أكد السفير المصري لدى الكويت عبدالكريم سليمان متانة العلاقات المصرية الكويتية،مثمنا دور الكويت القوي في دعم موقف مصر السياسي والاقتصادي في الفترة الأخيرة خصوصا في أعقاب ثورة 30 يونيو.
ودعا سليمان في حوار لـ «الراى» رجال الأعمال الكويتيين إلى البدء في استثمار أموالهم في مصر والاستفادة من حجم التسهيلات التي تقدمها الحكومة المصرية حاليا مشيرا إلى سعي مصر إلى تحقيق طفرة اقتصادية كبيرة من خلال تنفيذ مشاريع قومية ضخمة.
ودعا أبناء الجالية المصرية إلى ضرورة الالتزام بالقوانين الكويت، مرجعا سبب إبعاد بعض المصريين من الكويت في الفترة الأخير إلى عدم التزامهم بتلك القوانين، متسائلا «هل قامت الكويت بترحيل أي شخص دون ذنب؟».
وأشار سليمان إلى استقرار الأوضاع الأمنية في بلاده إلى حد كبير مقارنة بالفترة الفائتة، مدللا على ذلك بارتفاع معدلات السائحين الذي قدموا لمصر في الفترة الأخيرة. وأشار إلى ان هناك ما يقرب من 65 ألف طالب مصري يدرسون في الكويت، منوها إلى أن السفارة تبحث إنشاء مدارس مصرية في الكويت بالتنسيق مع الجهات الكويتية المعنية مضيفا» هذا الموضوع يشغل حيزا كبيرا من اهتمامنا وان شاء الله لن يضيع حق وراءه مطالب». وكشف عن وجود اتصالات جادة بين القنصلية ووزارة الخارجية المصرية لإيجاد حل لمشكلة استخراج جواز السفر للمواليد المصريين في الكويت قبل الدخول في قضايا ومحاكم بسبب عملية تأخير إصداره قائلا « نحن نشعر بما يعانيه أبناء الجالية في هذا الخصوص ونعلم ان هذا الشيء خارج عن إرادتهم». وحذر أبناء الجالية المصرية من الانجراف وراء مواقع التواصل الاجتماعية المشبوهة التي تهدف إلى تدمير بلاده، لافتا إلى هناك دولا تنفق أموالا ضخمة على هذه المواقع بهدف التأثير على شرائح المجتمع المصري.
وإلى تفاصيل الحوار:
•ماالدور الذي لعبته السفارة لنزع فتيل الأزمة التي اندلعت أخيرا في أعقاب مصرع أحد المصريين على يد مجموعة ينتمون لإحدى الجاليات الآسيوية بعد هوشة بين بعض العمال المصريين وأفراد هذه الجالية بمنطقة «صفاة الإبل»؟
-القنصلية المصرية تتابع مع الجهات الكويتية المختصة سير التحقيقات في هذه القضية ونتظر ظهور نتائج التقرير الطبي الخاصة بالشخص المتوفي لتوقيع الجزاء على القاتل.
والسفارة تتابع عن طريق مستشارها العمالي مع الشركة الحقوق المالية للشخص الذي تم شحن جثمانه إلى مصر.
ونحن نتفهم مطالب بعض العاملين المصريين أحد أطراف المشكلة والتي نقلتها بالفعل إلى مسؤولي الشركة التي يعملون بها والذين وافقوا على كل تحقيقها.
•يشكو بعض أبناء الجالية المصرية في الكويت المخالفين لقانون الإقامة من تأخير إنهاء إجراءات ترحيلهم لمصر وبقائهم في سجن الإبعاد فترات طويلة...لماذا لا تقوم السفارة بمساعدتهم بالتعاون مع الجهات الكويتية المختصة في سرعة تخليص أوراقهم؟
-هذا ليس صحيحا مئة في المئة فالقنصلية المصرية تتابع دائما مع الجانب الكويتي المعني بهذه الأمور سير الأوضاع هناك، وأحب أن أشير هنا إلى ان الجانب الكويتي يعمل على سرعة إنهاء إجراءات مخالفي قانون لترحيلهم لمصر، لذا تجد ان هناك توافقا في وجهات النظر الجانبين المصري والكويتي فكلاهما يريد ان يسرع وتيرة الإجراءات،أما بالنسبة للمخالفات البسيطة أحيانا تتدخل السفارة لإيجاد حلول لها بموافقة الجانب الكويتي للإبقاء على الشخص داخل الكويت.
