لم يكن صباح أمس السبت ككل أيام الكويت، لأن الشمس لم تشرق في موعدها، واستمر الظلام مسيطرا على الأجواء بفعل عاصفة سوداء حولت نهار الكويت إلى ظلام دامس مجسدة موسم السرايات بكل أبعاده.

فرغم ان الساعة كانت تشير الى الثامنة صباحا تقريبا، فإن الظلمة ظلت مسيطرة مع رياح شديدة عاتية بلغت سرعتها اكثر من 120 كيلومترا في الساعة مقتلعة في طريقها كل خفيف وثقيل، واهتزت نوافذ المنازل والعمارات في أجواء لم تشهدها البلاد منذ مدة طويلة.

عاصفة السرايات تمثلت خسائرها في حوادث مرورية وتلف عدة مركبات جراء سقوط اشجار أو لوحات اعلانية أو اطباق الستلايت عليها، الادارة العامة للاطفاء وأيضا ادارة الطوارئ الداخلية وكل اجهزة وزارة الداخلية خصوصا قطاع العمليات رفعوا درجة الاستعداد ونزلوا في الطرقات، وحرص وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون العمليات اللواء د.مصطفى الزعابي، ورغم خطورة السير في الطرقات اثناء عاصفة السرايات على الانتقال الى غرفة العمليات والاشراف ومتابعة أي بلاغات قد تحدث.

ولكن لماذا حجبت اشعة الشمس بصورة مفاجئة؟ وهل يمكن التوقع بعاصفة قادمة للسرايات؟ وماذا يجب ان نفعل حال تعرضنا لعواصف مماثلة؟ ومتى تنتهي الاجواء غير المستقرة؟ هذه الاسئلة توجهنا بها الى الخبير الفلكي د.صالح العجيري، وكان سؤالنا الاول لماذا حجبت اضواء الشمس بصورة مفاجئة، وأضحت الكويت تعيش في ظلام دامس، فقال د.العجيري: ان حجب اشعة الشمس عائد الى غيوم ركامية، صاحبها غبار كثيف، وهو ما ادى الى حجب أشعة الشمس.

وقال د.العجيري: موسم السرايات في كل عام يبدأ من 14 ابريل وحتى 17 مايو وعادة ما يكون الطقس غير مستقر فيه، فالامطار تكون مفاجئة تبدأ وتنتهي فجأة، وغالبا ما تكون العاصفة بهبوب هواء شديد يتخلله أمطار غزيرة متفرقة، وغالبا ما تكون الامطار ذات حبة كبيرة، وايضا أحيانا ما يسقط البرد.واضاف د. العجيري: البرَد لا يسقط في الكويت في الشتاء، وان حدث ذلك فهو نادر، ولكن غالبا ما يسقط البرَد في موسم الصيف .

ولكن هل يمكن توقع هبوب العواصف في موسم السرايات؟ أجاب د.صالح العجيري: من الصعوبة التنبؤ بالعواصف في موسم السرايات، فالعاصفة تتكون وتتشكل سريعا وتنتهي ايضا سريعا، معربا عن أمله أن يلزم المواطنون والمقيمون منازلهم إذا شعروا بعاصفة السرايات، لاسيما أن العواصف تلك يصاحبها رعد وبرق.

من جهته قال خبير التنبؤات الجوية والبيئة عيسى رمضان ان اقصى سرعة للرياح التي رافقت الأمطار الغزيرة على البلاد صباح امس بلغت 120 كيلومترا في الساعة.

وابلغ رمضان «كونا» ان البلاد تأثرت صباح امس بعبور عدة خلايا من المنخفضات الصغيرة مكونة سحب المزن الركامي والتي اثارت الرياح النشطة الى القوية في البداية فأثارت الغبار وانخفضت الرؤية الأفقية الى اقل من 200 متر.

الإطفاء والطوارئ في العاصفة تعاملوا مع حوادث متنوعة

رغم العاصفة والتي كانت مثار خوف من قبل جميع من قابلها الا ان رجال الطوارئ الطبية كانوا عند مستوى المسؤولية حيث انطلقوا الى عدة بلاغات كانت تستلزم تواجدهم.

وقال المنسق الاعلامي في ادارة الطوارئ الطبية عبدالعزيز بوحيمد ان رجال الطوارئ الطبية تعاملوا مع حوادث مرورية تزامنت مع العاصفة، مشيرا الى ان اول بلاغ بشأن حوادث ناتجة عن العاصفة تلقته عمليات الطوارئ الطبية كان في الثامنة و6 دقائق من صباح امس وكان عبارة عن حادث انقلاب مركبة على طريق الملك فيصل، لافتا الى ان هذا الحادث نتج عنه اصابة وافد سوري وجرى نقله الى المستشفى الاميري بواسطة رجلي الطوارئ محمد اشكناني وكمال غالب.

واشار بوحيمد الى ان البلاغ الثاني كان عبارة عن حادث سيارة على طريق المطار واصيب فيه فلسطيني 61 عاما ونقل ايضا الى المستشفى الاميري، اما في التاسعة و4 دقائق فكان الحادث الثالث وكان على طريق اللياح ونتج عنه اصابة هنديين.

من جهة أخرى، اعلن مدير ادارة العلاقات العامة في الاطفاء المقدم خليل الأمير ان مراكز الاطفاء تعاملت مع حوادث مختلفة مثل سقوط أشجار وأعمدة إنارة، وانقلاب طراد، وحريق محول، وحريق منزل، وتعطل رافعة، مؤكدا أن هذه الحوادث لم تخلّف إصابات تذكر.