شهد القطاع المصرفي المصري مؤخرا أكبر عملية تسوية في تاريخه، حيث تم تسوية قروض بلغت قيمتها 1.5 مليار جنيه، بين رجل الأعمال المصري الشهير والهارب رامي لكح وبين 19 بنكا مصريا، والبنوك الـ 19 كانت تمثل نصف البنوك العاملة في مصر عندما اقترض منها لكح مبلغ 1.5 مليار جنيه وفر الى خارج البلاد قبل 10 سنوات.

وقال محامي رامي لكح طارق عبدالعزيز انه تم الانتهاء من التسويات مع جميع البنوك حيث قام لكح بسداد أكثر من 1.420 مليار جنيه لهذه البنوك‏‏ بموجب تسويات نقدية سدد منها جزءا كبيرا نقدا‏، على أن الباقي الذي يصل الى نحو 200 مليون جنيه لبنك القاهرة سيقوم بسداده على أقساط مجدولة على 10 سنوات بضمانات مرتبة على بعض المصانع المملوكة بالشركة القابضة «لكح جروب».

وأشار عبدالعزيز الى انه تم ايضا توقيع عقود تصالح مع‏ كل من البنك الأهلي بصفته وممثلا لعدد آخر من البنوك وبنوك مصر والمصرف المتحد وتم التصديق على تلك المحاضر بمأمورية الشهر العقاري المختصة بحضور كل من ممثلي البنوك المعنية ومندوب البنك المركزي، مؤكدا انه بهذا التصالح يكون قد أغلق ملف المديونيات والمنازعات التي كانت قائمة مع هذه البنوك.

وبموجب التصالح أكد محامي مجموعة لكح أن الأثر الفوري لهذا التصالح هو انقضاء الدعوى العمومية بكل بنودها وأوصافها وغلق ملف التعثر الخاص بتلك الشركات‏‏، حيث تم التقدم بطلب لرفع اسم رامي لكح من قوائم التعقب والوصول‏.‏

أسهم «لكح جروب»

الجانب الأهم في القضية المتعلق بالمستثمرين في اسهم «لكح جروب» فقد قامت البورصة المصرية بوقف التداول على السهم في عام 2002 نظرا لعدم التزام الشركة بقواعد الإفصاح ثم نقلته الى التداول خارج المقصورة، وهو الجزء من البورصة الذي لا تخضع فيه الشركات لقواعد الإفصاح.

ورغم هروب رامي لكح من مصر منذ عام 2001 الا ان سهم «لكح جروب» ظل في دائرة الضوء طوال هذه السنوات، يرتفع بناء على شائعات اتمام التسويات مع البنوك وقرب عودة لكح الى مصر وينخفض مع تواري هذه الأنباء.

ورفعت انباء التسويات سعر السهم من 1.60 جنيه الى نحو 3.20 جنيهات، فيما يتم تداول السهم حاليا عند 2.70 جنيه.

ويقول العضو المنتدب بشركة المصريين في الخارج لادارة المحافظ عيسى فتحي ان المستثمر في سوق خارج المقصورة مضارب بالدرجة الاولى، فالاسهم في هذه السوق لا تخضع لاي معايير وبالتالي فالتداول على اسهم «لكح جروب» تخضع للمضاربة وليس لقواعد التحليل المالي.

وأكد ان شركة لكح جروب حاليا لا يتبعها الا مصنعون فقط للمنظفات واللمبات وهي مصانع خاسرة وبالتالي سيكون هناك وقت طويل لاعادة هيكلة الشركة بالكامل حتى يمكنها العودة مرة اخرى للسوق الرسمية.

يشار الى أن رامي لكح يقيم حاليا في العاصمة الفرنسية باريس حيث يتولى إدارة شركة لافاييت التي كانت تعتزم إصدار طبعة فرنسية من مجلة نيوزويك الأميركية، ثم قام بشراء جريدة فرانس سوار المسائية، وضخ استثمارات ضخمة في سلسلة مقاه فرنسية.