غادر سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح والوفد الرسمي المرافق لسموه ارض الوطن عصر امس متوجها الى جمهورية مصر العربية الشقيقة في زيارة أخوية والى كل من الجمهورية العربية السورية الشقيقة والمملكة الاردنية الهاشمية الشقيقة والجمهورية اللبنانية الشقيقة في زيارة رسمية.

وقد كان في وداع سموه على ارض المطار سمو نائب الامير وولي العهد الشيخ نواف الاحمد الصباح ورئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي وكبار الشيوخ وسمو الشيخ ناصر المحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء والنائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ جابر المبارك الصباح ووزير الديوان الاميري بالانابة الشيخ علي جراح الصباح وكبار المسؤولين بالدولة.

ويرافق سموه وفد رسمي يضم كلا من نائب رئيس الحرس الوطني الشيخ مشعل الاحمد الصباح ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد الصباح ونائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير الدولة لشؤون التنمية وزير الدولة لشؤون الاسكان الشيخ احمد الفهد الصباح والمستشار بالديوان الاميري محمد ضيف الله شرار ووزير المالية مصطفى الشمالي ومدير مكتب سمو الامير احمد الفهد والمستشار بالديوان الاميري محمد ابو الحسن والمستشار بالديوان الاميري خالد الفليج ورئيس المراسم والتشريفات الاميرية الشيخ خالد العبدالله الصباح ووكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله والمستشار بالديوان الاميري الدكتور عبدالله المعتوق وعددا من كبار المسؤولين في الديوان الاميري ووزارة الخارجية ووزارة المالية.

ومن جهة أخرى اكد عدد من الدبلوماسيين والمسؤولين الكويتيين والعرب أهمية الجولة العربية التي يقوم بها سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد والتي يزور خلالها مصر وسورية والاردن ولبنان، مشيدين بدور سموه في لم الشمل العربي ودعم الكويت للقضايا العربية.

فقد اكد سفير الكويت لدى سورية عزيز الديحاني أهمية الزيارة التي سيقوم بها حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح الى العاصمة السورية دمشق اليوم، ودورها في توطيد وتعزيز العلاقات الكويتية السورية المتميزة وانشاء قاعدة صلبة من التنسيق والتعاون المشترك بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات.

وقال ان مباحثات سمو امير البلاد مع اخيه فخامة الرئيس السوري بشار الاسد تكتسب اهمية بالغة في ظل ما تمر به المنطقة من ظروف دقيقة وحساسة تستدعي التنسيق والتشاور حيالها بما يصب في صالح البلدين والعرب جميعا.

واضاف ان من ابرز القضايا التي ستكون محط اهتمام الزعيمين العربيين مستجدات الاوضاع في الاراضي الفلسطينية المحتلة، وبخاصة توسع الاستيطان الاسرائيلي والاعتداءات السافرة على القدس الشريف والمسجد الاقصى ومحاولات تهويده، اضافة الى الجهود المبذولة لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين وكذلك اهمية تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية وصولا الى تحقيق المصالحة.

وقال ان القائدين العربيين سيتناولان اخر المستجدات على الساحتين العربية والدولية وملف العلاقات العربية العربية وتنقية الاجواء وتفعيل التضامن العربي من خلال دعم دور جامعة الدول العربية وتفعيل آلياتها ومؤسسات العمل العربي المشترك، ومتابعة تنفيذ قرارات القمة العربية الاخيرة التي عقدت في مدينة سرت الليبية.

واشار في هذا الاطار الى دور سمو امير البلاد في تحقيق المصالحة العربية التي جرت على هامش القمة الاقتصادية والاجتماعية والتنموية التي عقدت في دولة الكويت في يناير عام 2009 وادت الى عقد قمة عربية مصغرة في العاصمة السعودية.

وقال ان الملف الاقتصادي سيكون محور محادثات سمو امير البلاد مع الرئيس الاسد خصوصا في ظل الاهتمام السوري بجذب الاستثمار الاجنبي والعربي، وحرص الكويت (رئيسة القمة الاقتصادية العربية) على الاستثمار في المنطقة العربية والنهوض باقتصاديات الوطن العربي واقامة مشاريع استراتيجية تتعلق بمجالات الربط الكهربائي والسككي والنفط والغاز، واخرى تتعلق بتنمية الموارد المائية وتحقيق الامن الغذائي العربي.

واكد السفير الكويتي اهمية المبادرة التي اطلقها سمو امير البلاد في القمة الاقتصادية الاخيرة لانشاء صندوق لدعم وتطوير المشروعات الصغيرة والمتوسطة في الوطن العربي برأسمال مليار دولار ودورها في دعم الشباب في مختلف الدول العربية.

وعن العلاقات الكويتية السورية قال السفير الكويتي انها تتميز بتعاون مثمر في جميع المجالات وانها شهدت نموا كبيرا في الاونة الاخيرة، استنادا الى قاعدة تعزيز التعاون الثنائي وخدمة المصالح العربية وقضايا المنطقة.

