"نحتاج إلى استقرار مصر تماما كالمصريين أنفسهم، وإقرار الدستور هو أولى خطوات تحقيق ذلك"، هكذا لخص الإعلامي الكويتي ماضي الخميس، رؤية الخليج للمرحلة التي تمر بها مصر بعد انتهاء الاستفتاء على الدستور. "الخميس" الذي يشغل منصب الأمين العام للملتقى الإعلامي العربي، الذي يعد عضواً مراقباً في مجلس وزراء الإعلام العرب ورئيس تحرير جريدة "الكويتية"، اعتبر أن مصر أصبحت مستقرة أكثر على أرض الواقع، وأشار إلى أن بلاده سبق أن عانت كثيراً من سلبيات وتوجهات قناة "الجزيرة" كما تعاني مصر الآن، وأكد في حواره لـ"الوطن"، أن بلاده ستدعم تفعيل قرار الحكومة المصرية باعتبار جماعة الإخوان تنظيماً إرهابياً خلال القمة العربية القادمة المقرر انعقادها في الكويت في مارس المقبل، وإلى نص الحوار:
* كيف لمستم اختلاف الوضع السياسي في مصر بين زيارتك المتعددة إليها منذ 30 يونيو؟
المشهد العام في مصر الآن مستقر ولكن الإعلام يوحي أنه مشهد مرتبك، وعلى الإعلاميين المصريين أن يوضحوا الصورة الصحيحة لمن هم خارج مصر.
* كيف ترى نتائج الاستفتاء على الدستور؟
نتائج التصويت كانت متوقعة؛ لأن الدستور خرج بشكل توافقي وكان هناك رضاء عام حوله من النخب السياسية المصرية والجماهير العادية، ونحن الآن بحاجة إلى انطلاق مصر من جديد في دورها الطبيعي بالعالم العربي، وتجاوز تلك المرحلة، والدستور هو بداية هذا الانطلاق.
ماضي الخميس
* ماذا تحتاج مصر بعد الدستور؟
مصر اليوم ليست بحاجة إلى تجارب، مصر بحاجة إلى قائد صاحب قرار ورؤية، تحتاج إلى رمز يلتف الشعب حوله ويحبه، مثل الزعيم جمال عبدالناصر.
* وهل هذا النموذج موجود حالياً؟
طبعاً موجود، وهناك مؤشرات كبيرة تؤكد ذلك، ولكنني لا أحب أن أذكر أسماء والجميع يعلم من أقصد. لأنني لا أحب أن يكون لي تأثير لأنني وغير من أبناء الكويت محبين لمصر ولسنا مواطنين، وليس من حقنا تأييد مرشح على حساب مرشح. في النهاية، مصر تحتاج إلى شخصية قوية ولها نفوذ وقوة وصاحبة قرار ولها رؤية وانخرطت في الأحداث الجسام التي مرت بها مصر، وأنا أعتقد أن المجتمع المصري اليوم متطلع ومتعطش لشخص بهذه الصفات. وأهم هذه الصفات أن يكون من اختيار الشعب المصري.
ماضي الخميس
* كيف ترى نتائج الاستفتاء؟ هل كانت مجرد موافقة على الدستور فقط.. أم كان استفتاء على الفريق السيسي كمرشح رئاسي أيضا؟
واقعياً، الاستفتاء لم يكن على الدستور فقط، ولكن كان على مجمل المرحلة التي تعيشها مصر. واضح اليوم في نبض الشارع المصري أنه يميل بشكل واضح للفريق السيسي كمرشح رئاسي، وكل الذين أقابلهم من النخبة والبسطاء، لديهم رغبة قوية في تجاوز الحالة الراهنة عن طريق وجود قائد حقيقي مثل الفريق السيسي، ونتائج الاستفتاء أكدت رغبة الشعب في ترشحه للانتخابات الرئاسية؛ لأن المصريين مقتنعون بأنه القادر على قيادة مصر في هذه المرحلة الصعبة.
