fiogf49gjkf0d

قال الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى، والمرشح السابق للرئاسة المصرية، إن علاقة مصر بإيران تحتاج لمعادلة دبلوماسية أكثر دقة مما هي عليه اليوم، وهي في الوقت ذاته مشروطة بالمصالح العربية والخليجية، وأضاف موسى قائلا إن مبادرة الرئيس محمد مرسي من خلال «اللجنة الرباعية» لحل الأزمة السورية «ذهبت أدراج الرياح»، لأنها «رغم أنها مبادرة طيبة، فإنها جاءت في غير وقتها»، معربا عن اعتقاده بعدم وجود قدرة مصرية على تقديم العون لطرفي الصراع في سوريا، وأوضح موسى أن الوضع في سوريا دقيق جدا، مقترحا أن تنظر مصر في إمكانية استضافة الرئيس بشار الأسد لتشجيعه على التخلي عن السلطة. وتحدث موسى، الذي يرأس أيضا حزب «المؤتمر» ويشغل عضوية جبهة الإنقاذ المعارضة، عما قال إنه وضع خطير في بلاده، على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية، بعد مرور نحو 7 أشهر على تولي مرسي الحكم في البلاد خلفا للرئيس السابق حسني مبارك. وقال موسى إن علاقته بالرئيس مرسي «ودية، وجلست معه ساعة»، لكن «نحن نختلف في السياسة اختلافا كبيرا جدا في ما يتعلق بكيفية إدارة الدولة في هذه المرحلة».

 

وشدد موسى فى حواره مع جريدة الشرق الأوسط على أنه لا يوجد شيء اسمه «فلول التابعون للنظام السابق»، بدليل أن نحو 50% من الناخبين المصريين انتخبوا المرشح الذي كان ضد الرئيس مرسي، وهو الفريق أحمد شفيق. وقال موسى عن الوضع المتوتر في سيناء المجاورة لقطاع غزة، إنه توجد مخاوف من المتطرفين الذين يستخدمون العنف، معلقا على رؤية البعض بأن الأنفاق والحدود الهشة مع غزة هي أيضا من أسباب الاضطراب الأمني في سيناء، بالقول: «نعم، لأن الدولة ليس لها سيطرة عليها». وإلى أهم ما جاء في الحوار..

 

ما تقييمك لحكم الرئيس مرسي بعد مرور نحو سبعة أشهر على توليه السلطة؟

- تقييمي يكون كتقييم المواطن المصري الذي يتابع الحاكم أو النظام الحاكم ومدى تجاوبه مع احتياجات المواطنين، خصوصا في ظروف صعبة مثل الظروف التي تمر بها البلاد.. واضح أن هناك أمورا كثيرة لم تتم.. وأمورا أخرى كثيرة لم تبدأ. وهناك علامة استفهام على مدى نجاعة السياسات الاقتصادية والاجتماعية؛ بل هناك أسئلة حول ما إذا كانت هناك سياسة اقتصادية حقيقة.

 

كيف ترى الجانب السياسي للفترة التي مرت من حكم الرئيس مرسي، خاصة قضية الحوار الوطني؟

 

«الحوار الوطني» اسم جيد أو عنوان جيد، لكنه يتطلب ضمانات كثيرة وتطمينات كثيرة، وكان من رأينا أن الطريقة التي تمت بها دعوة الناس «الأطراف السياسية» إلى الحوار، كأنها دعوة إلى مؤتمر عام.. في حين أن الحوار، كما كنا نطلبه ونقترحه، يكون في مسائل محددة ووفق جدول أعمال واضح، وكان يتعلق بالإعلان الدستوري، ووضع مشروع الدستور، وموعد الاستفتاء.. وتحدثنا أيضا عن مسار الثورة وضحاياها وشهدائها.. إلى آخره.