وأضاف ان الكويت تثمن دائما مواقف سورية تجاه قضايا الامة العربية وتحقيق التضامن العربي، مستذكرا دور سورية وقائدها الراحل الرئيس حافظ الاسد في الوقوف الى جانب الكويت ابان الغزو الصدامي عام 1990، مؤكدا في الوقت ذاته وقوف الكويت الى جانب سورية ودعم جهودها لاسترجاع حقوقها المشروعة وفي مقدمتها استعادة الجولان السوري المحتل.

وبين ان دولة الكويت وبتوجيهات من سمو امير اليلاد تعتزم انشاء صرح حضاري يخلد ذكرى امير دولة الكويت الراحل الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح والرئيس الراحل حافظ الاسد في العاصمة السورية دمشق، ليكون معلما تاريخيا وثقافيا واجتماعيا وسياحيا.

واسست دولة الكويت الشركة الكويتية المتحدة للاستثمار في سورية برأسمال يبلغ 200 مليون دولار، وازداد خلال السنوات الماضية اقبال المؤسسات والمجموعات المالية والاستثمارية الكويتية للاستثمار في السوق السورية حيث اسست هذه المؤسسات عددا من البنوك التجارية.

وعدل الجانبان اتفاقية التعاون بين شركتي الطيران السورية والكويتية عام 2005 بهدف زيادة السعة المطروحة في السوقين الكويتية والسورية لموسمي التشغيل الصيفي والشتوي.

كما قام الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية بتمويل 28 اتفاقية قرض مع الحكومة السورية بقيمة اجمالية بلغت مليارا و160 مليون دولار اميركي، اضافة الى منحة قيمتها 86 مليون دولار لتوسيع محطة كهرباء تشرين الحرارية.

وكان اخر هذه الاتفاقيات توقيع اتفاقية قرض مع الحكومة السورية في التاسع من مارس الماضي بشأن تمويل مشروع تطوير وتوسيع نظام شبكة المياه في دمشق بقيمة 15 مليون دينار كويتي (حوالي 51 مليون دولار أميركي) تغطي نسبة 26 في المئة من تكلفة المشروع.

يذكر ان حجم التبادل التجارى بين سورية والكويت فاق العام الماضي 300 مليون دولار وشهد تطورا عن عام 2006 بنسبة 30 في المئة.

ووصف سفير الكويت لدى الأردن الشيخ فيصل الحمود المالك الصباح اليوم الزيارة المرتقبة لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إلى الاردن بـ «التاريخية التي تأتي تتويجا لتعزيز علاقات البلدين الشقيقين النموذجية».

واضاف الشيخ فيصل في تصريح لـ (كونا) لا يخفى على احد التطور الكبير والنقلة النوعية المميزة التي وصلت إليها العلاقات الكويتية - الأردنية في السنوات الأخيرة. مشددا على توجيهات قيادة البلدين في هذا الصدد.

واشار الى ان دولة الكويت والأردن يعملان على تعزيز العلاقات من خلال المزيد من توقيع الاتفاقيات التي ستوقع قريبا والتي من شأنها زيادة حجم التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، تكريسا للاستفادة من الخبرات الأردنية خاصة في المجال التعليمي والأكاديمي والصحي.

واشار الشيخ فيصل الى ان التطور الأبرز في العلاقات الكويتية الأردنية كان في المجالات الاقتصادية والتجارية، اذ بلغ حجم الاستثمارات الكويتية في الأردن ما يقارب 8 مليارات دولار، محتلة بذلك المرتبة الأولى بين الدول العربية المستثمرة في الأردن.

واعاد الى الاذهان دور الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية ومساهماته التاريخية في البنية التحتية للاردن، مشيرا في هذا الصدد الى ان الاردن كان من اوائل الدول التي شملها الصندوق باهتمامه منذ بداية انطلاقاته في عام 1962 اذ بلغت قيمة مساهماته حوالي 7ر471 مليون دولار حتى العام الماضي.

وقال الشيخ فيصل: «ان التنسيق الكويتي - الاردني يشمل مختلف الهموم العربية وقضايا الامة وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي يجمعنا بها هم واحد واهتمام مشترك لتوحيد الصف العربي ونصرة قضاياه».

واشار الى وجود ما يزيد على 2000 طالب كويتي يدرسون في الجامعات الأردنية يتابع المكتب الثقافي شؤونهم ويلقى كل دعم وتجاوب من الجهات الاردنية المختصة لتسهيل تحصيلهم الأكاديمي في أجواء مريحة ضمن معايير أكاديمية عالية الجودة.

فيما اعرب رئيس غرفة تجارة الاردن نائل الكباريتي عن ترحيب بلاده بزيارة حضرة صاحب السمو امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح الى الاردن يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين.

