تثميناً لدوره الإنساني الرفيع ويده الممدودة لفعل الخير وإغاثة المحتاجين، في بلدان تعرضت لكوارث طبيعية أو أزمات سياسية، أفرزت أعداداً من اللاجئين والمشردين، وتقديراً لحكمته السياسية وشعوره الدائم بالمسؤولية الأخلاقية والإنسانية تجاه ما تتعرض له الشعوب من نوائب أينما كانت في أرض المعمورة، سيقف سمو أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد في التاسع من الشهر الجاري أمام العالم كله في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، المحفل الأرفع عالمياً، لإقرار ردّ المعروف بمنحه لقب «قائد إنساني»، وأميراً لدولة يعتبرها العالم «مركزا إنسانيا عالميا».
 
وكانت الأمم المتحدة اعتبرت في وقت سابق، دولة الكويت «مركزا إنسانيا عالميا»، وأطلقت لقب «قائد إنساني» على صاحب السمو أمير البلاد.
 
لم يكن الشعور بالفخر مقتصراً على الشعب الكويتي فقط، بل شمل شعوبا ومؤسسات وتجمعات عربية وإسلامية أخرى، حيث هنأ المجلس الوزاري الخليجي صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد بمناسبة تسمية دولة الكويت مركزا إنسانيا عالميا، وتسمية سموه قائدا إنسانيا.
 
وأكد المجلس في البيان الختامي لأعمال دورته الـ132 التي استضافتها جدة برئاسة دولة الكويت، أن هذا التكريم يأتي «ترجمة لدور الكويت على الصعيد الإنساني والتنموي».
 
وفي ذات السياق، قال الرئيس العام للجمعية الوطنية للهلال الأحمر الأردني محمد الحديد: أن منح الأمم المتحدة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد لقب «قائد إنساني»، يعد تعبيرا بسيطا من العالم، وبادرة عرفان لقلب ينبض بالإنسانية نحو المحتاجين والمتضررين.
 
وأضاف في تصريح لـ«كونا» أن «سموه استحق هذا اللقب، وخاصة أنه أول المبادرين والسباقين لمد يد العون والمساعدة للمنكوبين مهما كانت انتماءاتهم الدينية والسياسية».
 
وأشار إلى أن الكويت بفضل توجيهات سمو الأمير تعد صاحبة الدور الأبرز في إغاثة المنكوبين في شتى بقاع الأرض.
 
وأضاف أن هذا التكريم يأتي تقديرا للدور الإنساني الرائد لدولة الكويت بقيادة سمو أمير البلاد في مساعدة المحتاجين، وإغاثة المنكوبين في شتى أنحاء العالم، وأن هذه الأعمال الإنسانية علامة مضيئة ومشرقة في سجل الكويت الناصع.
 
وأكد أن للكويت بصماتها الواضحة ومساهماتها الإنسانية في كل من فلسطين وسوريا وفي العالم، حتى أصبحت من أقوى الدول المانحة ليس لسوريا فحسب بل لإندونيسيا والصومال وهايتي، والعديد من دول العالم التي تضررت بالنزاعات المسلحة، أو بفعل الكوارث مثل الولايات المتحدة والأردن ولبنان وليبيا واليمن وتايلاند والفلبين، إذ امتد عطاء الكويت الإنساني لحوالي 60 دولة.
 
وأوضح الحديد أن جمعية الهلال الأحمر الكويتي حظيت برعاية سمو الأمير الفخرية منذ تسلمه السلطات الدستورية في البلاد، وبفضل دعم سموه ومواقفه الإنسانية، واستجابته السريعة للنداءات الإنسانية، تمكنت الجمعية من تقديم المساعدات التنموية والإنسانية للعديد من دول العالم.
 
ومضى قائلا إن دولة الكويت استطاعت بقيادتها الرشيدة أن تنقل خبرتها إلى الدول المحتاجة والمتضررة من خلال إقامة المشاريع الإنسانية.
 
وأشار إلى أن العمل الإنساني الذي تقوم به جمعية الهلال الأحمر الكويتي يرتكز على فكرة الخير والبذل والعطاء لمساعدة المحتاجين، وتلبية احتياجاتهم الإنسانية من مأكل ومشرب وملبس ومسكن.
 
