أسامة جلال:

• علماء الفلك والدين الإسلامي والمسيحي يرفضون التنبؤات

• الشيخ حبيب: الساعة «لا تأتيكم إلا بغتة» وعلمها من الغيب المختص به الله

• الأب بيجول: علامات الساعة جاءت في إنجيل «متى» ولكن «ليس المنتهى بعد»

• الشيخ النهام: لا ينبغي للمسلم الإيمان بالتكهنات والحملة موجهة للعالم الإسلامي

• الفلكي السعدون: ما يتردد «كلام فاضي» وهناك أهداف لترويج هذه الشائعات

تناولنا في الحلقة الماضية من هذا الموضوع «نهاية العالم» والتي نشرت الأربعاء الماضي ما قيل مؤخرا أو تم تداوله بين الناس عن اقتراب توقف دوران عجلة الزمن وبالتحديد في يوم الجمعة الموافق 21 ديسمبر 2012.

واستعرضنا في الحلقة السابقة ماجاء في الفيلم الشهير الذي انتج قبل اشهر بعنوان «2012»، وما جاء في نبوءات نوسترداموس وتوقف تقويم شعب المايا عند هذا اليوم، والتفسيرات الخاصة بما جاء في الحضارة الفرعونية وكذلك.. ظاهرة محاذاة الشمس لمركز المجرة المرتقبة في 2012 وما سوف ينتج عنها في عام 2012.

اليوم في هذه الحلقة نستعرض آراء علماء الدين والفلك حول هذه الموضوع.. حيث التقيناهم ووجدنا لديهم معرفة مسبقة بما يقال ويشاع حول النهاية المرتقبة في 2012.

ترى .. ماذا يقول علماء الدين حول هذا الموضوع.. وايضا ماذا يقول علماء الفلك الذين نثق بآرائهم.. وهل تتفق رؤاهم مع ما جاء في نبوءات نوسترداموس وفي فيلم 2012 الذي يحاول جاهدا اثبات ان النهاية محققة في هذا التاريخ ولا مفر منها..؟!

كلام فاضي

الفلكي عادل السعدون يعلق على التوقعات بنهاية العالم في 21 ديسمبر 2012 بقوله.. «كلام فاضي».. وقال: الفيلم الذي انتج بعنوان «2012» كان هدف الشركة الذي انتجته الربح المادي فقط، وقد نجحوا في ذلك حيث انهم لفتوا الانظار اليهم.. وضحكوا على الناس.

واضاف السعدون في تعليقه على ظاهرة محاذاة الشمس لمركز المجرة بقوله.. هذه الظاهرة ليس لها تأثير، مشيرا الى ان السنة الشمسية تعادل 250 مليون سنة من السنوات العادية بالنسبة لنا.. وقال ان محاذاة الشمس لمركز المجرة ظاهرة موجودة بالفعل منذ سنوات طويلة لان دورة الشمس السنوية تساوي 250 مليون سنة كما ذكرت.

وتابع السعدون.. هذه الظاهرة لها تأثير، ولكن هناك البعض الذين يبحثون عن القشور ويعظمونها فالشمس الان بالفعل قريبة من مركز المجرة منذ آلاف السنين ولم نجد شيئا يحدث.

وفي تعليقه على ما يثار حول وجود كوكب سيقترب من الارض ـ نيبرو ـ وله قوة مغناطيسية هائلة سيؤثر على الارض بشكل كبير ويتسبب في عواصف وزلازل وفيضانات وغيرها من الكوارث الطبيعية قال السعدون.. هذا الكلام غير صحيح تماما ولا وجود لهذا الكوكب من الاساس .. فهذه مجرد تخاريف حاول بعض هواة علم الفلك ان يوهموا الناس بها .

ذوبان الجليد

أما فيما يخص الارتفاع في درجة حرارة الكوكب وتأثير ذلك على الجليد في القطبين الشمالي والجنوبي وذوبانه، وبالتالي الارتفاع في منسوب المياه في البحار والمحيطات قال السعدون نعم هناك تغير في المناخ واختلاف في درجة الحرارة التي ترتفع عاما بعد آخر ولكن كل هذا محدود جدا جدا.. فخلال مئة عام من الرصد تبين ارتفاع درجة حرارة الكوكب بنسبة درجة واحدة مئوية الا ربع خلال المئوية الماضية او القرن العشرين وبالفعل حصل ذوبان للجليد، ولكن بشكل طفيف لم يؤثر على حياة البشر اطلاقا ولم نجد مدن تغرق او فيضانات غير طبيعية تغزو اليابسة.

