fiogf49gjkf0d
الجالية السعودية في بريطانيا تحتفي باتحاد المصريين في أوروبا لجهوده في احتواء أزمة الجيزاوي
اثبتت الدبلوماسية الشعبية التي ابتكرها المصريون بعد الثورة عوضاً عن دور الدولة الذي تضاءل مع سقوط هيبتها انها قادرة علي صنع المعجزات وتحقيق نتائج سريعة علي الارض واتخاذ ردود أفعال قادرة علي احتواء أي ازمة مهما كانت صعوبتها او نوعها وهو ما ظهرت نتائجه عقب زيارة وفد شعبي مصري رفيع المستوي وممثلاً عن جميع فئات المصريين إلي دول حوض النيل والتي كانت علاقاتها بمصر تشهد توتراً ملحوظاً خاصة في الشهور التي سبقت اندلاع الثورة وتنحي عهد بأكمله ونجح هذا الوفد الشعبي في تحقيق ما عجزت عنه كل وزارات خارجية مصر ودبلوماسييها وسفاراتها في افريقيا والتي ادت معالجتها لملف المياه إلي تهديد مصر بفقدان نصيبها الاساسي من مياه النيل. ازمة اخري اكدت نفس النتيجة واكدت ان الدبلوماسية الشعبية هي الخيار الامثل لحل مشكلات وازمات البلاد مع الخارج وهي الحل المناسب لتهدئة النزاعات والصراعات قبل أن تستفحل وهي الازمة المعروفة اعلامياً بأزمة «الجيزاوي» المحامي المصري الذي تم القبض عليه في مطار جدة وبحوزته كمية كبيرة من الاقراص المخدرة والتي حاول طبقاً لاتهامات السلطات السعودية جلبها لداخل المملكة السعودية عن طريق اخفائها في علبة مصحف شريف. وهي الازمة الاخطر في طريق العلاقات بين البلدين منذ الحقبة الناصرية والتي شهدت تصعيداً غير مبرر من قبل بعض الشباب المصري واخرين يعشقون النفخ في النار وتقسيم الصفوف ووصلت تصرفات هؤلاء غير المسئولة في الاعتداء علي مبني سفارة ومقر سفير السعودية بالقاهرة وباقي القنصليات اضافة إلي هتافات نابية نالت شخصيات سعودية مرموقة وعلي رأسها خادم الحرمين الشريفين واتهامات للسلطات السعودية بالقبض علي الجيزاوي وتلفيق قضايا ضده بسبب مواقف سياسية سابقة. ولم يجد مسئولو السعودية بداً من سحب سفيرها في القاهرة في سابقة خطيرة ومؤلمة في تاريخ علاقات البلدين واتجهت بعدها الامور بين البلدين الشقيقين ناحية الخطر الحقيقي وهنا ظهر من جديد الدور الكبير والهام للدبلوماسية الشعبية والتي نجحت في تدارك اثار الازمة الخطيرة وكان اتحاد المصريين في اوروبا اول الهيئات والتنظيمات المصرية التي اسرعت الي احتواء الجرح والانشقاق الذي دب بين الاشقاء وكان اولي الهيئات التي ادانت اعتداء المتظاهرين علي مقرات البعثات الدبلوماسية السعودية في مصر وحذرت من مخاطر مثل هذه التصرفات غير المسئولية والتي تتعمد تشويه الروابط التاريخية بين اكبر قطرين في الوطن العربي استكمالا لمخططات تقسيمه وكان لاتحاد المصريين في اوروبا بقيادة الدكتور النشط عصام عبد الصمد رئيس الاتحاد الاسبق في تقديم اعتزار سريع للمملكة العربية السعودية وللسفير السعودي في لندن حيث مقر اتحاد المصريين في اوروبا وهي المبادرة التي جاءت سريعا لرأب الصدع وثمنها الطرف السعودي غاليا وكانت مبادرة اتحاد المصريين في اوروبا هي صوت العقل الوحيد الذي ارتفع في اجواء التسخين والتصعيد والتخوين بين مصر والسعودية ولذلك اتت ثمارها سريعًا ادت إلي اتخاذ ردود الفعل المصرية اتجاهات معتدلة وعقلانية خاصة بعد انتقاد اتحاد المصريين في اوروبا للطريقة البدائية التي ادارت بها الخارجية المصرية الازمة واعتبرتها انفعالية ولا تنتمي للدبلوماسية في شيء. وعقب اصدار اتحاد المصريين في اوروبا بيانات الادانة ضد العنف الذي تعرضت له منشآت المملكة العربية السعودية في مصر ثم الاعتذار للسعودية ليس ناتجاً عن ضعف ولكن من قبيل اعادة حقوق الاخرين التي اهدرت دون دليل أو ذنب طغت مبادرات التهدئة علي جمع المستويات واختتمت بالزيارة التاريخية للوفد الدبلوماسي الشعبي للرياض واستقبال الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك السعودية وتقديم اعتذار عما بدر من بعض الصبية والتأكيد علي رفض مصر شعبا كل ما آلت إليه الامور خلال مشكلة الجيزاوي وهي الزيارة التي جاءت كالبلسم علي الجروح وقوبلت بالتقدير الشديد من خادم الحرمين الشريفين والمسئولين السعوديين والذين اكدوا بعدها علي مكانة مصر في قلب السعودية ثم اصدار الملك عبد الله لقراره الفوري بعودة السفير السعودي الي مصر واستئناف عمله بالقاهرة استجابة وتقديراً للوفد المصري الذي مثل كل الشعب المصري وفي هذه الاثناء قامت الجالية السعودية في بريطانيا بدعوة لاتحاد المصريين في اوروبا لحضور حفل عشاء علي شرف الاتحاد تقديراً منهم للجهود السريعة والمسبقة والمجهودات الشعبية التي بذلها اتحاد المصريين في اوروبا والتي ساهمت في سرعة احتواء الازمة بين مصر والسعودية واكد مسئولو وقيادات الجالية السعودية خلال حفل العشاء الذي كان في مقدمة حضوره الدكتور عصام عبد الصمد رئيس اتحاد المصريين في اوروبا علي ان سرعة ادانة اتحاد المصريين في اوروبا لاحداث العنف والشغب والتحريض التي تعرض لها سعوديون في مصر كان لها عظيم الاثر في احتواء الموقف وتهدئة الاجواء وفتحت الباب لمبادرات اخري للتهدئة. وفي الحفل ألقي الدكتور احمد العثيم رئيس الجالية السعودية كلمة رحب فيها بالعلاقات الاخوية بين الشعبين المصري والسعودي واستعرض اهمية مبادرة اتحاد المصريين في اعتماد اسلوب الدبلوماسية الشعبية لمحاكمة ازمات العلاقات بينهما، موجهًا الشكر في النهاية لاتحاد المصريين الذي سارع إلي احتواء الموقف واكد علي متانة العلاقة بين الشعبين والجاليتين في بريطانيا وهي الكلمة التي رد عليها الدكتور عصام عبد الصمد بالشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي استجاب للمبادرات الشعبية وامر بعودة السفير السعودي إلي القاهرة وعلي هامش اللقاء والحفل القي كل من رئيس الجالية العراقية والسورية كلمات شكر وتقدير لمجهودات اتحاد المصريين في اوروبا في توحيد الصف العربي والتي جاءت لتؤكد أن المصير العربي واحد في الداخل والخارج.