في ليلة اكتمل فيها القمر ، قرر أن يفاجأها بتذكرتين سينما ، يعلم مدى عشقها للأفلام الرومانسية ،كأنها تترك مساحة بذاكرتها تحاول أن تختزن فيها المشاهد كلما بكت البطلة أو غنت بصوتٍ عذب ، يحب نظرتها العذبة ، قلبها الطفولي ،اقترب موعد قدومها ، ينظر للقمر ويبتسم هناك علاقة أبدية بينه وبينها تربطهما معاً ، يحاول الجلوس على المقعد ينتظرها ، يمرون من أمامه يتلاحقون على شباك التذاكر ،حالة من النشوة تجمعهم ، يعاود الوقوف ، يجئ ذهاباً وإياباً ، يتسائل " ماذا حدث لها " ، يحاول الإتصال الهاتف مغلق ، بدأ الحزن يتملكه ، يترقب الماره ، وهو ينظر لباقة الورد بأسى ، ماذا يفعل ، موعد الفيلم اقترب ، لم تأتِ ، لماذا لم تأتِ إليه !
هكذا يتسائل ، ألا تتذكره أو تتذكر لقاء سيجمعهم ،لماذا كل هذه القسوة !
بدأت اوراق الورد تذبل ، الوقت يمر ، عقارب الساعة تدغدغ مشاعره ، يعلم مدى يأسه وإحباطه ،راح يمشي خطواتاً بعيدة عنها ، نظر أمامه تجمع كبير وجثة امرأة هامدة نظر إليها فسقط الورد أرضاً ورحل .