الحكومة اتخذت سلسلة من الاجراءات في المدارس والمساجد والنوادي للوقوف بحزم أمام بوادر الفتنة التي هددت البلاد خلال الايام الماضية.. ومن ذلك قيام وزارة التربية باصدار تعليمات صارمة الى جميع المدارس بمختلف مراحلها شددت فيها على التمسك بالوحدة الوطنية وعدم السماح لاي طرف كان بعرض اي طرح طائفي.

واوضحت المصادر ان التربية عازمة على تطبيق اجراءات قانونية مشددة على اي مدرسة تخالف تعليماتها.. مشيرة الى ان تعليمات الوزارة جاءت تفعيلا لقرارات مجلس الوزراء واللجنة السداسية التي شكلها والخاصة بالوحدة الوطنية برئاسة وكيل وزارة الداخلية وعضوية وزارات التربية والاوقاف والمواصلات والاعلام، بالاضافة الى الفتوى والتشريع، واكدت الوزارة انها بصدد اتخاذ عقوبات قاسية ضد من يرتكب اي توتير طائفي بين صفوف الطلاب.

على صعيد آخر ان وزارة الاوقاف عممت على جميع ائمة وخطباء المساجد بتوجيه رسالة اسلامية واضحة يشددون فيها على ضرورة التمسك بالوحدة الوطنية ونبذ كل قول او فعل من شأنه العمل على انشقاق المجتمع او هتك النسيج الاجتماعي والمساس بالوحدة الوطنية.

واوضحت المصادر ان اللجنة السداسية ستعد تقريرا يوميا ترفعه الى مجلس الوزراء توضح فيه الاجراءات التي اتخذتها لتنفيذ قرارات حماية المجتمع الكويتي من الانزلاق للفتنة الطائفية والنعرات الفئوية.

وفي خطوة استباقية ولمنع حدوث امور من شأنها تأجيج المشاعر وخلق العداء بين شرائح المجتمع قامت وزارة الداخلية بتوجيه خطابات الى النوادي والفنادق والقاعات العامة حذرت فيها من استضافة اي ندوات جماهيرية ربما يتم التطرق فيها لما يخدش الوحدة الوطنية.

واكدت مصادر مطلعة ان هذا الاجراء من وزارة الداخلية هو احد محاور خطة الوزارة التي وضعتها مؤخرا لمواجهة الفتنة، وذلك بعد ان طلب الوزير جابر الخالد من قيادات الوزارة وضع خطة من شأنها الحد من هذه الفتنة، وعدم السماح بالتعرض لأمن البلاد لكائن من كان. واوضحت المصادر ان الداخلية توعدت النوادي والفنادق والقاعات باجراءات قانونية وعقابية في حالة عدم الامتثال ومنع استضافة هذه الندوات الطائفية.

وكان مجلس الوزراء عقد اجتماعا استثنائيا صباح امس في قصر السيف برئاسة رئيس مجلس الوزراء بالانابة ووزير الدفاع الشيخ جابر المبارك لمتابعة وبحث سبل وقف المساجلات والمشاحنات الاعلامية بين مختلف الاطراف ومظاهر التصعيد والاثارة التي شهدتها الساحة المحلية مؤخرا بما تنطوي عليه من نفس طائفي بغيض يمس مقومات الوحدة الوطنية ووحدة الصف الكويتي.

وقال وزير المواصلات ووزير الدولة لشؤون مجلس الامة محمد البصيري عقب الاجتماع ان رئيس مجلس الوزراء بالانابة ووزير الدفاع الشيخ جابر المبارك عبر عن عظيم التقدير والاعتزاز بتوجيهات سمو الامير في كلمته الابوية الحكيمة بمناسبة العشر الاواخر من شهر رمضان المبارك ونصائحه السديدة التي يحرص بحكمته وثاقب بصيرته على تأكيدها في مختلف المناسبات تقديرا لأهميتها والتي يحث فيها على التمسك بثوابتنا الوطنية والتشبث بوحدتنا في مواجهة كافة التحديات والحذر من شرور الفتنة والفرقة وما اكده سموه على التزام وسائل الاعلام برسالتها السامية في تجسيد الحرية المسؤولة ومباشرة دورها الايجابي المأمول في محاربة ونبذ الفرقة والانقسام وتعزيز التلاحم والتواصل بين ابناء الاسرة الكويتية الواحدة.