هل هذا الطرح قدمتموه في اللقاء مع الرئيس مرسي؟

 

- لا.. هذا ما عرضناه نحن «الأطراف السياسية» على أساس أن نتحدث في كل ذلك «حين نلتقي معه»، بحيث «يكون الحديث» في موضوعات محددة بدقة. لم نتفق على جدول الأعمال هذا.. وكان هناك لدى البعض منا، أو عدد منا، شكوك في أنه مهما جلسنا، ففي النهاية لن يتم تنفيذ ما «سوف» نتفق عليه.. مجموع هذه الاعتبارات جعلنا نعتذر.. نعتذر لأنه لم يكن هناك جدول أعمال، وعدم وجود أي نية لتأجيل الاستفتاء الذي كان يتحرك يوما بعد يوم.. وفي النهاية ثبت أن رأينا فيه الكثير من الصحة، وذلك حين ذكر ممثل حزب الحرية والعدالة «الإخواني» في مجلس الشورى، أن اتفاقنا في الحوار شيء؛ أما حين تأتي إلى مجلس الشورى فشيء آخر فهو مجلس منتخب لا مجال فيه لتنفيذ الاتفاقيات السابقة. إذن ما الفائدة من الحوار؟ هم «السلطة» قالوا للقوى السياسية تعالوا لكي نتفق، وبعد أن نتفق نجعل مجلس النواب في أولى جلساته ينفذ ما تتفق عليه الأطراف المتحاورة. هنا كنا سنفاجأ بالكلام نفسه ومن حزب الحرية والعدالة، بالقول إن ما تم الاتفاق عليه في الحوار شيء، أما هنا في مجلس النواب فشيء آخر لأن المجلس سيد قراره «في ما يتخذه» هذا يعني أن نعود لما كنا فيه. لهذا أقول إن «عدم مشاركة جبهة الإنقاذ في الحوار منذ البداية» أمر مبرر، بدليل الموقف الذي حدث أخيرا في مجلس الشورى، ورفضه الاتفاق السابق، وهو أمر جعل الحوار الحالي، رغم أنه حوار جزئي «شاركت فيه أحزاب أغلبها إسلامية وقاطعته جبهة الإنقاذ»، يعتذر عنه كثير من الأطراف ويخرج منه البعض ثم يلغى أو يؤجل كلية.

في أواخر حملة الدكتور مرسي الانتخابية وفي بداية تسلمه السلطة كان لديه خطاب يفهم منه توجهه للتعامل مع كل أطراف القوى السياسية المصرية للانتقال بالبلاد إلى منطقة آمنة.. هل تعتقد أن الرئيس لم يف بهذه الوعود؟

- في هذه الحملة الانتخابية «حملة مرسي» كان واضحا أن موقف الإخوان المسلمين مبني على أن هناك مصريين، وأن هناك فلول «ممن تعاملوا مع النظام السابق»، فردت عليهم الجماهير بـ «لا».. 50% قالوا نؤيدك يا سيادة الرئيس، وأيضا نسبة قريبة جدا أيدت ما كان يسمى «الفلول».. لا يوجد شيء اسمه «فلول»، ولكن يوجد شيء اسمه «مصريون».. والمصريون لا يقسموا لا على أساس اللون ولا الجنس ولا لاعتبارات مثل تلك التي يتحدث بها حزب مثل حزب الحرية والعدالة بأن هناك «فلول».. هذا كلام رفضه الشعب المصري؛ بدليل أن نحو 50% انتخبوا المرشح الذي كان ضد الرئيس مرسي، وهو الفريق أحمد شفيق، مما يعني أن «قضية الفلول» هذه دعاية غير مقبولة. إذن كان في هذه الدعاية «دعاية مرسي الانتخابية» في ذلك الوقت كلام عن تقسيم الشعب طبقا لألوان وأجناس وغيره وفلول وغير فلول. لم يكن يوجد الاعتقاد بأن العمل بعد فوز مرسيسيكون عملا قوميا ائتلافيا تحالفيا، من البداية.. ولكن الذي كان موجودا، بالنسبة لي ولكثيرين مثلي، هو أننا سنقبل بنتيجة الانتخابات ما دام لدينا مقدار أو كمّ كاف من الاطمئنان، وأننا ندعم العملية الديمقراطية وندعم الرئيس الذي يفوز، ومن هنا قبلنا.. أنا قبلت رئاسة الدكتور مرسي.. بالعكس.. كنت مستعد أن نعطي كل المعونة اللازمة من آراء وخبرات وغيره من مواقعنا حتى بصفتنا معارضة.

