول رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة، ومؤسس أول فيدرالية عربية حديثة، إنه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي ولد عام 1918 في مدينة أبوظبي بقصر الحصن، وهو أصغر أبناء الشيخ سلطان بن زايد بن خليفة آل نهيان الأربعة، ولما بلغ الرابعة من عمره وتحديدًا في عام 1922، تولّى والده الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان زمام الأمور، وقد استطاع خلال فترة حكمه تحسين علاقاته بالجوار، وتعزيز مكانته بين مواطنيه على الرغم من قصر مدة حكمه.

واعتاد الشيخ زايد على الانتظام في حضور مجلس والده الذي كان يستقبل المواطنين، ويستمع إلى همومهم، ويشاركهم معاناتهم في زمن كانت فيه تجارة اللؤلؤ ورحلات الصيد المصدر الوحيد للدخل في المنطقة.

حرب الخليج الأولى

وعن دوره في حرب الخليج الأولى، رفض الشيخ زايد اعتبار قضية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة من قبل إيران، أن تكون ذريعة للعراق في استمرار الحرب مع إيران، وكان لدولة الإمارات العربية المتحدة موقف عبرت عنه من خلال مشروع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي من شأنه وقف الحرب العراقية الإيرانية.

يتلخص هذا الموقف في أن يفوض القادة العرب في مؤتمر القمة في عمان ثلاثة رؤساء من الذين يتصفون بموقف محايد للسعي في الصلح بين إيران والعراق، وأكدوا لإيران أنهم يضمنون حقوق الطرفين، وأنهم لا يمثلون أنفسهم بل القادة العرب ككل، فاذا قبلت الوساطة تنسحب القوات ويتم وقف إطلاق النار وجاءت موافقة إيران مشروطة بأن تنهي دول مجلس التعاون ما سمته بتأييدها للعراق.

حرب الخليج الثانية

وفي حرب الخليج الثانية، خرج العديد من الكويتيين من بلادهم في أعقاب العزو العراقي لها، واستقبلهم الشعب الإماراتي، وأمر الشيخ زايد بتوفير السكن لهم، ومنحهم مساعدات مالية، بالإضافة إلى إعفائهم من دفع أي رسوم للعلاج الطبي، وخلال الحرب لجأ 66 ألف كويتي إلى الإمارات.

إسهاماته

وساند الشيخ زايد كل من مصر وسوريا في حرب 1973 من أجل تحرير الأراضي العربية المحتلة في فلسطين، وقام بقطع إمدادات النفط بصفته سلاحًا فعالًا، كما ألقى ببيانه الشهير الذي قال فيه: "إن النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي".

وفي أكتوبر 1980 نادي الشيخ زايد بعقد قمة عربية لإنقاذ لبنان من الحرب الأهلية، التي كانت دائرة بين طوائفها المختلفة.

وتجلى اهتمامه بحفظ السلام في مشاركة دولة الإمارات في عملية "استعادة الأمل" في الصومال، التي قادتها الأمم المتحدة في عام 1992، وفي جهود الوساطة التي بذلها أيضا عندما اندلعت الحرب الأهلية في اليمن في عام 1994. 

الجوائز العالمية

حصل الشيخ زايد على عدد من الجوائز العالمية من بينها، جائزة الشخصية الإنمائية 1995، وذلك بناءً على استطلاع لمركز الشرق الأوسط للبحوث والدراسات الإعلامية في جدة.

بالإضافة إلى جائزة أبرز شخصية عالمية من قبل هيئة رجال العالم في باريس عام 1998، كما حصل على جائزة أبطال الأرض من قبل برنامج الأمم المتحدة للبيئة عام 2005.