مشكلتنا الأزلية أننا ينقصنا الشجاعة في معايشة حياتنا الشجاعة في مواجهة الأحداث 0الشجاعة في تقرير مصيرنا الشجاعة في حل مشاكلنا 0وقبل كل شيء الشجاعة في مواجهة أنفسنا 0الشجاعة في تحمل نتائج اختياراتنا 0وعدم دفن رؤوسنا كالنعامات 0مشكلتنا أننا نتعايش الماضي والأتي متناسين الحاضر الذي يتغلغل بأعماقنا 0ويتسرب إلى أرواحنا 0ويسري إلى دمائنا 0فنجدنا دوما نتحدث عن الأحداث الماضية نرويها في مجالسنا ودوما نتحدث عما سيحدث رغم انه في عالم الغيب بل نتعايش معه وكأنه حاضر ملموس وننسج حبائل من الخيال والوهم لنصنع منه رداء نرتديه متناسين حاضرنا المولود بين أيدينا 0من هنا تبدأ ماساتنا وتتفاقم مشاكلنا 000ونعجز أن نجد حلولا لها 0لان عجلة الزمان تسير ومعها أحداثنا اليومية بكل ما تحمل من معاناة وهموم 0فلا ادري لماذا نهرب دوما من حاضرنا ونختبئ تحت عباءات الماضي والأتي ؟ لا ادري لماذا نحب دوما أن نكون تعساء مظلومين بنظر أنفسنا وغيرنا ؟ نجتر الأم الماضي من هنا تحدث تخبطات وتشتتات وتختلط الأوراق بأعماقنا فتضيع الحلول من بين أيدينا لنغدو مع تراكمات السنين نحن بحد ذاتنا مشكلة تفوق مشاكلنا عقدها وصعوبة حلها فمتى نتحرر من الخوف الجاثم على أنفاسنا ونواجه أنفسنا ولو مرة واحدة لنغدو قادرين على إيجاد حلول لكيفية وجودنا بصورة أفضل على كل المستويات الفردية والعامة يجب علينا اقتلاع مشاكلنا منذ بدايتها قبل أن تكبر وتتفاقم وتغدوا كالورم الغير حميد إذا تركناه كبر واستفحل واستحال علاجه أو استئصاله ألستم معي إن معظم النار من مستصغر الشرر ؟ فالأمور الصغيرة التي غالبا ما نتهاون بها هي التي تكمن بها الخطورة لأننا دوما نتغاضى عن وجودها ولكنها في نفس الوقت تتعاظم وتكبر وتغدوا كالمارد يتربص بنا ويحيك لنا وتوصلنا دوما للدمار والهلاك حيث لا ينفع الندم أو اجتثاثها لأنها حينها تكون قد غدت اكبر من أن تمسكها أيدينا وأعمق من أن تخطط لها عقولنا ولا ادري لماذا يصل الحال بنا دوما إلى هذه المواصيل؟ اهو غباءا منا أم تهاوننا بعواقب الأمور؟ أم هو فقدان الشجاعة بحياتنا هو الذي يجعل حياتنا مجموعة من المشاكل بكل أنواعها (نفسيه- مادية-اجتماعية-سياسية-الخ) لقد تلاشى وجودنا في بحر الحياة في خضم الصراعات والمشكلات على كل المستويات والترددات والطامة الكبرى إننا اعتدنا مشاكلنا واعتادتنا بل ألفنا وجودها بحياتنا وألفتنا لدرجة انه إذا مر علينا يوما دون معاناة شعرنا بأن شيء ما ينقصنا وكل هذا وذلك بسبب فقداننا للشجاعة التي تصحح مساراتنا الخاطئة وتختصر الطرق في رحلة حياتنا وتجعلنا سعداء إلى حد ما000