 

البعض يصف الوضع السياسي في مصر بأنه هش.. هل ترى خطورة مستقبلا من استمرار الصراع السياسي هذا؟

 

- إنه يمثل خطورة على مصر اليوم، وليس في المستقبل فقط. ومن اليوم إلى المستقبل مصر في خطورة طبعا، لأن البلد مضطرب، ويوجد كثيرون في ربوع البلاد يرون عدم الكفاءة في إدارة الأمور.. هذا يؤثر في اليوم وفي المستقبل.

 

بالنسبة لك.. هل ترى أيضا أنه لا توجد كفاءة في إدارة أمور الدولة؟

 

- أنا لا أرى أي إنجاز عالج الخلل الذي ورثته الجمهورية الثانية «بولاية الرئيس مرسي»عن الجمهورية الأولى «التي كان مبارك آخر رؤسائها» أين الأمور التي تحسنت؟! انظر لحال الاقتصاد، وانظر لحال المجتمع، انظر لحال الخدمات بصفة خاصة.

 

ما رأيك في الملف الأمني في مصر وعلى رأسه سيناء، خاصة بعد تنامي العمليات المسلحة فيها ويقول البعض إنها لهذا أصبحت محط أنظار العالم خاصة أميركا وإسرائيل؟

 

- من يقول إن سيناء محط أنظار الغرب أو أميركا وإسرائيل، فأنا أقول لك إن سيناء يجب أن تكون محط أنظار مصر والمصريين قبل أن تكون محط أنظار هؤلاء. ولا ألوم الوضع «النظام» الحالي لأن مسألة عدم النظر لسيناء بصفتها جزءا أساسيا مهما من أرض مصر وشعب مصر.. مسألة ممتدة منذ زمن. حين تتحدث مع أبناء سيناء، كما تحدثت معهم في زيارتي الأخيرة لسيناء، ستشعر بمدى المرارة التي لديهم بسبب طريقة التعامل معهم؛ بل إن بعضهم يصل إلى القول بأن لديهم جانبي حدود.. حدود مصر مع إسرائيل «في الشرق» والحدود مع قناة السويس «في الغرب» بالنسبة لهم.. يعانون من التفرقة وعدم القدرة على تملك الأراضي ولا توجد طرق تربط بين القرى.. مسائل كثيرة جدا. تحدثوا عن الافتقار إلى المستشفيات والمدارس والجامعات، وعن أن مشروعات التنمية جميعها غير موجودة. الحقيقة نحن يجب أن نوجه نظر مصر والمصريين والحكومة الحالية للاهتمام بسيناء. بهذه الطريقة نهتم نحن بسيناء، وعندها لن يعنينا أي شيء آخر.

 

في زيارتك لسيناء هل شعرت بمخاوف من تنامي تيارات متشددة، خاصة أن المناطق الهشة أمنيا تعتبر أرضا خصبة لتنظيم القاعدة وغيره؟

 

- نعم.. توجد مخاوف طبعا.. تحدثوا فيها.. أما بالنسبة للتيارات المتشددة فهي موجودة في كل مكان في مصر في الوقت الحالي. أما إذا كنت تتكلم عن الإرهاب فهم «أبناء سيناء» متخوفون جدا من المتطرفين الذين يستخدمون العنف. وهذا الأمر تحدث عنه الرئيس مرسي نفسه، حين قال إنه يرى أن هذا العنف يتحول من سيناء إلى مناطق أخرى في أفريقيا. أرجو أن يتراجع الإرهاب وخطورته في كل مكان.

 

لكن أنت لا تتخوف من أن تتحول سيناء إلى مأوى لتنظيم القاعدة مثلما هو موجود في جنوب اليمن أو شمال مالي؟

 

- ليست لدي معلومات كافية عن ذلك.. لكن أرجو أن لا يكون الوضع على هذه الشاكلة، على الإطلاق. وإذا كان هذا موجود فعلى الدولة والقوات المسلحة وأجهزة الأمن أن تتصرف في هذا الإطار للحفاظ على سيادة مصر في إطار سيادة القانون.

