أصاب العنف الذي يجتاح مصر صناعة السياحة في البلاد بضربة يوم الجمعة حين حذرت الحكومات الأوروبية مواطنيها بعدم السفر إلى منتجعات البحر الأحمر السياحية مما دفع بعض شركات السياحةالأجنبية إلى وقف جميع رحلاتها إلى مصر. ومن المرجح على ما يبدو أن تقضي الاضطرابات التي وقعت مؤخرا على انتعاش مؤقت لقطاع كان يشكل ما يزيد على عشر الناتج المحلي الإجمالي قبل الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك في عام 2011 لتبدأ فترة من الغموض السياسي تدهورت مع أحداث العنف هذا الأسبوع. ويزور ملايين الأجانب مصر سنويا للاستمتاع بشواطئها وزيارة آثارها القديمة والقيام برحلات بحرية في نهر النيل لكن ألمانيا حذرت مواطنيها بعدم السفر إلى منتجعات البحر الأحمر السياحية بينما نصحت أمريكا مواطنيها بعد الذهاب إلى مصر. قال محمد الشوربجي "ألغي نحو 10 بالمئة من الحجوزات لدينا." والشوربجي صاحب مركز للغطس في الغردقة وهي إحدى البلدات القليلة المعزولة على البحر الأحمر والتي تبعد عن المدن المصرية ولا يزال أداؤها جيد نسبيا. وتوجه التحذيرات من السفر إلى مصر التي صدرت مؤخرا ضربة قاسية لأناس مثل الشوربجي الذي قال إن التغطية الإعلامية لأعمال العنف القاتلة مسؤولة جزئيا عن الإضرار بالصناعة. وقال لرويترز في اتصال تليفوني "معظم الأحداث تقع على بعد 600 كيلومتر في القاهرة والأسكندرية لكن الناس لا يدركون ذلك." وتابع قائلا "وسط المدينة في الغردقة هادئ تماما. كل ما شاهدته اليوم هو بعض الناس وأفراد الشرطة يحرسون كنيسة." وقررت الوحدة الألمانية لمجموعة توماس كوك السياحية وشركة توي ترافل الألمانية وهي فرع من مجموعة توي الأوروبية الأكبر إلغاء كل رحلاتها إلى مصر بعد أن حذرت وزارة الخارجية الألمانية مواطنيها من السفر إلى منتجعات البحر الأحمر. وقالت الشركتان إنه يمكن للزبائن تغيير رحلاتهم إلى مصر إلى جهات أخرى دون دفع أي رسوم إضافية. وقالت شركة إير برلين ثاني أكبر شركة طيران ألمانية والتي تملك شركة الاتحاد الخليجية حوالي ثلث أسهمها إن رحلاتها لا تزال منتظمة إلى منتجعات البحر الأحمر لكنها لن تقبل أي حجوزات جديدة لمصر حتى 15 سبتمبر أيلول. ونصحت وزارة الخارجية الألمانية الان بعدم السفر إلى المنتجعات التي تجذب حوالي 1.2 مليون ألماني إلى مصر سنويا لكنها لم تصل إلى حد إصدار تحذير شامل مما يعني إجلاء السياح. وقال متحدث "وزير الخارجية جيدو فسترفيله يحث المواطنين الألمان على أخذ هذه النصيحة على محمل الجد." ودفعت نصيحة مماثلة من وزارة الخارجية السويدية كبرى شركات السياحة السويدية إلى وقف جميع رحلاتها إلى منتجعات شرم الشيخ التي تبعد 400 كيلومتر عن القاهرة والغردقة. وحذت بلجيكا حذو الدولتين ووسعت تحذيرا ضد السفر إلى المنتجعات السياحية يوم الجمعة مما دفع شركتي نيكرمان وجيت إير إلى إلغاء جميع رحلاتهما إلى مصر. تحولت الاحتجاجات التي نظمتها جماعة الإخوان المسلمين يوم الجمعة إلى أعمال عنف في أنحاء متفرقة من مصر حيث سقط نحو 50 قتيلا في القاهرة وحدها