•بين الفينة والأخرى يثار موضع إنشاء مدارس مصرية في الكويت مع الجهات المختصة في الكويت، أين وصل هذا الموضوع وما العوائق التي تحول دون إتمامه؟
-هذا الموضوع مطروح تقريبا منذ 15 أو 20 سنة فائتة بصفة شبه دائمة، وأنا حاولت منذ أن قدمت إلى الكويت وما زلت أحاول فيه لحسمه وآخرها الاجتماع الذي عقد الأسبوع الفائت، فالموضوع يسيطر على حيز كبير من وقتنا وتفكيرنا وتوليه وزارة التربية والتعليم العالي المصرية وكذلك الخارجية المصرية اهتماما كبيرا، وخلال زيارة وزير التربية والتعليم المصري الأخيرة للكويت طرح هذا الموضوع مع وزير التربية والتعليم الكويتي.
وجار حاليا التباحث مع الجانب الكويتي لإنجاز هذا الأمر، لأن موضوع إنشاء مدارس مصرية في الكويت له بعد تعليمي وقانوني وأبعاد أخرى، فنحن نبذل فيه جهدا كبيرا وان شاء الله نصل إلى نتيجة، وكما يقال لا يضيع حق ورائه مطالب،خصوصا وان عدد الطلبة المصريين في الكويت يفوق 65 ألف طالب، وهذا رقم ليس هينا، فنحن نريد التسهيل على طلبتنا من خلال تدريسهم المنهج الذي سيكمل به مراحل تعليمه في مصر.
•موضوع استخراج جواز سفر لأي مولود مصري في الكويت أصبح جزءاً من المشاكل التي تؤرق بال الأسر المصرية نظرا لإطالة فترة إستخراجه ومن ثم الدخول في مخالفات وقضايا هي بغنى عنها، لماذا لا تقوم السفارة بإيجاد حل لهذه المشكلة التي يتعرض لها الجميع دون استثناء؟
-هذا الموضوع وضعت حلول له في السابق ولكنها تغيرت حاليا مع الجانب الكويتي، وحاليا تدرس القنصلية المصرية مع وزارة الخارجية المصرية هذا الوضع لإيجاد حلول لهذه المشكلة، فنحن نشعر بما يعانيه المقيم المصري في هذا الخصوص ونعلم ان هذا الشيء خارج عن إرادته فرب الأسرة يريد أن ينجز معاملة مولوده بسرعة قبل الدخول في غرامات وقضايا ومحاكم، ونحن أجرينا اتصالات مع القاهرة لإيجاد حلول تيسيرا على أبنائنا في هذا الجانب.
• لماذا لا يتم تخصيص لجنة دائمة أو موظفين تابعين للقنصلية لاستخراج بطاقة الرقم القومي لمن يرغب من المصريين العاملين في الكويت؟
- هذا اقتراح جدير بالاهتمام، وسنقوم بإرساله للقاهرة لبحثه بالتنسيق مع الملحق العسكري في الكويت، فهذا الاقتراح لو تمت الموافقة عليه يمكن تطبيقه في البلدان التي توجد فيها جاليات مصرية كبيرة مثل الكويت والسعودية الإمارات،وللعلم إن إجراءات تنفيذ هذا الاقتراح ستكون مكلفة ماديا وتحتاج إلى تقنيات معينة.
•يشكو كثير من أبناء الجالية المصرية في الكويت من ارتفاع رسوم استخراج بعض الأوراق والمعاملات الرسمية من القنصلية...ماتعليقك؟
-هذا الأمر أقدره تمام، خصوصا ان مرتبات بعض العاملين المصريين هي في الأصل متوسطة وضئيلة في ظل الظروف المعيشية التي يعيشونها،ولكن نحن كوزارة خارجية يقتصر دورنا على تحديد المشكلة وتحويلها إلى القاهرة ووزارة المالية من يحدد هذه قيمة رسوم استخراج المعاملات من السفارة مثل جواز السفر بطاقة الرقم القومي أو شهادة الميلاد أو التوكيلات وغيرها من الأوراق الرسمية التي يحتاجها المصري المقيم في الكويت ومن ثم يتم تعميمها على السفارات في الخارج، نحن دورنا يقتصر كنا ذكرت على تحصيل القيمة المالية وتسليمها لوزارة المالية، ولكن في الوقت نفسه نحن كسفارة نقوم بتوضيح هذه المعلومة وسبق لنا أن حاولنا وسنحاول مجددا مرة وثانية وثالثة وان شاء الله نجد صدى لأصواتنا لإعادة النظر في هذه الرسوم والأخذ بعين الاعتبار تلك الفئات التي تحصل على مرتبات ضئيلة في الخارج.