 

البعض يرى أن الأنفاق عند الحدود مع غزة هي أيضا من أسباب الاضطراب الأمني في سيناء؟

 

- بالمنطق نعم، لأن الدولة ليست لها سيطرة عليها.

 

على صعيد السياسة الخارجية المصرية، تحدث الرئيس مرسي أكثر من مرة عن الوقوف بجوار الثورة السورية، ويرى البعض أنها مجرد أقول من دون أفعال حقيقية؟

 

- لا أعتقد أن هناك قدرة ولا مكنة لتقديم العون لا للسوريين ولا للنظام السوري، لكن هذا لا يمنع من أن يكون هناك تعبير عن الموقف المصري تجاه الوضع في سوريا. والوضع في سوريا وضع دقيق جدا ويقتضي منا سياسة مصرية.. على الأقل يكون هناك إعداد لموقف مصري طبقا للظروف التي ستحدث سواء جاءت هذه الظروف بالحل أم بالتعقيد أم ببقاء الحال على ما هي عليه.. إنما أنا اقترحت في حديث لبعض الصحف العربية منذ شهر أو أكثر بأن الدول العربية يجب أن تنظر في دعوة أو إمكانية استضافة الرئيس الأسد وأن تكون مصر على رأس هذه الدول، من أجل أن تسهم في حل هذه المشكلة وإنهاء الوضع سياسيا.

 

تعني أن يتنحى؟

- إذا تنحى.. وقلت إنه لا يصح أن تعرض بلاد كثيرة على الرئيس السوري أن يعيش فيها أو يلجأ إليها، ولا تكون مصر على رأس هذه الدول.

 

الرئيس مرسي قدم مبادرة رباعية فيها مصر والسعودية وتركيا وإيران للحل في سوريا.. أين ذهبت هذه المبادرة في رأيك؟

 

- ذهبت مع الريح..

 

لماذا؟

 

- أنا علقت في حينه، وقلت إن المبادرة ليست في وقتها.. ولكن قدمت التحية للرغبة في المبادرة، لأنه سياسيا كانت خطوة صحيحة، لكن مضمون المبادرة كان من الضروري مراجعته قليلا، لأن السعودية لم تكن في موقع الموافقة على مثل هذه المبادرة في ذلك الوقت.

 

لو كنت مسؤولا في الوقت الحالي، ماذا كنت ستقدم عمليا لإنهاء الوضع المتأزم في سوريا؟

 

- أقول لك.. لقد احتارت البرية، من كوفي أنان إلى الأخضر الإبراهيمي، في كيفية علاج هذا الوضع. أرى أن علاج هذا الوضع يحتاج إلى سلة من الإجراءات منها تطمين الرئيس بشار الأسد على مصيره ومصير عائلته، حتى يمكن أن يترك الوضع في سوريا.. ولهذا كنت أقترح وأرى أنه حين يعرض عليه أن يتحرك إلى بلد عربي يعيش فيه مطمئنا في حماية القانون وسيادة القانون وسيادة الدولة التي يتوجه إليها، أن تكون مصر أول دولة تُطرح عليه بالنظر إلى العلاقة المصرية - السورية الخاصة.

هل تخشى من تكرار استخدام المساجد في الترويج السياسي في الانتخابات النيابية المقبلة، كما حدث قبل عمليات الاقتراع الماضية؟

- نعم.. طبعا.. لم يحدث تطور يجعلنا نقول إن هذا لن يتكرر. ومن النقاط التي أثرناها في جبهة الإنقاذ ضرورة احترام المساجد بأن لا تكون مجال دعاية لهذا المرشح أو ذاك، أو أن يتم تكفير الخصوم السياسيين من خلال منابر المساجد. وهذا لا يمنع من تناول خطباء المساجد الشأن الوطني العام من دون الوقوف مع مرشح ضد مرشح آخر. هذا لا يصح أن يتم في المساجد ويجب عدم تقنينه لأنه سيتسبب في مشكلات داخل دور العبادة بين أنصار السياسيين.

