«اجواء اوروبية»، هذا ما يمكن ان نصف به اجواء الكويت أمس، فمنذ الساعات الاولى هطلت كميات كبيرة من الامطار على جميع انحاء الكويت، وبخلاف المتعارف عليه في موسم السرايات من ان الامطار تكون متفرقة، حدث غير المتوقع والمتعارف عليه، اذ شهدت البلاد امطارا مستدامة ادت الى تجمع كميات من المياه في بعض الطرقات، فيما حرصت اعداد كبيرة من المواطنين والمقيمين خصوصا غير الملتزمين بدوامات على الخروج بصحبة افراد اسرهم للاستمتاع بالاجواء الاوروبية ـ الكويتية.
وعلى هذه الأجواء علق الخبير الفلكي د.صالح العجيري قائلا: ان البلاد شهدت امطارا غزيرة الامر الذي يبشر بالخير، لكن الغريب في الامر ان هذا الموسم حصلت امطار «ديمة» وكانت حبات المطر صغيرة وهذه الامطار تعتبر امطارا قوية وهي مشابهة للامطار التي تسقط في فصل الشتاء، حيث كانت امطارا مستمرة مع العلم ان مثل هذا الوقت لا توجد فيه امطار لكنها ارادة الباري عز وجل.
وتوقع ان تكون هناك فرصة لسقوط امطار صباح اليوم لكن سيكون ذلك في المنطقة الجنوبية لمدينة الكويت.
وقال ان ايام الثلاثاء والاربعاء والخميس سيكون الجو صحوا وستكون الشمس حارة بعض الشيء.
على صعيد آخر، قال الوكيل المساعد لقطاع هندسة الصيانة بوزارة الاشغال م.فاضل العجمي ان الامطار التي هطلت على البلاد لم تؤد الى مشاكل تذكر، حيث ان الامطار التي سقطت كانت امطار «ديمة» وبالتالي الشبكة استوعبت هذه الامطار بسهولة، حيث لم تكن بالامطار الغزيرة، مشيرا الى ان الوضع مر بسلام ودون اي مشاكل مادامت هذه الامطار «ديمة».
واضاف ان فرق الطوارئ تم توزيعها بين الانتشار والتمركز في المناطق المحددة في جميع محافظات الكويت وهي الآن في حالة طوارئ سواء من المسؤولين او المقاولين او حتى العمالة، مؤكدا ان عمل هذه الفرق موزع على شفتات لمواجهة اي طارئ قد يحدث ومتابعة اي مشكلة ان وجدت، موضحا ان هناك فرقا اخرى تجوب الشوارع والتعامل مع اي عائق يحدث اولا بأول وبالتالي فان الأمور هي الآن تحت السيطرة.
وأوضح ان خطة الطوارئ مستمرة لدى الوزارة حتى نهاية شهر مايو الجاري.
ودعا العجمي مرتادي الطرق الى أخذ الحيطة والحذر وعدم الرعونة في القيادة حيث ان ذلك يؤدي الى الخطورة وما لم تحمد عقباه.
وقال ان بدالة «150» التابعة لوزارة الاشغال تعمل على مدار السنة حيث نتلقى كل الشكاوى الخاصة بالمواطنين والمقيمين وكل من يعيش على هذه الارض الطيبة مطالبا الجميع ممن لديه اي مشكلة بالاتصال بالبدالة لطلب العون او المساعدة.
هذا وحرصت (كونا) على اعداد تقرير بمناسبة هطول الامطار قالت فيه: يعد موسم السرايات من المواسم الجوية المتقلبة التي تمر بها الكويت هذه الفترة حيث تشتد فيها سرعة الرياح المثيرة للغبار احيانا والمصحوبة بالمطر احيانا اخرى مما يشكل عنصر عدم استقرار لدى المواطنين والمقيمين.
وجرت العادة بان تقضي اعداد كبيرة من الأسر الكويتية والمقيمة عطلة نهاية الأسبوع في أماكن ترفيهية وترويحية متفرقة للتمتع باجواء عائلية هادئة بعد عناء ايام العمل التي تمتد طوال فترة الأسبوع ناهيك عن رغبتهم في الترويح عن ابنائهم عقب اسبوع دراسي متعب.
وتستمر هذه العادة على الرغم من تأثر البلاد بموسم السرايات غير ان تقلبات السرايات وان لم تفلح في حبس الاسر عن التمتع بعطل نهاية الأسبوع الا انها نجحت في تغيير ترتيبات الأسر وخططهم للتمتع بهذه العطلة حيث أصبحت المقاهي المغلقة من الوجهات الأساسية لدى العديد من الأسر هذه الأيام.
وحول هذا الموضوع قال مسؤول احد المقاهي التي تستقطب الأسر لاسيما في عطل نهاية الأسبوع رجب السايح ان موسم السرايات اثر بشكل كبير في نسبة الإقبال على المقهى الذي يديره حيث ان الكثير من الأسر الكويتية والمقيمة بدأت تحجز مقاعد ثابتة بشكل أسبوعي في عطلة نهاية الأسبوع خوفا من التقلبات الجوية.
وذكر السايح انه في ايام الاجواء المستقرة قبل تأثر البلاد بموسم السرايات كان رواد المقهى غالبا من الشباب اضافة الى اعداد قليلة من العائلات مما دفع إدارة المقهى الى تقسيمه على هذا الأساس ليكون للشباب النصيب الأكبر من المكان مبينا انه قام اخيرا بإعادة ترتيب المقهى للانسجام مع الإقبال العائلي هذه الايام.
من جانبه شارك طلال صفية وهو مسؤول مقهى آخر، السايح الرأي حول ارتفاع نسبة الإقبال العائلي على المقاهي المغلقة مبينا ان المقهى الذي يديره يمتاز بوجود أماكن مكشوفة واخرى مغلقة غير ان الإقبال على الأماكن المغلقة زاد في الآونة الأخيرة ما دفعه الى التأقلم مع هذا التغير عبر زيادة بعض الأمور الترفيهية كالألعاب الالكترونية للكبار والصغار وغيرها.