* ماذا تقول عن الموقف التاريخي للكويت وأميرها من مصر بعد 30 يونيو؟
تشرفت بعملي كمستشار إعلامي في مكتب سمو الأمير عندما كان رئيساً للوزراء، وهذا جعلني أقترب من أحاسيس وتفكير الأمير، ولذلك أقول أن موقف الكويت من مصر ليس موقف مرحلي أو مستحدث، هذه علاقات تاريخية متراكمة، وهذا الحب لمصر بداخل وجدان غالبية الشعب الكويتي، الذي يحب مصر وشعبها وحريص على استقرارها.
* الموقف الخليجي من مصر كان موحداً ويعبر عن موقف تضامن عربي شامل.. لكن ماذا عن موقف قطر؟ كيف تقرأ اختلاف موقفها عن بقية دول الخليج؟
دول الخليج مواقفها ليست موحدة، وأكبر دليل هو الاختلاف الحالي حول مشروع إنشاء الاتحاد الخليجي. ولذلك لا اعتبر أنه من الممكن أن يكون هناك تضامن خليجي في المواقف، كل دولة لها اعتباراتها. وأنا أفضل الحديث عن موقف دولتي وأفضل الابتعاد عن مواقف الآخرين، وما يعنيني هو أن يدرك الجميع ما تمر به مصر حاليا من صعوبة الحالة وخطورة الموقف، والأهم ألا يكون هناك تدخل أجنبي من قبل أي دولة خليجية أو غير خليجية، وأنا كخليجي لا أقبل أن تتدخل أي دولة في خلافاتي مع دولتي مثلا.
* وإن كان هذا التدخل حدث بالفعل.. فما موقفك؟
هذا التدخل لا يجوز أخلاقياً ولا قانونياً ولا سياسياً، من جانب أي دولة. المفروض يكون هناك نوع من أنواع الحيادية في الموقف خاصة عندما تكون دولة عربية وتعاني من أزمات داخلية. ونحن نمر بمرحلة صعبة نحتاج فيها لصوت العقل والتآخي والترابط العربي وليس أصوات التباعد والتشاحن والبغيضة والتفكيك.
*بصفتك أميناً عاماً للملتقى الإعلامي العربي، كيف تقيم أداء قناة "الجزيرة"؟
"الجزيرة" لها دور سلبي وهذا ليس جديدا ولا يقتصر فقط على مصر، وعانينا في الكويت لفترات طويلة من اتجاهات قناة "الجزيرة"، والشعب المصري يشعر أن الجزيرة تلعب دورا سلبيا، وهذا شعور حقيقي، ولكم حق تماما فيه. و"الجزيرة" في مراحل كثيرة كان لها دور سلبي تجاه الكويت خاصة منذ الغزو الأمريكي للعراق في 2003، وهناك عدة دول عربية أخرى عانت من توجهات "الجزيرة"، والشتيمة والسب والقذف والتجريح والتدخل بشؤون الدول وأمنها ليس حرية. وأتساءل لماذا لا توجد قناة "الجزيرة مباشر فلسطين" مثلا؟ وهي قضية أهم من أي شيء أخر عقائدياً على الأقل، وأتساءل لماذا لا تقوم "الجزيرة" بنقل أخبار فلسطين للعالم بشكل موسع وهي أكبر قناة عربية ولديها القناة العربية الوحيدة بالإنجليزية؟
دور "الجزيرة" السلبي ليس جديدا ولا يقتصر على مصر.. والتدخل في أمن الدول ليس حرية إعلامية
* كيف ستدعم الكويت طلب مصر بتفعيل قرار "الإخوان جماعة إرهابية" عربياً خلال القمة العربية المقبلة؟
الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية أكد لي أن القرار ملزم لأن كل الدول موقعة على الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، وعلى كل دولة أن تعالج الموضوع بطريقتها، وأعتقد ان هذا الموضوع محسوم بما أن الدول كلها وقعت على اتفاقية وهناك طلب من إحدى الدول بمخاطبة وتعميم القرار.