fiogf49gjkf0d
كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في قومه قبل الرسالة وبعدها مشهوراً بأنه “الأمين” وكان الناس يختارونه لحفظ ودائعهم عنده، ولما هاجر صلى الله عليه وسلم وكل علي بن أبي طالب رضي الله عنه برد الودائع الى أصحابها، ولا يخفى على أحد مدى تمكن هذه السجية العظيمة والخلة الكريمة من النبي صلى الله عليه وسلم حتى جعلت أعداءه يستأمنونه على أموالهم وودائعهم رغم عدائهم الشديد له وعدم الايمان به حيث كانوا لا يستأمنون احدا في قريش بأسرها حتى أقرب الأقربين منهم عدا النبي صلى الله عليه وسلم ولا أدل على ذلك من فعله يوم الهجرة بتكليف علي رضي الله عنه برد الأمانات إلى أهلها رغم تآمر القوم عليه وتتبعهم إياه ومطاردته. حقاً انه الصادق الأمين، والسنة النبوية مليئة بالمواقف الكثيرة التي لا حصر لها وما هذا إلا النزر اليسير وأقل القليل من خلق البشير النذير صلى الله عليه وسلم . وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحث على الأمانة، ويحذر من الغش والخيانة، ويصف الخيانة بأنها من صفات المنافقين. فعن ابي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان). وعنه قال: قال صلى الله عليه وسلم : “أد الأمانة لمن ائتمنك، ولا تخن من خانك”. وعن سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “يطبع المؤمن على كل خلة غير الكذب والخيانة”. وفي الحديث الصحيح، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “ألا لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له”. (رواه أحمد). وعن أبي هريرة رضي الله عنه ان رجلا قال: يا رسول الله متى الساعة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة” قال: وكيف تضييعها؟! قال: “اذا وسد الأمر لغير أهله فانتظر الساعة”. (رواه البخاري ومسلم). وكان النبي صلى الله عليه وسلم يوزع التخصصات والأعمال بأمانة وصدق وبما يتناسب مع صفات اصحابه رضي الله عنهم فما كان يعرف وساطة ولا محسوبية ولا مجاملة، وانما الأمانة كانت له شعاراً وصفة وعنوانا، فكان يضع الرجل المناسب في المكان المناسب. يقول صلى الله عليه وسلم في حق أبي ذر رضي الله عنه كما في حديث ابي الدرداء رضي الله عنه : “ما أظلت الخضراء وما اقلت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر”. ومع ذلك لما سأل أبو ذر رسول الله الامارة بقوله: “ألا تستعملني؟ قال: فضرب بيده على منكبي، ثم قال: “يا أبا ذر، إنك ضعيف، وانها أمانة، وانها يوم القيامة خزي وندامة إلا من اخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها” (رواه أحمد ومسلم). وقال صلى الله عليه وسلم: “ما من وال يلي رعية من المسلمين، فيموت وهو غاش لهم، إلا حرم الله عليه الجنة”. (رواه البخاري ومسلم). لذا كان تلميذه عمر رضي الله عنه إذا وجد التمر في بيته وأكل منه، مسح على بطنه وقال: ويل لمن ادخله بطنه النار. ثم يقول لبطنه: والله لا تشبعي حتى يشبع الناس. والأمانة من الصفات التي حث على التحلي بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل المجالات التي تدخل فيها، في الحكم والولاية والقضاء والأموال والدين والعبادة والاعراض والأرواح والدماء والأجسام والمعارف والعلوم والوصاية والشهادة والكتابة والكلمة والحديث والخبر والأسرار والرسالات والبيع والشراء والسمع والبصر وسائر الحواس. الموضوع ذات صلة بـ منتديات عالم الرومانسية: http://forum.roro44.com/73869.html#ixzz27SFUE5cJ