fiogf49gjkf0d

يجمع الكثيرون على أن الأزمة لا تنحصر فى الدفاع عن الفنان عادل إمام، لكنها دفاع عن حرية التعبير والفن والإبداع، التى باتت فى مهب الريح بسبب الهجمات المتطرفة والمتعصبة عليها، فالقضية ليست فى اسم الفنان عادل إمام، ولكنها قضية هوية تحاول الجماعات المتعصبة سحق ملامحها واستبدالها بأخرى.

الزعيم طوال مشواره الفنى حارب، بأعماله، تلك الجماعات المتطرفة والمتأسلمة، ويأتى على رأسها فيلم "الإرهابى" الذى أحدث صدمة كبيرة فى الوسط الفنى، حينما قام الزعيم ببطولته، وقام بكتابته الكاتب الكبير لينين الرملى عام 1994، حيث جسد "الرملى" الإرهابى فى شخص "على عبد الظاهر"، الذى ينفذ عملية إرهابية، وبعدها يفشل فى الهرب فتصدمه فتاة بسيارتها، وتأخذه لبيتها، وهناك يبدأ حياة جديدة، ونرى معايشة الشخص الإرهابى فى منزل وسطى ليس متشدداً، ويبدأ "على" فى تغيير موقفه وفكره حتى يقتل على يد أمير الجماعة التى كان ينتمى إليها، وجسد دوره الفنان أحمد راتب.

ومع إمعان النظر فى الفيلم ومغزاه، والذى رسمه الكاتب لينين الرملى بحرفية، نجد أنه دافع عن الصورة المحترمة للإسلام الوسطى المعتدل من خلال الأسرة التى استضافت الإرهابى دون أن تعلم عنه شيئًا، وكذلك المعاملة بين تلك الأسرة المسلمة وجارها المسيحى.

الفيلم جاء فى وقت عصيب ومناسب، حيث كان صعيد مصر وقتها ملجأ للإرهابيين والمتطرفين الذين نفذوا عدة عمليات إرهابية شهيرة، ظلت السلطات المصرية لفترة طويلة تحاول الحد منها وإيقافها، وبالفعل استطاعت، وعبّر الفيلم عن تلك الحالة حتى قبل أن تنتهى تلك العمليات الإرهابية.. وهنا يجدر التساؤل: كيف يُتهم الفنان عادل إمام فى أعمال من الأساس تدافع عن الإسلام؟.

قائمة الأفلام التى اتهم بسببها الفنان عادل إمام بازدراء الإسلام طويلة، ومجرد ذكرها هو فى حد ذاته دفاع عن الزعيم، فحيثيات الحكم ذكرت أن من بين هذه الأفلام: مرجان أحمد مرجان، وحسن ومرقص، وطيور الظلام، ولا يخفى على أحد أن فيلم "طيور الظلام" من أكثر أفلام الفنان الكبير عادل إمام إثارة للجدل، والذى كتبه الكاتب الكبير وحيد حامد، وجاء فى العام التالى لفيلم "الإرهابى" ليواصل به الزعيم حملته ضد التطرف والتعصب، فجسد دور محامٍ انتهازى ووصولى يدافع فى القضايا الصغيرة، له زميل ينتمى للتيارات الإسلامية، لكنه أيضا يستغل الدين فى الوصول لأهدافه وأهداف جماعته، أما فيلم "حسن ومرقص" فيلقى الضوء بالأساس على العلاقة الطيبة بين عنصرى الأمة المسلمين والمسحيين.

ما يحدث للفنان عادل إمام، وللفن وحرية التعبير عموماً، ليس جديدًا عليه، حيث توالت عليه التهم من قبل، فضلاً عن فتاوى بإهدار دمه، كما تعرض لهجوم فى أسيوط أثناء عرضه إحدى مسرحياته هناك.