أكد التقرير العقاري لشركة كولدويل بانكر العالمية فرع الكويت ان الشركات العقارية الكبرى المالكة لأبراج المكاتب ترفض تأجير ما لديها من مساحات بالأسعار المتدنية التي تعلن يوما بعد يوم، وتفضل ترك المساحات شاغرة على التأجير بالأسعار التي يعرضها المستأجرون.
وتساءل التقرير عن حقيقة أسعار التأجير في قطاع المكاتب وهل حقا وصلت أسعار بعض المكاتب في الأبراج الجديدة إلى سعر 5 دنانير للمتر المربع؟ أم أن تلك الأسعار لم تتعد كونها إشاعات يروجها البعض، مشيرا إلى أن «كولدويل بانكر» أجرت عدة اتصالات بشركات عقارية مالكة للأبراج والتي أكدت بدورها ان هناك فرقا كبيرا بين أسعار التأجير في الأبراج الذكية التي تقدم خدمات متميزة بداية من مواقف سيارات وخدمات انترنت وأنظمة للمراقبة والأمن والحراسة وصالات استقبال وتشطيبات فخمة، وبين مباني المكاتب العادية التي لا توفر لروادها كل هذه الخدمات والميزات ولا تتضمن خدمات البناء الذكي والتي سبق ذكرها حيث تختلف الأسعار بشكل واضح.
وأوضح التقرير أن الأبراج الذكية أصبح لها سعر خاص ترفض الشركات العقارية التنازل عنه أو حتى تخفيضه ويتراوح بين 7 و5 و9 دنانير للأدوار المتعددة و10 و12 دينارا للمتر المربع في الأدوار العليا التي تتمتع برؤية متميزة سواء على البحر أو تكشف جزءا كبيرا من مدينة الكويت، أما المباني العادية فتتراوح أسعار تأجير المكاتب بها بين 5 و6 دنانير للمتر المربع.
ومع إعلان المباني العادية عن أسعار تأجير مكاتبها أعتقد أغلب المستأجرين أن السعر 5 دنانير هو السائد في السوق بغض النظر عن موقع البرج أو درجات تشطيبه والخدمات التي يوفرها وهذا اعتقاد خاطئ لأن لكل خدمة يقدمها البرج للمستأجرين ثمنا ولابد من أن يضيف المالك كلفتها على قيمة الإيجار وهذا ما يغفل عنه أغلب المستأجرين.
لذلك ارتأت «كولدويل بانكر» ومن خلال هذا التقرير ضرورة تسليط الضوء على الفكر الخاطئ الذي يتبعه المستأجرون وأسلوب المقارنة بين الأبراج الذكية الجديدة وغيرها من المباني الإدارية القديمة والقليلة الارتفاع والتي لا توفر أي خدمات للمستأجر كتلك التي تقدمها المشاريع الجديدة.
ولفت التقرير إلى أن لمستوى فخامة وخدمات البرج تأثيرا ايجابيا على صورة الشركات التي تسعى لأن تكون في مكانة مرموقة بين شركات الكويت حيث يشعر الموظفون والعملاء والزائرون برهبة وأهمية المكان، حيث انه يحسن ويحفز الموظفين بدءا من مستوى الهندام وترتيب زي العمل انتهاء بالفعالية خلال ساعات العمل حيث تساعد الأبراج الفخمة على زيادة إنتاجية الموظف الذي يشعر بفخامة المكان ويستمتع باستخدام الأنظمة الذكية مما يقلل ضغوط أجواء العمل.
وتطرق التقرير إلى أزمة مواقف السيارات التي تشهدها البلاد حاليا خاصة مع انتهاء عشرات مشاريع الأبراج الإدارية التي لا توفر مواقف خاصة بها، داعيا بلدية الكويت لضرورة طرح عدة مشاريع لمواقف سيارات متعددة الطوابق في مختلف شوارع العاصمة في أقرب وقت ممكن لتفادى تفاقم تلك الأزمة التي ستتسبب في اختناق العاصمة مروريا، مشددا على ضرورة دراسة الحلول لتلك الأزمة.
وعن خدمات «كولدويل» بانكر العقارية لقطاع المكاتب الإدارية أشار التقرير إلى أن الشركة تحرص على تشجيع الشركات على الانتقال من المكاتب القديمة المتهالكة والتي لا توفر الخدمات الكافية إلى الأبراج الذكية من خلال تأجير المكاتب وفقا لنظام التأجير التصاعدي، حيث تسعى «كولدويل بانكر» لتوفير تلك الخدمات للشركات حديثة التأسيس وغيرها من الشركات رغبة منها في مساعدة الشركات خلال فترة الانتقال حتى لا تتحمل أعباء إضافية.
وبين التقرير أن «كولدويل بانكر» تحرص على تأجير المساحات المستخدمة فقط في الأبراج ولا تسعى لتأجير إجمالي الطابق ومن المساحات التي تؤجر: المساحات المكتبية والحمامات والمطابخ والممرات وتستثني المصاعد والسلالم ومناور خدمات الكهربائية والميكانيكية.
ونبه التقرير الى ضرورة زيادة الوعي عند المستأجرين ومعرفة المساحات التأجيرية الفعلية التي يمكن استخدامها، بحيث يتم
تحليل الدور قبل استئجاره وعدم الاكتفاء بتحليل سعر المتر المربع فقط.
ففي بعض الأحيان يكون سعر المتر متدنيا جدا ولكن المساحة المؤجرة لا يمكن استخدامها بالكامل، وعلى العكس فقد نجد أن سعر المتر متوسط ويشمل فقط المساحة المستخدمة.
فإذا ما قمنا بالمقارنة بين الحالتين سنفاجأ بأن الحالة الثانية هي أرخص وأفضل للمستأجر مع أن سعر المتر المربع أعلى من الحالة الأولى ولكن عند ضرب المساحة التأجيرية بالسعر ستكون الحالة الثانية لمصلحة المستأجر.
وأشار التقرير إلى المساحات المكتبية التي ستعرض خلال الأشهر القليلة المقبلة من المكاتب الإدارية والتي تصل إلى حد يفوق الـ 200 ألف متر مربع وهو الأمر الذي يشجع الشركات على الانتقال إلى مكاتب حديثة توفر خدمات متميزة مع أسعار مقبولة حاليا.