أكد وزير الأشغال العامة ووزير الكهرباء والماء عبد العزيز الإبراهيم أن الانتقال إلى عصر الطاقة المتجددة بات ضرورة من ضرورات التنمية وشرطا لاستدامتها، لافتا إلى أن إقناع المجتمع بذلك يحتاج إلى جهود جميع المؤسسات الوطنية التي يجب عليها التوسع في استخدام مصادر الطاقة المتجددة في مرافقها والى جهود توعوية تشمل مختلف الفئات والشرائح.وقال الإبراهيم خلال افتتاحه صباح أمس مشروع استغلال الطاقة الشمسية لتوليد الطاقة الكهربائية على مباني وزارة الكهرباء والماء، وبحضور وكيل وزارة الكهرباء أحمد الجسار ووكيل وزارة الأشغال عواطف الغنيم، والوكلاء المساعدين ان هذا المشروع يأتي تماشيا مع ما تسعى إليه الكويت من تأمين 15% من الطلب على الطاقة بحلول العام 2030 من الطاقة الشمسية وفقا لما أعلنه سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد في المؤتمر الثامن عشر للتغير المناخي في الأمم المتحدة.ولفت إلى أن المشروع مبادرة من الوزارة للدخول في عصر الطاقة المتجددة، ومن شأن تعميم استغلال الطاقة الشمسية على مختلف مؤسسات الدولة أن يزيد وعي المواطن بأهمية الطاقة المتجددة كبديل نظيف وآمن للطاقة ما يمثل ضمانة لان تتحول الكويت في المستقبل إلى بلد صديق للبيئة يعتمد على مصادر الطاقة النظيفة.وبيَّن أن دراسة لمعهد الأبحاث أكدت أن الإنفاق على مشاريع الطاقة المتجددة في الدول العربية سيزيد حتى العام 2030 على ما يقارب 200 مليار دولار، معربا عن اعتزازه أن تكون وزارتا الأشغال والكهرباء في مقدمة المؤسسات الوطنية في البلاد التي بادرت بتفعيل أول بداية حقيقية لإنتاج الطاقة الكهربائية من الألواح الكهروضوئية والدخول في مجال الطاقة البديلة في دولة الكويت.وأشار الابراهيم إلى أن أهمية المشروع تكمن في كونه الأول الذي تشرف عليه إدارة التصميم والإشراف في قطاع الخدمات الفنية في الوزارة عن طريق التعاقد مع الشركة المنفذة لتركيب 4094 من الألواح الكهروضوئية على أسطح المبنيين بقدرة إنتاجية ا ميغاواط بمعدل 500 كيلوات لكل مبنى، لافتا إلى أن هناك مشروعا آخر بقدرة 3.5 ميغاواط تم تصميمه تمهيدا لطرحه والإشراف عليه بالكامل من قبل الوزارة قريبا.وأضاف ان هذا المشروع بدأ العمل الفعلي التجريبي من منتصف ابريل الماضي، وتم الانتهاء منه قبل المدة المحددة للعقد وكانت 18 شهرا، ويتضمن العقد صيانة للمشروع لمدة عامين.وزاد: نسعى من خلال تلك المشاريع إلى تفعيل استغلال الطاقة المتجددة لما فيها من فوائد كثيرة، على الرغم من ارتفاع تكلفتها في بداية الإنشاء إلا أنها مع المدى البعيد تكون أقل كلفة، لافتا إلى أن هذا المشروع يغطي 70 في المئة من إنارة الوزارتين.وبين الإبراهيم أن إنتاج هذا المشروع واحد ميغاواط ما يعني تغذية ما يقارب 10 بيوت، وهذه التجربة سوف نعممها على جميع وزارات الدولة إضافة إلى مختلف المدارس، لما توفره من امتيازات أهمها الحفاظ على البيئة إضافة إلى توفير طاقة متجددة.ولفت إلى أن مشاريع استغلال الطاقة الشمسية مستمرة وهناك مشاريع كبرى تقوم الوزارة بإنشائها مثل مشروع الشقايا التابع لمعهد الأبحاث ينتج 80 ميغاواط، وهناك مشروع آخر يتبع جهاز المبادرات ينتج 300 ميغاواط، ولدينا برنامج متكامل لهذه المشاريع، مشيرا إلى أن الوزارة لديها مخطط لإنارة الأماكن العامة مثل الحدائق العامة بالطاقة الشمسية لتخفيف العبء، عن محطات القوى الكهربائية.وأعلن الابراهيم عن توفير كافة الخدمات الخاصة بإيصال المياه والكهرباء داخل المحافظات دون أن يعاني المستهلك التنقل من مكان لآخر كما كان يحدث في الماضي ، مشيرا إلى أن هذه الخدمة سوف تتوفر الأسبوع القادم في محافظة الأحمدي بعد توفيرها في كافة المحافظات ، إضافة إلى أننا قمنا بتمديد الخط الرئيسي للمياه لمنطقة الخيران والآن نحن في المرحلة النهائية، داعيا المستهلكين من أبناء المنطقة إلى التوجه إلى المكتب المختص في منطقة الأحمدي لإتمام إجراءات إيصال المياه.وحول برنامج ترشيد الطاقة لهذا الصيف قدم الإبراهيم الشكر للمستهلكين على توفير 850 ميغاواط خلال العام الماضي، متمنيا أن يتعاون المستهلكون هذا العام مع الوزارة من أجل تخطي مشكلة الصيف، مشددا على أن الطاقة الإنتاجية للوزارة من الكهرباء والماء تغطي ما لا يتوقع.