تحت رعاية وحضور نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية السابق الشيخ د.محمد صباح السالم، احتفلت جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا بتخريج الدفعة التاسعة من طلبة البكالوريوس، والخامسة من طلبة الماجستير للعام الجامعي 2013 / 2014، ويقدر عددهم بـ 850 طالبا وطالبة، تتضمن 108 من حملة درجة الماجستير في إدارة الأعمال.
 
وأكد الشيخ د.محمد الصباح في كلمة بهذه المناسبة أن «تسلح الطلبة بالعلم سيحمينا ويحصننا في مواجهة المخاطر والتحديات الأمنية والاقتصادية، حيث إنهم سيعملون في بيئة صعبة من تلك الجوانب، في ظل تزايد حدة الانقسام الطائفي والقبلي الذي تعانيه مجتمعاتنا، وهو مدعاة للقلق الشديد، حيث إن العلم يرفع بيتا لا عماد له، والجهل يهدم بيت العز والشرف».
 
وقال إن «الخريجين سيواجهون واقعا أليما في وقت تنهار فيه دول في بيئتنا العربية من ليبيا واليمن وسورية، ومقدمات لحرب أهلية في العراق، وهو الأمر الذي يفرض عليهم أن يكونوا على أهبة الاستعداد لمواجهة التحديات».
 
وأضاف أن الوضع الاقتصادي الحالي صعب جدا، وشهدت الكويت خلال الأيام العشرة الماضية انهيارا في أسعار النفط أدى إلى خسارتها 25 بالمئة من المدخول النفطي، وسيستمر ذلك التدني في الأسعار لفترة من الزمن، كما أن «التراجع الاقتصادي لم تسلم منه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين».
 
ولفت إلى دور الأسرة في ترسيخ القيم الأخلاق وحب العلم والمعرفة والانضباط والالتزام في نفوس الطلبة، داعيا الخريجين إلى أن يعينوا أهلهم على بناء البلد، حيث إنهم أهل لهذه المهمة «وأنتم البحارة في سفينة الكويت، التي تواجه الأمواج العالية في المحيط الدولي».
 
تأخر الكويت
 
من جهته، قال رئيس مجلس الأمناء في الجامعة د.عبدالرحمن المحيلان، إن نتائج التقرير السنوي العالمي العام الماضي للتنافسية أظهر تأخرموقع الكويت بين دول المنطقة والعالم، «ومع الأسف هذا العام لم يأت بتحسن في موقع الكويت العالمي، بل تراجع تقييمها بأربعة مراكز أخرى، لتنتقل من المركز الـ 36 عالميا إلى المركز الأربعين، إلى جانب تراجعها في مؤشر محفزات الكفاءة الذي يضم مؤشرات فرعية تقيس مستوى التعليم والتدريب بستة مراكز، من 77 إلى المركز 83 على مستوى العالم».
 
ثورة علمية
 
وأضاف أنه «في ظل اعتماد الكويت شبه الكامل على مواردها الناتجة من تصدير النفط، كشفت التقارير العالمية عن ثورة علمية قادمة يتوقع أن تغير خارطة الطاقة العالمية بشكل جذري، وهي طفرة استخراج النفط والغاز الصخري، وتلك الثورة العلمية تتصاعد نتائجها كل يوم، وتشكل توزيعا جديدا للمصالح لم يكن سائدا خلال الأربعين عاما الماضية، وهي معطيات تتطلب منا اتخاذ إجراءات وتبني استراتيجيات، من شأنها تعزيز قدرة الكويت في تصنيع المشتقات النفطية، من خلال بنية تحتية مؤهلة من الاختصاصيين والكوادر القادرة على إدارة العملية الإنتاجية، التي يجب العمل على بنائها من خلال تطوير المؤسسات التعليمية القادرة على توفيرها وفق المعايير التعليمية العالمية المعتمدة».
 
دعم وتشجيع
 
من ناحيته، قال رئيس جامعة الخليج د.دونالد بيتس في كلمة للخريجين: «اليوم يعبر في مضمونه عن الدعم والتشجيع الذي تلقيتموه من عائلاتكم وأصدقائكم، وعليكم ألا تنسوا دورهم في بلورة نجاحكم بتقدير مساهماتهم في هذا المجال، وتخرجكم يشكل نقطة البداية لتجربة جديدة في مسيرة حياتكم، وعليكم أن تتحلوا برؤية لتطوير بلدكم وعالمكم للأفضل، داعيا إياهم إلى السعي لاتخاذ زمام المبادرة دون الخوف من الفشل، كونه يفرض عليهم أن يتحلوا بالوعي والقوة، ويمدهم بالفرص التي تتيح لهم تقديم أفضل ما لديهم من قدرات».