قررت الحكومة الكويتية، مساء الإثنين، سحب الجنسية من الداعية الإسلامي، نبيل على العوضي، ومعه عشرة آخرون، ويأتي قرار سحب الجنسية منه بتهمة إثارة البلبلة، وللحفاظ على الأمن القومي للبلاد، بحسب تفسير مجلس الوزراء.

ولم تكن تلك الواقعة الأولى لسحب الجنسية من مواطنين، بل سحبت الحكومة في يوليو الماضي، عددا من الجنسيات لشخصيات سياسية وإعلامية، كالنائب السابق بمجلس الأمة عبدالله البرغش، والإعلامي أحمد الجبر، رئيس قناة «اليوم»

وترجع تفاصيل اتخاذ الحكومة الكويتية لمثل هذه الإجراءات، عندما تقدم النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ محمد الخالد الصباح، يوليو الماضي، بطلب إسقاط الجنسية لدواع أمنية وحفاظًا على المصلحة العامة.

واستعرض «الخالد» تداعيات السحب وتقتضي إصدار المرسوم من مجلس الوزراء حفاظا علي كيان الدولة من شخصيات تحاول زعزعة الأمن الوطني، وبين «الخالد» أن بعض المواطنين لم يحرصوا علي اللحمة الوطنية وأثاروا الفوضى بشكل ينتهك القانون وأرادوا التغرير والتحريض بشباب في ظل الأوضاع الأمنية المتأزمة في العالم العربي، واختتم قائلا إن «الأمن الكويتي والنظام العام خط أحمر وهي مسؤولية جسيمة للحفاظ علي هيبة الدولة واستقرار المجتمع».

وتنص المادة «13» من قانون الجنسية الكويتية رقم 15 لسنة 1959 على أنه «يجوز بمرسوم، بناء على عرض وزير الداخلية، سحب الجنسية الكويتية من الكويتي الذي كسب الجنسية الكويتية» في عدد من الحالات.

الحالة الأولى «إذا كان قد مُنح الجنسية الكويتية بطريق الغش أو بناء على أقوال كاذبة، ويجوز في هذه الحالة سحب الجنسية الكويتية ممن يكون قد كسبها بطريق التبعية».

ومن هذه الحالات «إذا استدعت مصلحة الدولة العليا أو أمنها الخارجي ذلك، ويجوز في هذه الحالة سحب الجنسية الكويتية ممن يكون قد كسبها معه بطريق التبعية».

كذلك من هذه الحالات «إذا توافرت الدلائل لدى الجهات المختصة على قيامه بالترويج لمبادئ من شأنها تقويض النظام الاقتصادي أو الاجتماعي في البلاد أو انتمائه إلى هيئة سياسية أجنبية، ويجوز في هذه الحالة سحب الجنسية الكويتية ممكن كسبها معه بطريق التبعية».

ولا يعرف بالتحديد أيا من هذه الأسباب استند إليه مجلس الوزراء الكويتي في سحب الجنسية من «العوضي».

كان «العوضي» حصل على الجنسية الكويتية بناء على طلب تقدمت به والدته قبل عشرين عاما، ويعد من أبرز الشخصيات المثيرة للجدل في الفترة الأخيرة، نظرًا لدفاعه الدائم عن جماعة الإخوان المسلمين، والرئيس المعزول محمد مرسي، في حسابه على «تويتر»، وفي لقاءاته الإعلامية، وهجومه الدائم على الدول الخليجية المجاورة.

و«العوضي»، من مواليد شرق 1970م، حاصل على بكالوريوس تربية قسم الرياضيات وماجستير في المناهج وطرق التدريس من المملكة المتحدة، وباحث دكتوراة في المناهج وطرق التدريس في المملكة المتحدة، ويتولى رئاسة مجلس إدارة مبرة طريق الإيمان وعضوية هيئة التدريس بكلية التربية الأساسية وإمام وخطيب في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ويعد خطيبا وداعية وإعلاميا كويتيا.

ومن بين تغريدات نبيل العوضي العديدة والمتكررة يوميًا، والتي يهاجم فيها الإعلام ودول الخليج والجيش المصري والرئيس عبد الفتاح السيسي ويساند مرسي والجماعة: (أموال الخليج وقنوات فضائية في الخليج تدمر مصر وشعبها!! والسبب.. عداؤهم وحقدهم على الإسلاميين، اللهم من أراد مصر بسوء فاجعله للناس آية)، و(الملايين اليوم في ميادين القاهرة تحتشد رفضًا للانقلاب وانظروا ماذا في إعلام مبارك العائد)، (قارن بين المبادرة والانقلاب.. لتعلم علم اليقين قدر المؤامرة.. وكيف دبر الأمر بليل؟)، (اثبت يا مرسي.. سوف نبقى هنا)، (لم تنقطع تبريكات بعض قيادات الخليج لروحاني منذ توليه الرئاسة إلى اليوم ولم يطالبوه حتى بوقف قتل أطفال سوريا!! وفي نفس الوقت يحاربون مصر)، (بث الفرقة بين المسلمين وشق صفوف الموحدين واختلاق نزاع بين المجاهدين من وسائل أعداء المؤمنين ويقودهم بذلك الشياطين، رضي بالتحريش بينكم».