ألقت خسارة المنتخب الوطني لرجال كرة اليد للقب بطولة كأس الامم الافريقية التاسعة عشرة, بظلالها القاتمة ليس فقط بسبب الهزيمة في المباراة النهائية أمام نظيره التونسي.
وإنما لأن البطولة تقام علي أرضه ووسط جماهيره الوفية التي ظلت تشجعه وتسانده بحماس طوال فترة المباريات, وساعدت كثيرا في احباط المنافس يقينا من الناحية النفسية, وهو سبب كاف لتسهيل مهمة المنتخب داخل الملعب وتحقيق الفوز علي منافسه وارضاء الجمهور الذي خرج اسفا علي خسارة فريقه.
بداية وقبل أن نتطرق إلي الأمور والمقارنات المهارية لابد أن يعلم الجميع أن المجلس القومي للرياضة, واتحاد اليد لم يبخل كلاهما بأي جهد في دعم المنتخب الوطني سواء من الناحية المالية أو الفنية.
أولا لابد أن نتأكد جميعا من ان المنتخب الوطني كان أكثر الفرق تحضيرا للبطولة حيث تم ايقاف مسابقة الدوري المحلي منذ19 ديسمبر من العام الماضي, وحتي موعد البطولة اي ان المنتخب تدرب أكثر من60 يوما متصلة, وهو ما لم يتحقق لأي منتخب آخر خاصة التونسي الذي تم اعداده قبل بدء البطولة بعدة أيام وذلك لصعوبة تجميع لاعبيه في معسكر اعداد طويل نظرا لاحتراف7 من لاعبيه الأساسيين في أندية أوروبا لدرجة أن3 لاعبين من القوة الضاربة للفريق التونسي وهم: عصام تاج ووسام حمام وأيمن حماد لم يشاركوا في مباريات ودية مع منتخبهم إلا قبل بدء البطولة بثلاثة أيام فقط. وكلها أشياء تصب لصالح المنتخب الوطني.
أما الناحية الفنية فبات واضحا منذ المباراة الاولي للمنتخب الوطني أمام الجابون في الدور التمهيدي أنه ليس في مستواه المعهود مقارنة بالمستوي الذي ظهر عليه في أوليمبياد بكين عام2008 علي الرغم من ان المنتخب فاز في جميع مبارياته بالدور الاول والثاني بسهولة وبفارق عدد كبير من الأهداف لكن هذا يرجع إلي الفجوة الواضحة في المستوي والتاريخ بين دول القارة السمراء ودول الشمال الافريقي والدليل علي ذلك أن الـ19 بطولة الماضية اقتسم عدد مرات الفوز بها كل من تونس8 والجزائر6 ومصر5.
أما اللغز المحير الذي أثار علامات استفهام لدي محيط مجتمع كرة اليد فهو كيفية تغلب3 لاعبين من المنافس علي6 لاعبين من المنتخب الوطني, وذلك بعد طرد ثلاثة لاعبين من تونس دفعة واحدة خلال الشوط الثاني نتيجة الخشونة وخطا اداري في النزول إلي أرض الملعب علما بأن هذا المشهد تكرر مرة أخري خلال العشر دقائق الأخيرة من المباراة, وهو الأمر الذي لم يستغله لاعبو المنتخب لتحويل التأخر بهدفين إلي تحقيق التقدم أو تقليص الفارق إلي التعادل علي أقل. ولكن هذا لم يحدث وعجز جميع الخبراء في اللعبة عن الاجابة لحل هذه المعادلة السهلة برغم أنها لاتحتاج إلي تفسير أو وضوح وهو التراخي في الأداء.
ويجيب علي علامات الاستفهام تلك المدير الفني جمال شمس فيقول ان الرياضة مكسب وخسارة وليس لدي ما أقوله الآن والتحدث عن المشاكل التي سبقت أحداث البطولة, وخلالها ما أريد التحدث عنه انه لايوجد تقصير من اللاعبين خاصة, أنهم تحت ضغط عصبي هائل خلال البطولة خاصة أمام هذا الجمهور الكبير الذي لايرضي بشئ أقل من الفوز وهو مطلب عادل لكن في نفس الوقت لا أحد يريد الخسارة وكان هناك عدم توفيق لازم اللاعبين خلال المباراة.
ويضيف المدير الفني للمنتخب الوطني لست بصدد اثارة الأمور والتحدث عن أشياء لا أريد التحدث فيها الآن منعا لاحراج البعض, ولكن فترة الاعداد قرابة الشهرين قبل البطولة لم تكن كافية مقارنة بما كان يقضيه لاعبو المنتخب في السابق حيث كانت فترة الاعداد ما بين5 إلي6 أشهر خارج حدود الوطن بالاضافة إلي أن المنتخب الحالي يمر بحالة تبديل وإحلال لبعض عناصره, كما أن الفترة الزمنية للاعداد لم تكن كافية لتقليص فوارق القوة الجسمانية بيننا والمنتخبات الأخري. وتشير المصادر القريبة من المدير الفني الي جمال شمس أنه سيتقدم باستقالته من تدريب المنتخب الوطني خلال الأيام المقبلة.
سوزان مبارك تهنئ تونس بفوزها
وجهت السيدة سوزان مبارك قرينة رئيس الجمهورية ورئيس المجلس القومي للمرأة التهنئة لمنتخب تونس الفائز ببطولة كأس الامم لكرة اليد.
وقالت السيدة سوزان مبارك:' إنني تهنئ الشعب التونسي علي هذا الفوز حيث أدي فريقه مباراة متميزة وإذ كنا نحن كمصريين نتمني أن تفوز مصر بالكأس إلا أن تونس وهي شعب شقيق جديرة بهذا الفوز'.