وقال الكباريتي ان الاردن يتشرف ويزداد شرفا بزيارة سمو امير دولة الكويت اليه لاسيما وانها تعد الاولى من نوعها لامير كويتي منذ نحو 25 سنة.

واشاد بدور دولة الكويت على كافة المستويات وخاصة الاقتصادية منها طوال الـ50 عاما الماضية مضيفا ان ما تقدمه دولة الكويت والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية من عون ودعم لكافة الدول العربية يعد مفخرة لكل عربي.

واضاف ان التاريخ يسجل لدولة الكويت ما تقدمه من دعم لاشقائها في الدول العربية حتى خلال مروره باصعب الظروف التي تعرضت لها خلال فترة الاحتلال العراقي حيث لم تنقطع ولم تتوان عن تقديم المساعدة ومد يد العون للدول المحتاجة.

وقال «باسمي وباسم الشعب والقطاع الخاص الاردني نرحب بهذه الزيارة التاريخية لسمو امير دولة الكويت الى بلده الثاني الاردن ليحل ضيفا كريما على اخيه العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني بين اهله وشعبه».

واضاف ان العلاقات الكويتية الاردنية تشهدا تطور مستمرا وتعد نموذجا متميزا في العلاقات العربية العربية خاصة في شقها الاقتصادي، مضيفا «ان جميع افراد واطياف المجتمع الاردني يرحبون بهذه الزيارة التي ترحب بها القلوب قبل الالسن».

وقال ان استضافة دولة الكويت لاعمال القمة العربية الاقتصادية الاولى لهو اكبر دليل على اهتمامها ورعايتها وحرصها على دعم العمل العربي المشترك في كافة جوانبه.

ومن جهته أكد وزير الاعلام اللبناني طارق متري اهمية الدور الذي لعبته دولة الكويت في ظل قيادة صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح في ترجمة شعار التضامن العربي الى مبادرات فعلية مثمنا وقوف دولة الكويت الدائم مع لبنان.

وقال متري في حديث اجرته معه وكالة الانباء الكويتية بمناسبة الزيارة التي سيقوم بها سمو امير دولة الكويت الى لبنان ان «زيارة سموه الى بلدنا تكتسب اهمية كبرى في كل ما من شانه ان يوثق العلاقات العميقة اساسا بين الكويت ولبنان».

واضاف ان «الزيارة المرتقبة لسمو الامير الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح تعتبر مصدر غنى ومناسبة لتأكيد محبتنا للكويتيين ولإظهار محبة خاصة يكنها لبنان لسمو أمير دولة الكويت».

واذ ثمن وقوف دولة الكويت اميرا وحكومة وشعبا الدائم الى جانب لبنان قال متري ان «سمو الامير الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح كان دائما معنا ويؤكد حرصه على وحدتنا واستقرار بلدنا مع جميع الفرقاء» مشيرا الى ان «سموه رعى حوارات وقام بمبادرات دبلوماسية كثيرة تجاه لبنان لكي ينعم بالاستقرار السياسي والاقتصادي».

واضاف متري ان «الزيارة بالاضافة الى كونها حدثا كويتيا لبنانيا على طريق سلسلة من الاحداث والمبادرات التي تعزز ما بيننا من روابط فان لها معنى خاصا يضفيه حضور سمو الامير شخصيا الى لبنان بعد سنة من اطلاقه مبادرة المصالحات العربية على هامش انعقاد القمة الاقتصادية والاجتماعية والتنموية التي انعقدت بدولة الكويت مطلع عام 2009».

واكد ان «لبنان كان وما يزال وسيبقى مدافعا عن القضايا العربية وساعيا لان يكون التضامن العربي تضامنا فعليا لا مجرد تضامن موسمي تعبر عنه بيانات الاجتماعات العربية» قائلا «لعل لبنان اكثر البلدان العربية تمسكا بالوفاق بين العرب لكي لا يكون ساحة صراع او ارض منازلة .. لبنان يريد لنفسه ان يكون ارض لقاء وتفاعل وتبادل وتعاون بين الاشقاء العرب».

وحول العلاقات بين الكويت ولبنان والتشابه بين البلدين في مجال الحرية الاعلامية قال متري ان «العلاقات الوثيقة التي تشد بلدينا ينسجها كل يوم لبنانيون وكويتيون.. كويتيون يأتون الينا كانوا بين العرب الاوائل ممن اقاموا في لبنان لفترات طويلة ويكنون لبلدنا محبة كبيرة وينسجها ايضا لبنانيون مقيمون في الكويت ومنهم الكثير من الاعلاميين الذين يعملون في وسائل الاعلام الكويتية».

ورأى ان «ما يعزز هذه العلاقة الخاصة بين لبنان والكويت هو ذاك التشابه بين البلدين لجهة الحيوية السياسية بسبب اعتمادهما النظام الديمقراطي والحيوية الاعلامية والثقافية» لافتا الى ان «حرية الاعلام هي احدى الخصائص التي يتميز بها لبنان والكويت».