واضاف.. من الضروري ان يعلم الناس ان التوقعات لا يمكن تصديقها لان العلم يقول انه لا يمكن ان نتنبأ ونتوقع ما الذي سيحدث بشكل قطعي خلال مدد طويلة ولا نعلم ربما يأتي على الأرض عصر جليدي.

وتابع.. المشكلة ان هناك اناسا يضربون بالغيب وليس لديهم ادلة دامغة.. ولا احد يستطيع لومهم او تكذيبهم او حتى تأكيد ما يقولون لانهم يتحدثون غالبا عما سيحدث خلال خممسمئة سنة او حتى مئة سنة وبالطبع هم لن يعمروا ويعاصروا تلك الايام بعد السنوات الطويلة ولم يثبت ما يقال.

اما فيما يتعلق بنوسترداموس فهذا دجال رقم «1» وليس لديه اي اثبات بما يقول أو قال وحتى تلك النبوءات التي اكدوا انها صحيحة له كما حدث لصدام او كيني او السادات او غيرها فانها تفسيرات من البعض الذين يحاولون بأي شكل ان يثبتوا انه على صواب رغم عن التنبؤات تحتمل الكثير من التقسيرات وكل ما يكتب عن نوسترداموس غير صحيح.

المايا والفلك

وعن شعب المايا وتقدمهم في علم الفلك.. قال السعدون من قال هذا الكلام؟ ومن يعرف ان شعب المايا هذا كان بارعا في الفلك.. كلام غير صحيح .. صحيح هناك تقويم منسوب لهم ولكن هذا لا يعني انهم تنبأوا بالنهاية وانهم برعوا في علم الفلك.. وانا لدي العديد من الروزنامات القديمة وكلها صحيحة ومستمرة، ولم نقل ما قيل عن المايا وان التاريخ لديهم توقف في 21 ديسمبر 2012.

وعلينا ان نعي ان هناك تعظيما للامور وخاصة تلك الواردة من الحضارات القديمة على اعتبار ان «كل قديم محترم» كما قال الممثل اليوناني، وللعلم حتى الحضارة العربية هناك تضخيم لها وما يقال عنها فيه الكثير من المبالغات والعرب لم يقدموا اكثر من 10 في المئة فقط مما قيل عنهم.

وتابع.. كل الحضارات تعظم نفسها وتجد من يعظمها ايضا والسبب في ذلك يعود الى ان كل شعب يريد ان يقول انه اول من صنع واول من اكتشف واول من فعل كذا وكذا.. وانه الأفضل.

ظواهر فلكية

وأضاف.. للعلم الامر ينطبق على ظواهر فلكية كثيرة وهناك افتراءات متعددة وغير صحيح الكلام الذي يشاع عن مثلث برمودا وغيره.. ومع الاسف الناس تصدق او توهم نفسها بذلك.

وانهى السعدون حديثه بالقول.. الانسان مازال جاهلا وبالاخص في دول العالم الثالث لذلك نسارع بتصديق خرافات.. علما بان ما جاء في فيلم 2012 لم يثبت ان النهاية في 2012 وانما هي فقط بعض التوقعات ولم يجزموا ان اليوم صفر في 21 ديسمبر 2012 حتى لا تتم ملاحقتهم قضائيا عندما يأتي هذا اليوم ويمررون حدوث اي شيء ومن ثم ترفع ضد الشركة المنتجة القضايا على اعتبار انهم افزعوا الناس.

واخيرا نقول.. غير صحيح ما يشاع عن ان نهاية العالم في 2012.

حذر شديد

من ناحيته قال الباحث الاسلامي الشيخ راضي حبيب - شيعي المذهب - موضوع نهاية العالم وقيام الساعة من الموضوعات التي يجب التعامل معها بحذر شديد.. ويجب أن نتحدث فيه من خلال عدة نقاط أولها إمكانية علم البشر بوقوع الساعة: وفي هذا الموضوع نقول ان الله سبحانه تفرد بعلم الساعة ولم يجعل للبشر طريقا لتوقيتها والنص القرآني في ذلك صريح في قوله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ) و المعنى أنك لست في شيء من العلم بوقت وقوعها و ما هي عليه حتى تحيط بوقتها، إلا عن طريق المؤشرات التي يطلق عليها بحسب الاصطلاح الديني أشراط الساعة فهي أمور تقريبية واحتمالية ولا تدل على أكثر من قرب وقوع الساعة بدلالة قوله:(يسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا) الأحزاب:63.

