أصدرت جمعية المعلمين بيانا بناء على اللقاء الموسع الذي أجرته وزير التربية د.موضي الحمود مع كل مديري ومديرات المدارس لجميع المراحل التعليمية الأسبوع الماضي، وأشارت خلاله الى ان هذا البيان هو رسالة موجهة بكل شفافية ووضوح إلى الوزيرة د.الحمود لتوضيح الرؤية الكاملة حول ما يحدث الآن في ميداننا التربوي الذي بات عرضة للمزيد من الأوضاع غير المستقرة، والتي تفتقد المصداقية والمكاشفة الصريحة والبناءة وأوضاع باتت محل حيرة وجدل بسبب ما يحدث فيها من تناقضات ومن تداعيات سلبية.

نقل الصورة بوضوح

وقالت الجمعية: لعلنا ومن منطلق حرصنا الكامل على ضرورة نقل الصورة واضحة لوزيرتنا الفاضلة التي لا نشكك أبدا بدورها ورغبتها في معالجة الأوضاع وتحقيق نهج الإصلاح التربوي، ولا يمكن أن نقلل من مساعيها الجادة في تحقيق القدر الأكبر من الطموحات والآمال المنشودة كما أننا من منطلق الرسالة التي نتحمل مسؤوليتها في جمعية المعلمين الكويتية بصفتنا لسان حال المعلمين والمعلمات والميدان التربوي، وحرصنا الكامل على دعم كل الجهود والمساعي من أجل الارتقاء بمسيرتنا التربوية ومعالجة قضاياها المتراكمة، فإننا نوضح لوزيرتنا الفاضلة بعض النقاط المهمة على ضوء تداعيات اللقاء الذي أجرته الأسبوع الماضي مع كل مديري ومديرات المدارس في جميع المراحل وبحضور غالبية القيادات التربوية وذلك عبر النقاط التالية:

اللقاء بحد ذاته أمر إيجابي خاصة ان هدفه الاستماع إلى وجهات نظر الإدارات المدرسية، إلا أن آلية عقد الاجتماع من حيث التوقيت والاستعداد والترتيب المسبق والتنسيق الجماعي بين الإدارات المدرسية لم تكن تتوافق مع الأهداف والغايات المأمولة خاصة إذا وضعنا في الاعتبار أن مجال الطرح ربما كان محدودا جدا وفي وقت ضيق وغلب عليه الطابع الارتجالي، علاوة على وجود تحفظ لدى الكثير من المديرين والمديرات في طرح وجهات النظر بسبب وجود قيادات عليا ربما كانت سببا في عرقلة جهود الإصلاح والمعالجة وفي تسيير الأمور وفقا لمتطلباتها واحتياجاتها.

كان من المفترض أن يكون هناك نوع من التوضيح بشكل أدق من غاية الاجتماع حيث كل ما ذكر معني بجانب واحد حسب ما جاء في الدعوة الموجهة من الوكيلة إلى مديري ومديرات المدارس والتي تم فيها تحديد سبب الاجتماع بأنه للاطمئنان على سلامة الإجراءات المتخذة في شأن الاستعداد للعام الدراسي المقبل، ولم يتم تحديد نوعية هذه الاستعدادات وكأن الأمر مبني على جوانب افتراضية واجتهادات فردية.

إذا كنا لا نختلف كثيرا مع الوزيرة في حرصها على الاطمئنان على استعدادات العام الدراسي المقبل إلا أننا في الوقت نفسه نسألها حول مدى الاستفادة من سلبيات الاستعداد للعام الدراسي الماضي بالرغم من التنبيه المسبق لهذه السلبيات الذي وجه من قبلنا ومن أهل الميدان نفسه، علاوة على أن هناك الكثير من القضايا والمسائل التي مازالت عالقة حتى الآن وهي من تركة استعدادات العام الماضي، ولعل من أبرزها ما يتعلق بحسم قرارات شغل الوظائف القيادية الشاغرة واتخاذ القرار المناسب في شأنها، وفي تذبذب وضبابية المواقف حول قضايا تربوية مهمة محل جدل ورفض كمشروع الخصخصة وإطالة العام واليوم الدراسي والاستناد الى مبررات وحجج لا تتوافق مع متطلبات واحتياجات الواقع الميداني، هذا إذا وضعنا في الاعتبار أن هناك حالة من الإحباط الكامل لدى غالبية الإدارات المدرسية بل وأهل الميدان بشكل عام من عدم وجود مصداقية في معالجة القضايا المتعلقة بالحقوق والمكتسبات خاصة في صرف البدلات والمكافآت والعلاوات وإعادة النظر في رفع مستوى كادر المعلمـــين إلى جانب معالجة أوضاع المعلمين الوافدين وتدني رواتبهم.

أيضا هناك نقطة مهمة لا نعتقد أن وزيرة التربية تجهلها وهي حساسة في نفس الوقت وتتعلق بمستوى وأداء بعض القيادات العليا، إلى جانب وجود فجوة كبيرة بين هذه القيادات من حيث التنسيق والتعاون، ووجود اتجاهات متعاكسة بين هذه القيادات بالرغم من وجودها في مبنى واحد وفي مكاتب متجاورة، ولعل ذلك يعود لأسباب ربما تكون شخصية أو لأسباب أخرى تعود لتداعيات سابقة لسنا بحاجة إلى توضيحها.

التنسيق مع الإدارات المدرسية

واختتمت الجمعية بيانها مشيرة الى أن ما ذكر هو غيض من فيض ولديها الكثير، وهي لا تقصد بذلك التجني أو بالمعنى الشعبي «تكسير المجاديف» في شأن الأهداف النبيلة من عقد هذا اللقاء وفي تعزيز مجالات التواصل والتشاور والتنسيق مع الإدارات المدرسية والاستماع إلى وجهات نظرها وهمومها، ولكن لابد ومن باب الأمانة والمسؤولية من طرح القضايا والمسائل بعينها وصلبها دون أي تضليل أو مزايدة للوصول إلى مواطن الخلل لمعالجتها بما هو مطلوب وبما يتوافر من امكانات، ومع أنه وللأسف الشديد مواطن الخلل واضحة وضوح الشمس لدى الجميع إلا أننا غير قادرين على الاعتراف بها على أقل تقدير وبشجاعة مسؤولة، بل إننا نغلفها بغلاف مغاير لحقيقتها وواقعها، بل ونستر عليها، وهذه هي معضلتنا في وزارتنا الغراء التي غالبا ما تنقصها الشجاعة في الاعتراف بأخطائها.