•في الفترة الأخيرة طرحت فكرة منح الجنسية للمستثمرين الأجانب - الذين يرغبون في استثمار أموالهم داخل مصر ومن بين هذه الجنسيات فئة «البدون»، وهو ماأثار جدلا واسعا...ما مدى صحة هذا الموضوع؟
- هذا الكلام لم يطرح بشكل رسمي في القاهرة، ولا يمت للواقع بصلة.
• كيف للمصريين العاملين في الكويت أن يستثمروا في مشروع محور قناة السويس؟
- هذا المشروع يعتبر من الخبطات الاقتصادية الكبيرة، والحكومة المصرية تعول كثيرا على المصريين سواء في الداخل أو الخارج لتمويل هذا المشروع، وأتوقع ان شهادات الاستثمار هذه ستحقق عشرات المليارات وستكون متوافرة بالجنية المصري والدولار وستسهم في تمويل المشروع.
أما بخصوص طريقة شراء هذه الشهادات للمصريين في الخارج فإنه لم يتضح بعد أي تفاصيل حولها لأنها لم تطرح في الأسواق ولكن وفق ما ذكر ان هذه الشهادات ستمنح فائدة لأصحابها تصل الى 12 في المئة وهذه فائدة عالية جدا بضمان من وزارة المالية وستقوم الحكومة بدفع ربح هذه الشهادات كل 3 أشهر لمساعدة الناس المستثمرين، كذلك يمكن المساهمة في تنمية محور قناة السويس بالاستثمار المباشر أو العمل التطوعي، وأنا أتوقع ان يلتف حول هذا المشروع الوطني ملايين المصريين، لأنه سيوفر تقريبا مليون فرصة عمل، فضلا عن الموارد المالية التي سيحققها المشروع عند تشغيله.
• هل تعتقد أن جزءا من العمالة المصرية التي تعمل في الخارج ستعود إلى مصر في حال تحسن الأوضاع بها؟
- نعم... فهذا شيء طبيعي جدا، وهذا الأمر ليس في الكويت فقط بل أن هذا الأمر ينطبق على مختلف الجاليات المصرية المتواجدة في الخارج، فهذه الجاليات تأمل بعد ثورة 30 يونيو إحداث نهضة اقتصادية كبيرة تستوعب العقول المهاجرة، وعودة هذه العقول إلى أرض الوطن هو الشيء الطبيعي وهذا شيء متوقع في الفترة المقبلة مع البدء في تنفيذ المشروعات القومية الكبرى مثل مشروع محور قناة السويس، الساحل الشمالي، تنمية الظهير الصحراوي لوادي النيل، تنمية الساحل الشمالي، إحياء مشروع توشكى، تنفيذ مشروعات صغيرة ومتوسطة كل هذه المشاريع ستكون في حاجة إلى أرقام كبيرة من العمالة المصرية.
• هل كان توجه السفارة الكويتية بالتبرع لصندوق «تحيا مصر» متأخرا نسبيا مقارنة ببعض المؤسسات الأخرى في البلاد التي تبرع موظفوها لهذا الصندوق؟
- في اليوم الذي أعلن فيه الرئيس عبدالفتاح السيسي عن إنشاء صندوق «تحيا مصر» أعلنت بعده بعدة ساعات كأول سفير في الخارج عن المساهمة في الصندوق وأصدرت السفارة عدة بيانات صحافية نشرت في الصحف أدعو فيها جميع المصريين للمساهمة في صندوق تحيا مصر، وفي هذه المناسبة نحن نشكر أي كويتي أو عربي يساهم في الصندوق، وللعلم فإن أعضاء السفارة وأنا على رأسهم تبرعنا بجزء من رواتبنا لصندوق تحيا مصر.