وأضاف حبيب أما فيما يتعلق بفجائية وقوع الساعة والمانع من توقيتها فنقول ان الكلام حول أمر وقوعها الفعلي هو ممتنع تماما عن علم البشر به، و من ذلك يظهر أيضا وجه قوله سبحانه: «لا تأتيكم إلا بغتة» فإن البغتة و الفجأة ظهور الشيء من غير أن يعلم به قبل ظهوره، فإن علم وقوع الساعة من الغيب المختص به تعالى لا يعلمه إلا الله، و لا دليل لتعيين وقتها و الحدس لوقوعها أصلا فلا تأتي إلا بغتة.

وعن علامات الساعة الصغرى والكبرى قال حبيب: يوجد علامات صغرى كثيرة تدل على قرب الساعة وذلك من الجانب الاجتماعي ومن الجانب التكويني للطبيعة، والعلامات الاجتماعية منها الانحراف الاخلاقي والفكري والسلوكي فمنها: ظهور الفتن، وقبض العلم، وظهور الجهل، وانتشار الربا والزنا والمعازف والخمور، واستحلالها، وضياع الأمانة والتطاول في البنيان، وكثرة القتل، وزخرفة المساجد، وانتشار الفحشاء، وتصفيف النساء شعورهن كسنام الجمل(وهذا الامر حاصل الان في مجتمعنا)، وكثرة الشح، وكثرة الزلازل، وظهور المسخ والقذف، وذهاب الصالحين، والتهاون بالسنن، وكثرة الكذب، وكثرة شهادة الزور، وكثرة موت الفجأة، وتمني الموت، وكثرة الروم وقتالهم، وغير ذلك مما وردت به جملة الأحاديث الثابتة عن النبي واهل بيته عليهم السلام.

وأما الجانب التكويني للطبيعة فكثرة الزلازل والخسوف الكسوف في القمر والشمس، وهطول الامطار الغزيرة وكوارث السيول مع قلة النبات، والخسف في الارض، وتقارب الزمان ومن أبرز العلامات الكبرى لقرب الساعة طلوع الشمس من مغربها.

نظرية القبض والطي القرآنية:

جاء في قوله تعالى (وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ)الزمر 67. حيث أنه تعالى هو المتولي بتخريبها وإفنائها في يوم القيامة فذلك يدل على أنه إذا حاول تخريب الأرض فكأنه يقبض قبضة صغيرة يريد إفناءها، وهذه من مقدمات يوم القيامة الدالة على قرب وقوع الساعة.

الصيحة

وتحدث عن نظرية نفخة الفزع القرآنية وقال: هي احدى علامات القيامة الكبرى وهما نفختان اولهما نفخة الصعقة أو ما يعبر عنها بنفخة الفزع والهلع الشديد المؤدي للموت.

ونظرية الصيحة القرآنية: في قوله تعالى: «ما ينظرون إلا صيحة واحدة» وذلك في آخر الزمان يصاح فيهم صيحة و هم في أسواقهم يتخاصمون فيموتون كلهم في مكانهم لا يرجع أحد منهم إلى منزله و لا يوصي بوصية، و ذلك قوله عز و جل: «فلا يستطيعون توصية و لا إلى أهلهم يرجعون».

وعن التتابع النظامي بين ظهور العلامات يقول حبيب:

كما دلت عليه الروايات أن ظهور الايات والعلامات الدالة على قرب الساعة تأتي بعضها على أثر بعض وأنها ستتابع كما يتتابع الخرز في النظام. وعن ابن عباس قال: (لا يخرج المهدي حتى تطلع من الشمس آية).