من جهته، قال الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني، إن اختيار دولة الكويت «مركزا إنسانيا عالميا»، وإطلاق لقب «قائد إنساني» على سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، مفخرة لكل الدول العربية.
 
وثمن الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) العطاءات الكثيرة التي قدمتها الكويت وأميرها للشعوب المحتاجة، مترجمين ذلك على أرض الواقع بكل تفان وإخلاص وإنسانية.
 
وقال كتانة «لن ننسى فضل سمو أمير الكويت بدعمه السريع والكبير للشعب اللبناني بعد حرب يوليو العام 2006، وما تقوم به جمعية الهلال الأحمر الكويتي بفضل توجيهات سموه في دعم كامل ومتكامل للإخوة السوريين اللاجئين في لبنان».
 
وثمن الدور الذي تؤديه الكويت على المستويين الرسمي والشعبي في دعم مشاريع الخير ومساعدة المحتاجين والمنكوبين، موضحا أنه «لا يوجد بقعة على خريطة العالم إلا وللكويت فيها أياد بيضاء».
يذكر أن الأمم المتحدة سمت دولة الكويت «مركزا إنسانيا عالميا»، وأطلقت لقب «قائد إنساني» على سمو أمير البلاد، تقديرا للدور الإنساني الكبير الذي تؤديه الكويت في مجال العمل الإنساني.
 
هذا وتقدم راعي الكنيسة القبطية (المصرية) القمص بيجول الأنبا بيشوي بالتهنئة لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، بمناسبة اختياره «قائدا إنسانيا»، وتسمية الكويت «مركزا إنسانيا عالميا»، الممنوحة من الأمم المتحدة، مؤكدا أن هذا الأمر ليس بغريب، وخاصة أن سموه له لمسات في كل المجالات الإنسانية على المستويين العربي والعالمي.
 
وقال القمص بيجول في تهنئته، إن تكريم سموه بمثابة تقدير دولي للدور الإنساني الكبير للكويت، تحت قيادة قائد حكمتها أمير الإنسانية صاحب السمو المفدى، وسمو ولي العهد ونائبه الأمين، مشيدا بالتبرع الأخير الذي قدمته الكويت لمكافحة وباء «إيبولا» الذي يهدد عددا كبيرا من سكان الأرض.
 
ودعا القمص بيجول الله العلي القدير أن يحفظ الكويت وقائدها وشعبها، وأن يديم المحبة بين أبنائها وأشقائها وأصدقائها، وأن يديم بينها وبين شقيقتها الحبيبة مصر وشعبها العظيم الحب والتقدير والأخوة.
 
من جانبه، أعرب الممثل الإقليمي للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمقيم في الرياض عمران رضا، عن تقديره للدور الإنساني الكبير الذي يقوم به صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
 
كما أشاد رضا خلال لقائه مع وكيل وزارة الخارجية بالإنابة الشيخ علي عبدالله الأحمد الصباح بمناسبة انتهاء مهام عمله بالدعم الذي تقدمه دولة الكويت للمفوضية.
 
بدوره، أعرب الوكيل بالإنابة عن تقدير دولة الكويت لدور المفوضية وجهود المفوض الإقليمي متمنيا له التوفيق في مهام عمله الجديد.
 
وفي ذات الإطار قال مسؤول أممي إن سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، قدم نموذجا لقادة دول العالم من خلال اهتمامه بالقضايا الإنسانية وجعلها على سلم الأولويات والمبادرات.
 
وأضاف مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام بدول مجلس التعاون الخليجي، نجيب فريجي خلال لقاء مع عميد السلك الدبلوماسي سفير دولة الكويت لدى مملكة البحرين الشيخ عزام الصباح، أن ما قام به سمو الأمير من مبادرات إنسانية متعددة على مدى السنوات الماضية، جعلت اختياره «قائدا إنسانيا» من قبل الأمم المتحدة أمرا واجبا ومستحقا.
 
وأوضح أن دعوة الأمم المتحدة لتكريم سمو أمير البلاد خلال الشهر الجاري تأتي ترجمة لدور سموه البارز على الصعيد الإنساني والتنموي، وتقديرا لمواقف دولة الكويت ومساهمتها الحضارية والإنسانية.
 
