"يوضع سره فى أضعف خلقه".. تعتبر "الكتاكيت" هى المثال الحى لهذه المقولة، فعلى الرغم من صغر حجمها وقلة حيلتها، إلا أن لها أهمية كبيرة سواء على مستوى الرزق وأكل العيش من زاوية التجار، أو على مستوى التربية والنشأة السليمة من وجهة نظر الطب النفسى.

فإذا نظرنا إلى تجار الطيور أو تجار "الكتاكيت" على وجه الخصوص نجدها تمثل لهم مجرد مصدر رزق جيد، حيث يقول "محمد العدوى" أحد بائعى الكتاكيت المتجولين: "الكتاكيت بالنسبة لى زيها زى أى تجارة ثانية بيع وشرا عرض وطلب، أنا عن نفسى بسافر أجيبها من الصعيد، وبحاول طول الوقت أحافظ على سلامتها وتهيئ الجو المناسب لها، كأنى بخزن بضاعة عشان ماتفسدش لغاية ما توصل للزبون".

يتابع، "يعنى أنا الكتكوت بيقف عليه بنص جنيه، وببيعه بـجنيه طبعاً محسوب فيه مصاريف النقل إذا كان قطر ولا عربية، وبكده بكسب فى الكتكوت الواحد حوالى ربع جنيه".

أما بالنسبة لنوعية الزبائن فيقول: "أغلبهم أطفال أو ستات كبار، بيشتروا أعداد كبيرة عشان التربية، وطبعاً المزارع بتشترى من المصدر على طول من الصعيد، لأنها بتحتاج أعداد كبيرة جداً".

أما فى جانب الطب النفسى، فنجد رأى آخر يرى الكتاكيت من أكثر العوامل التى ساهمت فى تكوين شخصية معظم الأطفال المصريين.

وتقول الدكتورة شيماء عرفة، أخصائى الطب النفسى، إن الكتاكيت تعتبر من أكثر الطيور والحيوانات التى أقبلت على تربيتها معظم البيوت المصرية، خاصة التى تمتلك أطفالاً، لذلك تعتبر من أهم العوامل التى من شأنها أن تساهم فى تكوين شخصية الطفل.

وتشير إلى أنه إذا تربى على التعامل الإنسانى معها والرفق بها، ينشأ رجلاً قويم الأخلاق يتسم بالرحمة والبر بالضعفاء، أما إذا اتخذها كشىء مادى، مجرد وسيلة للترفيه يسمح له بأن يهينها ويعذبها من أجل تحقيق السعادة لنفسه، ينشأ رجلاً متطرفاً غليظ القلب يفعل أى شىء من أجل تحقيق رغباته حتى إذا كانت على حساب راحة الآخرين.