وأضاف: ظهور المهدي من العلامات الكبرى وهناك روايات عديدة في هذا الخصوص وعن الإمام الجواد (ع) إنّ القائم منّا هو المهدي الذي يجب أن ينتظر في غيبته ويطاع في ظهوره، وهو الثالث من ولدي، والذي بعث محمداً صلى الله عليه وآله بالنبوة وخصّنا بالإمامة إنه لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً. وفلسفة ظهور الامام المهدي «ع» لغاية تمييز معسكر الباطل من معسكر الحق وذلك من قبل قيام الساعة.

وحول ربط التنبؤات بنهاية العالم يقول حبيب: بداية نحن أشرنا إلى أن مسألة نهاية العالم (القيامة) قضية قرآنية وحتمية الوقوع، وان الطريق إلى معرفة توقيتها من الصعب الممتنع، فقط بواسطة العلامات التقريبية الدالة على احتمال وقوعها وهذا اذا كان بشرط قيام هذه التنبؤات على أساس مصادر المعرفة المعتبرة شرعا.

أما لو كان مصدر هذه التنبؤات غير شرعي وأيضا ورد به منع شرعي كـ(التنجيم) فلا يصلح الاعتماد عليه أو الوقوف على احتمالاته كلياً، لما فيه من تحوير وتزوير للعقيدة الدينية كونه لا يمثل العقيدة.

وقد اشتهرت المقولة بين أوساط العامة والخاصة من الناس (كذب المنجمون ولو صدقوا) وهو مجرد استدراج الهي ليمدهم في طغيانهم يعمهون في ضلالتهم بدلالة قوله (وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ).

وأما ربط نهاية العالم بفيلم 2012 فهو لا يستند على أمر علمي واقعي وهو مجرد فيلم خيال علمي كوارثي أميركي، ويعرض أحداثا كارثية عالمية من شأنها أن تؤدي إلى نهاية العالم والفيلم مستوحى من عدة فرضيات تقترح أن شعب المايا القديم قد تنبأ بأن «يوم الهلاك» سوف يحل في وقت ما بحدوث انقلاب شتوي عام 2012، بينما يأتي مصدر هذا الافتراض من المعتقد أنه نهاية دورة التاريخ حسب تقويم أمريكا الوسطى القديم.

وأن المتعلق فلكيا بسنة 2012 م هو نوع من زيادة النشاط الشمسي الناتج عن زيادة البقع الشمسية في دورتها في كل احدى عشرة سنة وان كان لها آثار قد انعكست سلبا على الارض في السابق مما أدى الى عطل في الاتصالات والكهرباء، فلا يعني أنها نهاية العالم.

ويتابع أما بالنسبة لتنبوءات نوسترداموس فالمعروف من ترجمته أنه طبيب فرنسي منجم، وأنه كان متهم بالهرطقة وانه وقعت أخطاء في تنبوءاته، وأنه مع علمه بالطب والتنجيم لم يستطع ان يقي زوجته وطفليه من مرض الطاعون الذي اجتاح بلاده حتى ماتوا رغم أنوفهم. وكان لحقيقة عجزه عن إنقاذ عائلته أثر فاجع في مسار مهنته.

وينهي حبيب حديثه بتعريف الفرق بين الفلك والتنجيم فيقول: هناك فرق بين الاعتماد على خزعبلات التنجيم والاعتماد على الطرق العلمية الفلكية كون الاخير يعتمد علماؤه على الرصد الفلكي للنظام الحركي للكون المتعلق بالامور الطبيعية الحسية، بخلاف التنجيم وهو الاخبار عن وقوع حوادث مستقبلية تتعلق بالامور الغيبية غير حسية.

كلها تكهنات

أما الشيخ صالح النهام عالم ديني سني المذهب ـ واشهر مفسري الاحلام في الكويت فيقول: إن ما يتداول حاليا بين الناس بان نهاية العالم في 2012 هو نوع من التنجيم لم يبن على حقائق وليس فيه دليل نبوي أو شيء من القران يدعم هذه المسألة، وتبقى كلها تكهنات لبعض المتنبئين.

وهذا التنبؤ مستبعد شرعا وحتى فلكيا.. فقد سألت العالم الفلكي الدكتور صالح العجيري حول ما يتداول من وجهة نظره الفلكية واكد لي أن هذا غير صحيح وأن هناك توقعات سابقة حدثت قبل سبعين سنة واخرى في عام 2000 وغيرها في عام 2004 وكلها كانت اختلاقات ليس لها اساس من الصحة ويؤمن بها بعض من هم في الغرب وخصوصا تنبوءات المشاهد كنوستر داموس.