خلال "جمعة الغضب" التي دعا إليها أنصار الرئيس الإسلامي المعزول محمد مرسي للتنديد بحملة شنتها قوات الأمن. وكانت الولايات المتحدة حذرت رعاياها من السفر إلى مصر وحثت رعاياها في مصر على مغادرة البلاد. وتفيد بيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إن مصر جذبت 14.7 مليون سائح في عام 2010 من بينهم 2.8 مليون روسي و1.5 مليون بريطاني و1.3 مليون ألماني. وأفادت بيانات منظمة السياحة العالمية أن الصناعة التي تقدر قيمتها بحوالي 13 مليار دولار كانت تشكل حوالي 11 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي قبل ثلاث سنوات. وتراجع عدد السياح إلى 9.5 مليون في عام 2011 قبل ارتفاع عددهم إلى 11.2 مليون سائح في عام 2012. وزاد عدد السياح في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2013 بنسبة 12 في المئة مقارنة بالعام السابق. وعندما جاء مرسي إلى السلطة في العام المكان عبر كثير من العاملين في السياحة عن خشيتهم من أن حكومتهم ستحظر المشروبات الكحولية وتضيق على السياح مما يبعد زبائنهم الأوروبيين. ولم يتحقق أي من هذه المخاوف. لكن صورة مصر كمكان يرحب بالسياح تلقت ضربة أخرى في يونيو حزيران قبل أسابيع من الإطاحة بمرسي عندما قدم وزير السياحة هشام زعزوع استقالته احتجاجا على قرار مرسي تعيين عضوا بجماعة إسلامية متشددة يلقى عليها بمسؤولية قتل 58 سائحا بالأقصر في عام 1997 محافظا للأقصر. وقالت روسيا إنه لا ينبغي لمواطنيها السفر إلى مصر ونصحت شركات السياحة بعدم الترويج للسياحة في مصر. وقالت شركة كوني للسياحة إنها تتصل بجميع زبائنها في بريطانيا الذين كان من المقرر أن يتوجهوا إلى مصر خلال الأسابيع الثلاثة القادمة لتعرض عليهم أماكن بديلة أو رد أموالهم إذا لم تكن البدائل مقبولة لديهم. وتعد مصرواحدة من أكبر عشر مقاصد سياحية بالنسبة لشركتي توي وتوماس كوك وتزداد جاذبيتها كمقصد سياحي في فصل الشتاء. لكن التحذيرات التي أصدرتها الحكومات تؤثر على سياحة الأجازات ولن يطبق إلغاء التأمين غالبا على مواقع تعد غير مناسبة للسفر. ونصح السياح المتواجدين في مصر بالبقاء في المنتجعات وألغيت رحلات إلى مقاصد رئيسية من بينها الأقصر ووادي الملوك في النوب ودير سانت كاترين في سيناء الذي يعد أقدم دير مسيحي في العالم. وكانت فرنسا نصحت بعدم السفر الى سائر ارجاء مصر منذ أول يوليو تموز ومددت سويسرا يوم الجمعة العمل بنصيحتها بعدم السفر نهائيا الى مصر في تحديث لبيان نشر على موقع وزارة الخارجية على الانترنت. وقالت وزارة الخارجية البريطانية إنها نصحت مواطنيها بعدم السفر الى كل ارجاء مصر باستثناء منتجعات البحر الأحمر لكن متحدثا باسم الوزارة قال إن هذه النصيحة محل مراجعة مستمرة. وقال إن بعض السياح في الغردقة نصحوا بعدم مغادرة فنادقهم بعد مقتل رجل في اشتباكات يوم الأربعاء الماضي. وقالت وحدة شركة توماس كوك في بريطانيا إن السفر يمضي بشكل عادي لكنها تراقب الوضع عن كثب. ورفع حظر ليلي على التجول يوم الأربعاء في مدينة شرم الشيخ.