• هل تتفق مع الرأي القائل بأن إبعاد بعض المصريين من الكويت في الفترة الأخيرة كان إجراء قاسيا ومنهم عدد من المصريين الذين أثاروا حالة من الصخب والضوضاء بمنطقة الفنطاس ورفع صور المرشح الرئاسي وقتها عبد الفتاح السيسي اثناء إجراء الانتخابات الرئاسية وكذلك ترحيل إمام مسجد مصري تطرق للحديث في السياسة خلال خطبة الجمعة كان إجراء قاسيا؟
- هؤلاء الأشخاص الذين كانوا يحتفلون بالمرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي وقتها كما ورد في تقارير وزارة الداخلية الكويتية، قاموا بخرق القوانين الكويتية الداخلية بقطع الطريق، لذا تم إبعادهم، أما بالنسبة لإمام مسجد الخرينج، فتعرض في خطبته الدينية لموضوع سياسي وهو يعلم ان القوانين الكويتية تجرم مثل هذه الأفعال.
وأحب أن أؤكد هنا على ضرورة احترام القوانين الداخلية للكويت وقبل أربعة أيام أصدرت بيانا يحمل الرقم 20 أشدد فيه على ضرورة احترام القوانين الداخلية للبلد الذي نعيش فيه،وأنا هنا أسال هل هناك من احترم القوانين الداخلية وقامت السلطات الكويتية بترحيله؟ لا اعتقد وان حدث هذا الأمر وأن كان مستبعدا يقتضي دورنا هنا التدخل، وأحب أن أشير هنا أيضا إلى ان الكويت تطبق قوانينها الداخلية على مختلف الجاليات وليس المصرية فقط، الإجراء الذي تقوم به ليس ضد فصيل بعينه أو جالية بعينها ولكن تطبيق القوانين الداخلية لأن هذا الأمر بمثابة سيادة، ونحن هنا نهيب بالجالية بضرورة احترام القوانين الداخلية، والجالية المصرية دائما تحترم القانون، أم إذا وقعت حالة هنا أوهناك فأنت تتذكرها كحالة استثنائية وهذا جميل جدا يدل على احترام عموم أفراد الجالية للقوانين الكويتية.
•كيف تقوم العلاقات المصرية – الكويتية على ضوء المعطيات الحالية؟
-العلاقات المصرية – الكويتية دوما متميزة وتربطهما علاقة قوية، ووصلت إلى أوج ازدهارها في الفترة الأخيرة خصوصا بعد ثورة 30 يونيو.
• هل من رسالة تريد توجيهها إلى أبناء الجالية المصرية في الكويت؟
- أطلب من المصريين المتواجدين في الكويت الوعي التام بما يحدث ويجري في المنطقة وفي مصر خصوصا وعليهم الحذر من مواقع التواصل الاجتماعية وأنا هنا أنصحهم بألا ينجرفوا وراء هذه الوسائل التي تأخذهم إلى أراء مقصودة ومخطط لها، فهناك من يقوم بتأجير أقلام معينة، هذه المواقع ليست فسحة فهي أصبحت أحد المحاور الرئيسة في الحروب في حاليا تسقط دول وتهاجم حكومات، لأن هذه المواقع لديها كتائب الكترونية.
وأناشد أفراد الجالية الابتعاد عن هذه المواقع المشبوهة نهائيا، فهناك دول تصرف أموالا ضخمة جدا لهذه المواقع بهدف محاربة مصر، ولكن هم ربما لا يعلمون أن مصر مقبرة الغزاة لا يوجد مستعمر في الدنيا لم يفت على مصر ولكن في الأخير هذا المستعمر هو الذي يندحر ويخرج منها صاغرا أو يتمصر، فمنهم من يتزوج ومنهم من يسلم، فمصر لا تتحدث غير مصري، فهي ليست كدول أخرى تأثرت بثقافات أجنبية وتتحدث بلغة غربية، مصر مثل لاعب السومو يمكن ان يتم زحزحته ولكن لا يمكن طرحه أرضا، فمصر لن تسقط أبدا مهما حاول أعداؤها.