أثارت الصدمة النفسية التي اقرتها فضيحة المنتخب الفرنسي موجة من الانتقادات غير العادية شبه الاجماعية من مختلف فئات الطبقة السياسية الفرنسية‏.‏

فقد تساءل برنار كوشنير وزير الخارجية الفرنسي ألن يشوه هذا صورة فرنسا. ؟ فيما تساءل وزير التعليم العالي فاليري بيكريسيه كيف سيحترم الطلبة اساتذتهم وهم يرون انيلكا يهين مدربه ؟‏.‏

وكان رد فعل الاعلام الفرنسي اشد سوءا حيث جمع بين النزعة الاستعمارية والادانة الغاضبة ونعت اللاعبون بأوصاف من قبيل‏(‏ افراد العصابات‏)‏ و‏(‏ الحثالة‏)‏ و‏(‏ المشاغبون‏).‏

ووصف الرئيس ساركوزي عدم انضباط الفريق بأنه أزمة وطنية ودعا الي اجراء تحقيق شامل‏.‏

وعندما عاد ثيري هنري الي فرنسا بعد فضيحة الفريق في جنوب افريقيا تسبب ساركوزي في تأجيل اجتماع تحضيري لقمة العشرين ومنح هنري ساعة من وقته في قصر الاليزيه‏.‏

والقي خصوم ساركوزي بالفضيحة علي أم رأسه وحملو مسئولية الآداء الباهت للفريق علي نزعة امركة المجتمع الفرنسي التي ينتهجها ساركوزي‏.‏ وقال الوزير جيرومي شاوتزاك لقد تأثر الفريق الفرنسي بما يروج له ساركوزي من الفردية وتضخم الذات والانانية وان المعيار الوحيد لنجاح الفرد هو قيمة الشيك الذي يتحصل عليه مع نهاية الشهر‏.‏

واعلنها منافس ساركوزي اللدود دومينيك دو فليبان قائلا لا أريد أن تكون فرنسا مثل فريقها الوطني لكرة القدم‏.‏

لقد تحول الفريق الفرنسي ولسوء الحظ الي نموذج لانقسام المجتمع علي نقيض مما شكله فوز فرنسا بكأس العالم‏1998‏ الذي نظر اليه علي انه وفاء بالسياسية الفرنسية الرسمية بالاندماج العرقي والعنصري‏.‏ وقدم زين الدين زيدان المولود لابوين جزائريين النموذج للرياضي والمواطن الذي جسد النموذج الفرنسي للاندماج العرقي‏.‏ وتقلل تلك الفكرة من فكرة التعددية الثقافية لصالح فكرة أن لون البشرة ليس له علاقة بكون المرء مواطنا فرنسيا‏.‏ وتكمن المفارقة كما يبدو من أن انتصار الفريق متعدد الالوان قد حظي بالاشادة كمؤشر علي أن المجتمع الفرنسي محصن من الانقسامات الثقافية وحظيت النشوي التي تلت ذلك النصر بالقبول كارجاء مرحب به للقلق المنتشر في فرنسا حول العواقب الاجتماعية والثقافية للهجرات واسعة النطاق وانتشار السكان المسلمين في غرب اوربا‏.‏ لقد محت ازمة المنتخب الفرنسي في جنوب افريقيا احلام عام‏1998‏ كما تجلي مما كتبته صحيفة فرانكفوتر الجمانية حول احداث الشغب التي شهدتها ضواحي باريس حين كان ساركوزي وزيرا للداخلية بقولها ان نموذج الاندماج الجمهوري الذي دأبت فرنسا علي رسمه لنفسها يشتعل بالحرائق الان‏.‏

‏.‏ وأثارت فضيحة الفريق الفرنسي مقارنات مع اخفاقات المؤسسات الاخري كما عبر البروفيسور فرانسوا جاليشيه بوصفها بأنها‏(‏ امية اجتماعية‏).‏

وتشير التغطية الاعلامية الضخمة للفضيحة علي اهميتها الرمزية لاوربا الغربية حيث باتت حدة التوترات العرقية والدينية في دول الاتحاد الاوربي الغنية جزءا لايتجزا من الحالة الاوربية‏.‏

لكن وكما تعلمت فرنسا خلال العقد الماضي فان النشوة الوطنية من الفوز بكاس العالم قد تكون غوثا قصير الامد فجلب الكاس الذهبي للوطن قد يكون فيه قدر من الصعوبة لكنه يبدو كلعبة صبيانية اذا ما قورن بتخفيف حدة التوترات العنصرية في اوربا‏.‏