وقال البصيري ان المجلس استمع الى شرح من الوزراء المعنيين وكبار المسؤولين حول ما تم اتخاذه من اجراءات في مواجهة التطورات المؤسفة بهدف احتواء اثارها السلبية وتجنب نتائجها المدمرة وحماية الامن الوطني.

واضاف البصيري ان وكيل وزارة الداخلية الفريق احمد الرجيب اطلع المجلس على تفاصيل الاجراءات التي تم اتخاذها في شأن المدعو ياسر حبيب بما في ذلك الجوانب المتعلقة بالاعتبارات القانونية الخاصة باستمرار تمتعه بشرف الجنسية الكويتية تمهيدا لاتخاذ القرار المناسب بشأنها في الاجتماع القادم.

واكد رئيس مجلس الوزراء بالانابة ووزير الدفاع على ضرورة استكمال الخطوات والاجراءات المطلوبة في مواجهة مظاهر الخروج على ثوابتنا الوطنية والمساس بها ودرء مخاطر الفتنة البغيضة ومحاذيرها المهلكة وحماية الامن الوطني وصيانة الثوابت الوطنية والحفاظ على وحدة المجتمع وتماسكه، مشددا على قيام كل جهة بمسؤولياتها وواجباتها واستحداث الوسائل والاليات الكفيلة بحسن التعامل مع هذا الموضوع الحيوي بكافة مجالاته وميادينه ومواكبة التطور المتسارع في وسائل الاعلام والاتصال لتجنب استخداماته السلبية.

وكلف المجلس فريقا برئاسة وكيل وزارة الدخلية وعضوية ممثلين عن كل من وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية ووزارة التربية ووزارة الاعلام ووزارة المواصلات وادارة الفتوى والتشريع لتتولى استكمال متابعة التطورات الراهنة وتفويضه باتخاذ كل ما يلزم من اجراءات بشأنها.

واكد مجلس الوزراء حرصه على اتخاذ جميع الاجراءات اللازمة لحماية امن الوطن واستقراره وصيانة ثوابتنا ووحدتنا الوطنية ومواجهة كل محاولات استغلال اجواء الحرية في الاساءة الى وحدة مجتمعنا والمساس بالثوابت الوطنية والعمل من اجل ترجمة توجيهات سمو الامير في ضبط مظاهر الانفلات والفوضى وتنظيم العمل الاعلامي وفق مساره ورسالته الايجابية السامية.

وعبر مجلس الوزراء عن كامل الثقة في وعي اهل الكويت بجميع اطيافهم وطوائفهم بمخاطر الفتن والانقسام وتمسكهم بثوابتهم ووحدتهم الوطنية وحرصهم على تجنب الانزلاق الى مهالك الفرقة والتفكك والارتقاء الى مستوى مسؤولية الامانة الوطنية والتحلي بالحكمة والوعي والنأي بساحتنا ووطننا عن آثار وانعكاسات الصراعات الاقليمية والدولية المدمرة.

واكد المجلس أن الحرية نعمة طيبة ينبغي العمل على صيانتها وحمايتها من أي عبث او تجاوز وان ذلك لا يكون الا عن طريق الالتزام بحدود الحرية التي اقرها القانون واحترام حرية وكرامة الاخرين وتجسيد روح المسؤولية الوطنية.

واكد البصيري ان مجلس الوزراء سيتصدى بكل جدية وحزم لأي عمل يستهدف المساس بأمن البلاد واستقرارها، داعيا الجميع الى توخي اليقظة والحذر وتفويت الفرصة على محاولات الدس والفتنة ومظاهر التكسب الرخيص والعمل صفا واحدا من اجل الكويت.

على الصعيد النيابي وفي ردود فعل فورية علق النائب مبارك الوعلان على ترحيل القرار بشأن سحب جنسية ياسر الحبيب للاجتماع المقبل قائلا: انه امر غريب وفيه من الخذلان الكثير لنصرة ام المؤمنين رغم قناعتنا ان سحب جنسيته اجراء لا يذكر امام فعلته، ونقول للحكومة ان تباطؤكم وترددكم مريب ومستنكر.

من جهته قال النائب الدكتور محمد الحويلة: نشيد بقرار مجلس الوزراء تشكيل لجنة للحفاظ على ثوابتنا الوطنية، ونأمل اتخاذ اجراءات حازمة وعاجلة ضد مثيري الفتن وما يهدد وحدتنا الوطنية.