ويضيف الشيخ النهام.. لا ينبغي للانسان المسلم ان يؤمن بهذه التكهنات لأن كثيرا من علامات الساعة الصغرى لم تظهر بعد وعلامات الساعة الكبرى كلها لم تظهر.. والايمان بهذا التنبؤ يقدح في عقيدة المسلم وفي ايمانه بالقضاء والقدر.. وعلينا ان نؤمن بالله ونتوكل عليه حق توكله ونرجع في القضايا الكلية للامة الى الكتاب والسنة.

ومع الأسف يتم الترويج لمثل هذه التكهنات في الصحف والانترنت والتلفزيون.. ويتم خلالها التأكيد على مثل هذه التنبوءات في الافلام الاميركية واعتقد ان هذه الحملة حول نهاية العالم الوشيكة موجهة للعالم الاسلامي لزيادة المخاوف وزعزعة اليقين بالله تعالى وتعطيل التنمية البشرية.

وأضاف.. طالما الانسان يتوكل على الله فلا يخشى مثل هذه الامور.. وقد سبق ان تكهنوا بحرب بين المسلمين والغرب في عام 2000 وقيام الساعة ولكن ذلك لم يحدث وتبقى التكهنات في حكم الباطل.

ولا يلتفت اليها لانه على الانسان المسلم ان يبني على اليقين وليس الشك وهذه هي القاعدة الشرعية بان القين لا يزول بالشك.. واليقين عندنا ظهور العلامات الكبرى كطلوع الشمس من مغربها ونزول المسيح عليه السلام وخروج الدابة وظهور المهدي وخروج يأجوج ومأجوج وكل هذا لم يحدث ولن يحدث الا باذن الله.

علامات

وفيما يتعلق بالعلامات الصغرى قال النهام ظهر منها الكثير كتقارب الاسواق وظهور الفتنة في كل بيت كالتلفزيون وتطاول الحفاة العراة في البنيان وكثرة الهرج وهو القتل ويقل العلم ويكثر الجهل.

وكثير من العلامات الصغرى ظهر ولكن بعضها لم يظهر بعد مثل رجوع الجزيرة العربية كسابق عهدها قبل مئات السنين بان تصبح مروجا وانهارا.. وهذا يؤكد انه لن تقوم الساعة على الاقل بعد سنتين.. والحديث عن قيامها في عام 2012 رفضه وانكره اهل الشريعة واهل الفلك والعلم على الرغم من الترويج لذلك من خلال وسائل الخيال العلمي التي تستعين بها الافلام الغربية.

وحول توقيت يوم القيامة واليوم المحدد لذلك شرعا قال النهام.. كما ذكرنا لا يمكن التنبؤ بيوم قيام الساعة، والمعلوم ان الساعة تقوم في يوم جمعة حسب المؤشرات الشرعية.

الجمعة

وفي تعليقه على سؤال لنا حول تفسيره بان ما يروج حاليا هو قيام الساعة او نهاية العالم في يوم جمعة كما ذكر والموافق 21 ديسمبر 2012 قال النهام: هذه دلالة على ان الغرب يوجه هذه التنبوءات للعالم الاسلامي بغرض اضافة المسلمين لذلك اتى بشيء معروف شرعا للمسلمين وطعم به افتراءاته وهو ان الساعة او نهاية العالم ستكون في يوم جمعة.. بغرض زعزعة أمن المسلمين وزرع الرهبة في نفوسهم.

وبصفته مفسرا شهيرا للأحلام وفي سؤالنا له عن اذا ما كان ورد اليه بعض الذين حلموا بيوم القيامة في احلامهم خلال الفترة الحالية، اكد النهام ذلك وقال نعم.. أعداد الذين يحلمون بقيام الساعة في ازدياد ملحوظ ولكني لاحظت ان هؤلاء تأثروا بمشاهدتهم الأفلام عن هذا الحدث او استغراقهم في القراءة عن يوم القيامة.. لذلك جاءتهم هذه الاحلام.. وللحقيقة كانت النتائج ايجابية جدا.. لان هؤلاء عندما شاهدوا الافلام ومن ثم الاحلام تأثروا وبدأ الظالم منهم يعود لجادة الصواب والحق وانعكس ذلك على سلوكهم وتقربوا الله خشية قيام الساعة في القريب جدا، واصبحوا ملتزمين دينيا ومن عليه حقوق الناس بدأ يعيدها اليهم.. وهذا امر في غاية الايجابية.. وكما يقال.. رب ضارة نافعة.