 

متى كانت آخر مرة تحدثت فيها مع الرئيس مرسي؟

 

- كان ذلك في شهر الماضي أو ديسمبر الماضي حين زرته في مقر الرئاسة وكان طلب لقاء بعض السياسيين المصريين، وكنت أنا من هؤلاء. جلست معه ساعة تحدثنا فيها عن الدستور وعن الظروف في مصر وعن الجمعية الدستورية وعن الصعوبات التي تواجهها وعن المواد التي يجب إعادة النظر فيها. وكذلك في أمور أخرى خاصة بمصر.

 

كيف رأيته.. هل كان أكثر تمكنا مقارنة ببداية توليه الرئاسة في مطلع يوليو؟

 

- أنا لا تحفظ عندي على شخصه.. علاقاتنا علاقات ودية، لكن نحن نختلف في السياسة اختلافا كبيرا جدا في ما يتعلق بكيفية إدارة البلد في هذه المرحلة وما تحتاج له مصر من مواقف ومن خطط ومن سياسات ومن اهتمام بأهل الخبرة وليس فقط أهل الثقة التي هي إحدى المشكلات الكبرى التي صاحبت مصر في العقود الأخيرة الماضية.

 

 

ما رأيك في أن البعض يقول إن الرئيس مرسي يضطر أحيانا لاتخاذ قرارات تتوافق مع مكتب الإرشاد. ويذهب البعض إلى أن مكتب الإرشاد وخيرت الشاطر نائب المرشد هم المهيمنون على القرار الرئاسي؟

 

- أنا في الحقيقة لا أدعي العلم بمدى العلاقة وتشبيكاتها بين مختلف قيادات الإخوان المسلمين، لكن الذي أعرفه أن الدكتور مرسي ليس مجرد تابع للإخوان المسلمين.. هو أحد قادة الإخوان المسلمين. ومن ثم، وفي رأيي أيضا، أنه جزء من عملية اتخاذ القرار.. قد لا يكون على هواه، ولكنه جزء من عملية اتخاذ القرار بالنسبة للحزب الحاكم.. وأفضِّل الحزب الحاكم وليس الجماعة الحاكمة، لأنه ليس من حق الجماعة أن تحكم، وإنما من حق الحزب، ما دام انتخب يحكم. فهو الرئيس مرسي جزء مهم من هذه القيادة داخل الإخوان. وقد تقرر القيادة التي هو جزء منها بالأغلبية ضد ما يراه، وهنا يكون هو اتبع خط الجماعة أو الحزب.

 

توجد حاليا معادلة تحير المراقبين؛ وهي: هل يمكن أن تكون لمصر علاقة قوية بالغرب والخليج، وفي الوقت نفسه لها علاقة قوية بإيران.. هل هذه المعادلة ممكنة؟

 

- هذه تحتاج لمعادلة دبلوماسية أدق وأكثر قدرة عن الدبلوماسية المصرية اليوم.. ولا أقصد بالدبلوماسية المصرية وزارة الخارجية، التي هي مؤسسة عريقة وتفهم الأمور جيدا، بل أقصد مجموع ما يسمى بالدبلوماسية المصرية في داخل وزارة الخارجية وخارجها. كل شيء ممكن، ومصر كان لديها سياسة، وكانت تدير سياسة أفريقية وسياسة عربية وسياسة متوسطية وسياسة أوروبية، وعلاقات مع الولايات المتحدة، وفي فترة كانت من أنجح الفترات، وهذا حدث، فلماذا لا يحدث مرة أخرى؟! في الفترة الحالية يقال إن هناك تناميا في العلاقة المصرية - الإيرانية؟

 

- رأيي كان دائما؛ وزيرا للخارجية وأمينا عاما للجامعة العربية، أن العلاقات مع إيران يجب أن توجه إليها عناية أكبر. واقترحت في الحالتين، وزيرا للخارجية وأمينا للجامعة العربية، أن نبدأ حوارا مع إيران. وبغض النظر عن النقاط الأخرى، لكن كان شرطي الأساسي أن نتفاوض أو نتحدث أو نتحاور بصفتنا دولة عربية، أي إننا ملتزمون تجاه الدول العربية الأخرى، قبل أي التزام آخر.. ومنها دول الخليج.. فأنا ملتزم تجاه الإمارات وملتزم تجاه البحرين أكثر من التزامي لأي جانب آخر بما في ذلك إيران.