تشهد اسعار النفط حاليا ومنذ اكثر من اسبوعين حالة من التراجع المستمر بسبب التأثير الذي خلفته ازمة اليونان على الاقتصاديات الاوروبية وارتفاع المخزونات الاميركية وهي عوامل مؤقتة قد تعاود الاسعار ارتفاعها مجددا بعد زوالها.

وقالت اوبك على موقعها بالانترنت ان اسعار النفط تراجعت من مستوى 84.36 دولار في 3 مايو الجاري الى 69.64 دولار في 20 من نفس الشهر فاقدة نحو 15 دولارا وبما يساوي 17.5 في المئة من قيمتها في غضون اسبوعين تقريبا وهو معدل مرتفع لغاية .

وقال الخبير النفطي موسى معرفي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) انه لا يوجد سبب اخر لانخفاض اسعار النفط سوى ازمة اليونان وارتفاع المخزونات النفطية في اميركا، مشيرا الى ان المخزونات مرتفعة منذ فترة وليس الان فقط .

واضاف معرفي ان ازمة اليونان انعكست على الثقة في اليورو وهو ما انعكس بدوره على استهلاك النفط وبالتالي اسعاره، موضحا ان التأثيرات لا تعدو أن تكون «نفسية» واذا شهدت هذه الازمة تحسنا فسيعود النفط مرة اخرى للارتفاع.

واوضح ان اساسيات النفط من عرض وطلب مازالت على حالها دون تغيير، مشيرا الى ان دول اسيا وخصوصا الهند والصين مازالتا تشكلان قوة استهلاكية كبيرة، كما ان الاقتصاد الاميركي يشهد حالة من التحسن وهو ما ينهي مزيدا من الطلب على النفط.

وحول موقف دول اوبك من هذا الانخفاض وامكانية قيامها بمراجعة الانتاج قال معرفي: «اوبك يجب الا تتخذ أي موقف تجاه الهبوط الحالي لان الامر لم يتبلور بعد والصورة لم تتضح بشكل كامل»، معربا عن شكوكه في اتخاذ اوبك أي تحرك في الوقت الحالي.

من جانبه قال الخبير النفطي خالد بودي ان التراجع الحالي ليس له علاقة بالعوامل النفطية وانما هو رد فعل للتطورات الحاصلة في اوروبا بسبب ازمة اليونان وخشية امتدادها لدول اخرى .

واضاف بودي ان الاقتصاد الاميركي ايضا يعاني حاليا من بعض التطورات السلبية وهو ما انعكس في مؤشرات اقتصادية ظهرت مؤخرا هناك واظهرت ارتفاع مستوى البطالة وهو ما قد ينعكس على اسعار النفط .

واكد ان التأثير الحالي هو تأثير مؤقت لان ازمة اليونان وان كانت مستحكمة في الوقت الحالي الا انه سيصار الى حلها في النهاية، كما ان هناك مؤشرات ايجابية قوية في

الاقتصاد العالمي .

وحول موقف اوبك قال بودي: ان التفكير الدائم في مثل هذه الحالات هو اللجوء الى تخفيض الانتاج لكن هذا الامر مايزال مبكرا للغاية، داعيا الى الانتظار لمدة تتراوح بين 3 و6 اشهر حتى تتخذ اوبك مثل هذا القرار لان النفط فقد يعاود الارتفاع من تلقاء نفسه اذا وجدت ازمة اليونان طريقها للحل.