السيد المسيح

رأي المسيحية في الضجة المثارة حول التوقعات بنهاية العالم لخصها الاب بيجول الانبا بيشوى راعي الكنيسة القبطية المصرية.. بقوله.. قيل «كذب المنجمون ولو صدقوا» ونحن لدينا في انجيل «متى الاصحاح «23» قول للسيد المسيح عن نهاية العالم وعن علامات هذه النهاية أن مملكة تقوم على مملكة وتكون هناك مجاعات وأوبئة وزلازل في اماكن كثيرة وتقوم حروب وغيرها.

ويتابع الاب بيجول.. عندما تفكر في هذا الكلام تجد ان العلامات هذه موجودة بالفعل ووجدت من قبل كالحروب والاوبئة والزلازل كثيرة وقد استطرد السيد المسيح وقال «ليس المنتهى بعد» ما يعني ان هذه الاشياء تسبق نهاية العالم.. وان الاوبئة والحروب وغيرهم ليست نهاية العالم.

ويضيف.. قول السيد المسيح يعني ان النهاية او ذلك اليوم«يوم القيامة» مخفي عن اذهان البشر في المسيحية كما هو في الاسلام فهو يوم غير معلوم لماذا؟ لان الله عندما اخفى عن البشرية معرفة توقيت هذا اليوم كان بغرض ان يكون البشر في حالة استعداد دائم لاستقبال هذا اليوم.. فلو ان الانسان علم موعد هذا اليوم لارتكب كل المعاصي والذنوب وتاب قبلها بيوم واحد.. اي ان اخفاء هذا اليوم كان لحكمة علوية.. وهو في علم الله وحده.

نوستر داموس

وفي تعليقه على كلام المتنبئين ومنهم نوسترداموس قال راعي الكنسية القبطية: كثيرون تحدثوا عن هذا اليوم وتوقعوه في السابق.. ولو قمت ببحث من تحدثوا عن نهاية العالم واليوم الذي توقعوه ستجدهم كثيرين والتواريخ التي حددها مرت دون ان يحدث شيء لذلك منهم من انتحر وكذبوا بعضهم بعضا.. وحتى منهم من انكروا كلامهم وغيروه وقالوا انهم كانوا يقصدون اشياء اخرى وغيرها.

ويضيف الاب بيجول.. على الانسان ان يستعد دائما لنهاية العالم ويعمل على ذلك لآخر يوم في حياته ويكون مستعدا للقاء الله ويعلم انه سيحاسب.. سواء كان هذا اليوم لنهاية العالم قريبا او بعيدا.. ونهاية العالم قادمة قريبا او بعيدا، وقد نراها وقد لا نراها.. ولكننا حتما سننتهي.

وينهي راعي الكنيسة حديثه بالقول.. ارفض ما يشاع عن نهاية العالم التي لا يعرفها احد.. وحتى بشكل منطقي هذا الكلام غير مضبوط فلا احد يوافق على ان يشرك نفسه في العالم الالهي.. ومهما وصل الانسان لمراحل متقدمة في العلم فانه لم ولن يصل لمعرفة توقيت يوم القيامة.. فالله اعطى حرية لبني البشر ولكن للاسف هناك من يستخدمها بشكل خاطئ.

أشراط الساعة الصغرى:

- بعثة الرسول (ص)

- انشقاق القمر

- نار الحجاز

- الفتن

- خروج الدجالين الكذابين أدعياء النبوة

- ولادة الأمة ربتها، وتطاول الحفاة العراة في البنيان

- قبض العلم وظهور الجهل

- تكليم السباع والجماد للإنس

- قطع الأرحام وسوء الجوار وظهور الفساد

- كثرة الزلازل

أشراط الساعة الكبرى:

- خروج المهدي «ع»

- فتنة المسيح الدجال

- نزول عيسى ابن مريم عليه السلام

- خروج يأجوج ومأجوج

- طلوع الشمس من مغربها

- خروج الدابة

- الدخان الذي يكون في آخر الزمان

- الخسوفات الثلاثة

- النار التي تحشر الناس