شهدت الأسواق حركة غير عادية قبيل حلول شهر رمضان المبارك من قبل المواطنين والمقيمين لشراء احتياجاتهم من السلع الغذائية والاستهلاكية، وقد شمل ذلك الجمعيات التعاونية والأسواق الموازية ومعارض اللحوم والدواجن وشبرة الخضار. وفي ظل متابعته الميدانية للأسواق والتعرف على الأسعار واتخاذ الاجراءات القانونية بشأن المتلاعبين بها قام وزير التجارة والصناعة أحمد راشد الهارون بجولة مفاجئة في شبرة الخضار، حيث اطلع على الاسعار واستمع إلى المستهلكين وتبادل معهم الحديث حول الاسعار والتي تباينت فيها الآراء بين مقبول ومرتفع، وشدد حرصه على ضبط الأسعار واتخاذ إجراءات قانونية ضد من يتلاعب بالأسعار وحذر من مغبة الاستمرار في ذلك. وذكر أن وزارة التجارة حريصة كل الحرص على استمرار جولاتها التفتيشية اليومية أثناء شهر رمضان المبارك وأثناء العطل الرسمية لمراقبة الأسواق، ودعا المواطنين إلى الاتجاه فورا إلى مراكز الرقابة التابعة للوزارة للقيام بدورها في حال وجود أي سلعة مرتفع سعرها بشكل غير طبيعي، كما شدد على مفتشي الوزارة للقيام بجولات مكثفة وتطبيق القانون لحماية المستهلك. هذا، وتشهد الاسواق الموازية والجمعيات التعاونية اقبالا متزايدا من قبل جمهور المستهلكين حيث اكتظت اسواقها بالزبائن للتكالب على شراء السلع الرمضانية المخفضة من خلال المهرجانات التي اعدتها والعروض التنافسية بالتعاون مع الشركات حيث ازداد الاقبال على شراء المشروبات والزيوت والدواجن والمجمدة والارز والكشمش وقمر الدين والمكسرات والهريس والجريش والتين وغيرها من السلع الاخرى واللوازم الرمضانية. وفي اسواق التمور زاد الاقبال على شراء التمور الجافة والرطب بانواعها المختلفة والتي تشم البرحي، الخلاص، السكري، الخضري، والحاتمي حيث يتراوح سعر كيلو الرطب مابين 1-1.250 دينار والتمور الجافة مابين 450-800 فلس. وفي شبرة الخضار حرص المستهلكون على شراء الكوسا وورق العنب والباذنجان الابيض والخضار الورقية لعمل المحاشي، وشراء الخيار والطماطم والفواكه كما شهدت محال الجزارة ومعارض اللحوم والدواجن اقبالا كبيرا. وقد اعرب عدد من المستهلكين عن ارتياحهم لتوافر السلع الرمضانية لكنهم اشتكوا من فروقات الاسعار بالرغم من وجود تخفيضات متفاوتة بين الجمعيات نفسها من ناحية وبينها وبين الاسواق الموازية، كما لاحظوا زيادات في اسعار بعض اصناف الخضار مثل الكوسا والملفوف والخضار الورقية تصل نسبتها الى 50 في المئة، كما لوحظ اقبال المستهلكين على معارض المكسرات والدواجن واللحوم الطازجة مما ادى الى الاختناقات المرورية والازدحام في مناطق الشويخ وشبرة الخضار ومواقف الجمعيات التعاونية ومنافذ البيع الاخرى. وفي جولة لـ«الدار» بسوق اللحوم أكد بعض التجار، الذين قالوا ان السبب الرئيسي في غلائها يعود الى تجار الجملة، الا ان البعض الاخر يرى ان حالة الاسعار جيدة وليس ثمة نية في رفعها مع استقبال شهر رمضان وكان من الملحوظ ان الاسواق على غير عادتها في هذا التوقيت من كل عام من ازدحام على الشراء وعزا ذلك الوضع الى الارتفاع غير المبرر في الاسعار. وقال مجدي محمود «يعمل في سوق اللحوم» ان شركة المواشي هي السبب الرئيسي والوحيد في ارتفاع الاسعار على المستهلكين، حيث انها تزيد الأسعار علينا كمحال بيع، مما ينعكس على المستهلك بطبيعة الحال. موضحا ان عدم وجود الرقابة على تجار الجملة وشركة المواشي هو السبب في ارتفاع الاسعار. وقال شعبان خليفة «يعمل في سوق اللحوم» منذ فترة طويلة واسعار اللحوم مرتفعة، مضيفا ان نسبة المبيعات انخفضت نتيجة هذا الارتفاع، لافتا الى انه في هذه الايام من كل عام قبل دخول شهر رمضان كانت الاسواق تكتظ بالمشترين، الا انها تنخفض هذا العام عن الاعوام السابقة. وطالب خليفة وزارة التجارة والبلدية بزيادة الرقابة على تجار الجملة واصحاب المزارع، والوصول الى حل لهذا الارتفاع في الاسعار. بينما رأى محمد علي في سوق اللحوم، ان اسعار اللحوم مناسبة مؤكدا ان الاسعار بالنسبة للحم جيدة ولا يوجد غلاء فاحش حسب ما يعتقد البعض، الا انها لا تعجبهم، مبينا ان الاسعار سوف تنخفض في الايام المقبلة، متمنيا شهرا كريما لجميع المسلمين وان يعم الخير على الجميع. من جهته قال المستهلك محمد العنزي ان الاسعار ترتفع مع بداية شهر رمضان متوقعا ان تنخفض قليلا اذا خف الطلب، واشار الى ان سوق اللحوم يعاني اصلا ضعف الرقابة وعدم الالتزام بالتسعيرة وتلاعب التجار، مشيرا الى ان الارتفاع المفاجئ الكبير كان في اسعار الخراف. اما المستهلك خالد الشمري فقال ارتفاع اسعار اللحوم هي مشكلة حكومة، وبالتالي فان مجلس الوزراء وبالاخص وزارة التجارة مطالبة بسرعة العمل على وقف هذه المهزلة الحاصلة في اسواق بيع الخراف بالمبادرة بوقف التلاعب الذي لا يظهر الا في اوقات محرجة وبالاخص شهر رمضان.، وطالب الشمري اصحاب الشركات والتجار بتوفير الاغنام واللحوم خلال هذه الفترة وبيعها بأسعار مناسبة.