وأضاف: من الطبيعي أن يحدث انقطاع في كافة دول العالم، ولكن عند الحديث عن العجز هذا يعني أن محطات التوليد لا تنت القدر المطلوب وبالتالي يطلق على ذلك القطع « القطع المبرمج» وهو الذي يعلن عنه من قبل الوزارة مسبقا.وبين أن القطع المبرمج يختلف عن القطع المفاجئ في الشبكة الذي يحدث نتيجة خلل ما وهذه الأمور يتم التعامل معها بشكل فوري قد يستغرق وقت إصلاح الخلل نصف ساعة أو أكثر وهذه الأمور الفنية نسيطر عليها تماما.وأوضح أن المستفيد الأول من الترشيد هو المستهلك لأنه سوف يقلل من الفواتير الخاصة بالاستهلاك لذلك نطلب من الجميع مشاركة الوزارة في حملة الترشيد، إضافة إلى تسخير الأموال التي تستهلك في إنتاج الطاقة في أماكن أخرى إضافة إلى إطالة عمر المعدات المستخدمة سواء في الإنتاج أو الصيانة ونحن نؤكد على أننا لا نريد أحدا «يقصر على نفسه» ولكن الأجهزة التي تعمل ولا تحتاج إليها عليك بإطفائها.وأوضح أن الوزارة مستمرة في حملاتها على المخالفين في مختلف مناطق الكويت ونقوم بقطع الخدمة عنهم سواء مياه أو كهرباء وإحالتهم إلى المحكمة.وأشار إلى أن الوزارة تحرص على أبنائها العاملين في مختلف محطات القوى لذلك تسير من أجل إقرار الأعمال الشاقة لهم، لكن هناك قنوات كثيرة للتعامل معها في هذا الأمر منها ديوان الخدمة المدنية ووزارة الصحة والتأمينات الاجتماعية ومستمرون في السعي في هذا التوجه من أجل أبنائنا الموظفين في كافة محطات القوى.وأوضح الإبراهيم أنه اجتمع الأحد الماضي مع اللجنة المختصة في مجلس الأمة نوقش خلاله مشروع قانون إنشاء هيئة النقل بكافة مواده وفرز المواد المتفق عليها والمواد التي يجب أن تضم في مادة واحدة لكي لا يحدث تشتت بين مواد القانون، موضحا أن هناك مواد يجب أن تعاد صياغتها من الناحية القانونية ويختص بذلك الفتوى والتشريع ونحن نؤمن بأن المشروع سيكون به خلاف، ولكن لا يقبل أن يكون المشروع من 38 مادة ونختلف على 30 مادة.وأضاف ان المجلس والحكومة كلاهما يبحث عن مصلحة البلد ووعدونا بالحصول على نسخة من القانون مما توصلت له اللجنة قبل أن تعرض على المجلس لنرى نقاط الاتفاق والخلاف ومن ثم تطرح على مجلس الأمة للتصويت عليها.حول استعدادات وزارة الكهرباء والماء لتوفير الطاقة الكهربائية لمدينة الخيران قال الإبراهيم هذه المدينة تشمل 30 ألف وحدة سكنية، وتحتاج 7 آلاف ميغاواط دفعة واحدة، وبالتالي النظرة الخاصة لتوفير الطاقة لهذه المشاريع تختلف عن غيرها.وأضاف: لدينا اجتماع مع اللجنة الإسكانية وهذه المشاريع يجب أن ينظر لها نظرة متكاملة، لكي ينفذ بشكل متكامل، من محطات قوى وضخ ومدارس ومستشفيات، وهذا الأمر لا يعني ابتعاد الوزارات الفنية.وردا على سؤال حول قيمة تحصيل الوزارة لمديونياتها قال بلغ إجمالي التحصيل قرابة 373 مليون دينار.وقال المدير التنفيذي في الشركة المنفذة لمشروع الطاقة الشمسية على أسطح الوزارتين علاء اسعد، أن هذه التقنية الجديدة وفرت على المال العام 100 ألف دينار سنويا، مؤكدا أن الشركة استخدمت أعلى مواصفات القياس والجودة في التركيب والتشغيل والاستعانة بآخر ما وصلت إليه التكنولوجيا الألمانية.وقال إن المشروع يعد الأول من نوعه في الكويت ، ليكون باكورة مشاريع الشركة في مجال الطاقة الشمسية، حيث تم استخدام أكثر من 4 آلاف خلية ضوئية لإنتاج 1 ميغاوات، وذلك بأفضل ما توصلت إليه التكنولوجيا الألمانية الخاصة بتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية.وأشاد بالتعاون الكبير الذي قدمته كل من وزارتي الكهرباء والماء والأشغال أثناء تنفيذ المشروع ، مما ساعد في انجازه في وقت قياسي ، داعيا في الوقت نفسه الوزارات والمؤسسات والجهات الحكومية والخاصة إلى الاعتماد على الطاقة النظيفة المولدة باستخدام الطاقة الشمسية لما لها من فوائد عديدة أهمها توفير الطاقة الكهربائية المولدة من النفط ، وثانيا لتقليل نسبة انبعاثات الكربون في الجو الناتج عن إنتاج الطاقة الكهربائية التقليدية.أكد على أن هناك اتجاها قويا في العالم الآن للاعتماد أكثر على الطاقة الشمسية ، في ضوء ارتفاع تكاليف الطاقة الناتجة عن النفط ، بالإضافة إلي ان الكويت ودول الخليج تعتبر من دول العالم الغنية بالطاقة الشمسية على مدار العام ، وهو ما يؤهلها لاعتماد إنتاج الكهرباء بأقل كلفة طوال العام في إطار التنمية المستدامة.