من جانبه، قال السفير عزام الصباح إن حصول سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد على لقب «قائد إنساني» من قبل الأمم المتحدة، تتويج لمسيرته الحافلة بالعطاء والفيض الإنساني.
 
وفي الوقت الذي تتصدر فيه الكويت العمل الإنساني، فإنها تتصدر أيضا الحضور في تهدئة الأزمات السياسية في دول الجوار، فقد أعربت دولة الكويت أمام مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان خلال الأسبوع المنصرم عن أملها في تضافر الجهود الدولية، لتمكين السلطات العراقية من مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بكل حزم، وصياغة استجابة مشتركة ضد الإرهاب.
 
وأكد مندوب دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة السفير جمال الغنيم أن «تلك الجهود يجب أن تطال أيضا مواجهة العناصر الارهابية التي تستغل الأوضاع المتردية في العراق لإثارة النعرات الطائفية والمذهبية، بهدف ضرب مكونات نسيج المجتمع العراقي، وتقويض مقومات الدولة الوطنية العراقية».
 
جاء ذلك في كلمة الكويت أمام الدورة الخاصة الـ22 لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، بشأن حالة حقوق الإنسان في العراق، على ضوء الانتهاكات التي قام بها تنظيم الدولة الإسلامية والجماعات الموالية له.
 
وأعرب الغنيم عن الأسف لتضمن اسم هذا التنظيم الإرهابي كلمة الإسلام قائلا إن «الإسلام بريء من هذا التنظيم وأفكاره المتخلفة وعناصره الإرهابية، لأن الإسلام هو دين السلام والمحبة والتسامح ونبذ التعصب، وتدعو نصوصه إلى الرحمة والمودة ما بين كافة أطياف البشرية».
 
وأضاف أن المكونات الدينية والعرقية في الدول الإسلامية عاشت عبر العصور جنبا إلى جنب «دون أن تشهد هذه المناظر المقززة التي تأتينا من المناطق التي تخضع اليوم لتنظيم (داعش)».
 
كما أكد دعم الكويت وتعاونها مع المجتمع الدولي في مكافحته للإرهاب بكل أشكاله وصوره قائلا إن «تجاهل مكافحة هذه الآفة قد تكون عواقبها خطيرة وكارثية على كافة دول المنطقة والمجتمع الدولي».
 
وقال إن دولة الكويت تدين بشدة «كافة الأعمال الإرهابية في العراق، والانتهاكات التي تمس أبناء هذا البلد الشقيق والجار، التي أدت إلى وقوع العديد من الضحايا وإلى نزوح الآلاف من ديارهم».
 
وأكد حرص الكويت على دعم الأمن والاستقرار في العراق، والحفاظ على وحدته وسلامة أراضيه، داعيا كل الدول إلى تطبيق وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2170 المتعلق بفرض عقوبات على تنظيم الدولة الإسلامية.
 
ورأى أن «سيطرة التنظيمات الإرهابية على بعض مدن العراق جاءت لتخلق الرعب في نفوس العراقيين، نظرا لما صاحب هذه العمليات العسكرية من أعمال وحشية تم ارتكابها ضد المدنيين، وإجراءات تعسفية تمس القواعد الأساسية لمبادئ حقوق الإنسان».
 
وأكد ثقة دولة الكويت بقدرة العراقيين على تجاوز هذه المرحلة الدقيقة، متمنيا الأمن والاستقرار والطمأنينة للعراق في ظل الحفاظ على سيادته ووحدة أراضيه.
 
وأشار في هذا الصدد إلى قيام دولة الكويت في ظل التطورات الأخيرة في العراق، بتقديم مساهمة إنسانية عاجلة للنازحين العراقيين، عن طريق هيئات ومنظمات الأمم المتحدة الإنسانية المتخصصة في هذا المجال.
 
وأعرب مندوب دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة السفير جمال الغنيم، عن ثقة دولة الكويت في أن تشكل موافقة مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بالإجماع على مشروع القرار المقدم لهذه الدورة الخاصة خطوة قوية وثابتة باتجاه صون وتعزيز حقوق الإنسان في العراق.