لم يكفيه أكثر من 230 ألف  قتيلا ليترك الحكم ..فمع الصمت الغربي والدولي على جرائمه خاض رئيس النظام السوري بشار الأسد ما يمكن تسميته انتخابات بقوة السلاح الشهر الماضي ليقسم اليوم اليمين الدستورية على استمرار قتل الأبرياء من الشعب السوري.

فآخر إحصائيات مركز دراسات الجمهورية الديمقراطية بسوريا، أكد أنه منذ اليوم الأول للثورة السورية وحتى آخر يونيو الماضي بلغ عدد القتلى الموثقين بشكل كامل: 120 ألفا و628 قتيلا بينهم 2000 فلسطيني، و12 ألفا من الأطفال، 11 ألفا و400 قتيلا من النساء: ، 6 آلاف قتيل تحت التعذيب.

 

فيما بلغ عدد القتلى التقديري: 230,000 قتيلا (80% منهم مدنيين)، بينهم 2,400 فلسطيني، و 15,000  أطفال، و 14,000  نساء ، و 18,500  تحت التعذيب


وبلغ  عدد الجرحى التقريبي: فوق 187,370 وبلغ  عدد المعتقلين التقريبي: فوق 258,260  وبلغ عدد المفقودين التقريبي: فوق  99,440 ألفا.


ووصل عدد اللاجئين خارج سورية: أكثر من  3,566,740 فيما بلغ إجمالي  - بحسب التقرير - عدد النازحين داخل سورية: فوق 7,650,000 وبلغ مجموع عدد ضحايا العنف 11,880,673 (قتلى ، جرحى، معتقلين، مفقودين، لاجئين، نازحين).


وبلغ عدد أفراد العائلات المتأثرة 60% من تعداد الشعب السوري: 15,627,402(عائلات القتلى ، عائلات الجرحى، عائلات المعتقلين، عائلات المفقودين، اللاجئين، النازحين).


فيما بلغ عدد العائلات التي أصبحت بدون معيل: حوالي 124 الف عائلة (حوالي 868 ألف فرد)

 

مظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، من جانبها، لفتت إلى أن 5.5 مليون طفل سوري تأثروا بسبب الحرب الأهلية بفقدهم أرواحهم وأطرافهم وآباءهم ومعلميهم ومدارسهم ومنازلهم وجميع جوانب طفولتهم تقريبا. وذكرت اليونيسيف أن الأطفال السوريين يدفعون الثمن الأكبر في هذا الصراع، الذي يدخل الآن عامه الرابع.

وأضافت أن أكثر من عشرة آلاف طفل لقوا حتفهم في القتال بين قوات الرئيس بشار الأسد والمعارضة المسلحة. ووفقا لتقرير اليونيسيف الشهر الماضي  فإن أكثر من نصف مليوني لاجئ سوري- حوالي 1.2 مليون نسمة- هم من الأطفال. وما يقرب من نصف هؤلاء دون سن الخامسة.

وقال التقرير إن ثلاثة ملايين طفل آخرين شردوا بسبب القتال داخل سوريا. وتقول الأمم المتحدة إن عدد المسجلين السوريين من اللاجئين يتجاوز عدد اللاجئين الأفغان الذين يحتلون أكبر نسبة في عدد اللاجئين في العالم. وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، انطونيو جوتيريس، إن نحو مليون ونصف سوري سجلوا أسمائهم كلاجئين لدى المفوضية في البلدان المجاورة لهم في منطقة الشرق الأوسط. ويوجد أكثر من 957 ألف لاجئ سوري في لبنان.ووفقا لأرقام الأمم المتحدة، يوجد نحو 584 ألف لاجئ في الأردن، 634 ألف في تركيا، 226 ألف في العراق و134 ألف في مصر. وشرد حوالي ستة ملايين ونصف داخل سوريا نفسها. وحذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من الوضع في سوريا، واصفة إياه بـ"الكارثي" .

 

ووفقا للأمم المتحدة فإن الوضع "حرج"، مع تدمير 40 في المائة من المستشفيات، 20 في المائة منها لا يعلم بشكل نظامي.وانخفض الناتج المحلي الإجمالي في سوريا لأكثر من 35 في المائة، في حين فقدت العملة المحلية 80% من قيمتها .وقال وزير النفط سليمان العباس في منتصف فبراير إن إنتاج النفط انخفض بنسبة 96% منذ بداية الانتفاضة، مع سيطرة المعارضة على معظم الآبار النفطية .

 

بدوره قال جورج صبرا رئيس المجلس الوطني السوري إن بشار الأسد رجل دموي، استخدم الأسلحة الكيماوية والبراميل المتفجرة والصواريخ والأسلحة المحرمة دولياً من أجل إبادة الشعب السوري، مضيفاً أن قسم بشار جاء علي أشلاء الجثث والضحايا السوريين الأبرياء.

وأوضح رئيس المجلس السوري في تصريحات صحفية أن إعلان الأسد انتصاره علي الثورة السورية كلام لن يهز الإرادة الشعبية، متسائلاً عن أي ديمقراطية يتحدث بشار، وعن أي انتخابات، عن الانتخابات التي لم تجري سوي في القرى المسيطر عليها مثل دمشق. وتساءل صبرا هل حلب ودرعا وقري الفوطة وصدر وبقية القرى المسيطر عليها من المعارضة ليست من الشعب السوري لكي يستبعدها.

 

 الأسد  قال في خطابة عقب قسمة اليمن  إن الانتخابات لم تكن "مجرد عملية سياسية إجرائية كما هو الحال في أي مكان في العالم بل كانت معركة كاملة الأبعاد وسخرت كل المعارك الأخرى من أجل ربحها." واسترجع الأسد الشعارات التي رفعتها المعارضة السورية مثل "الشعب يريد" و"الحرية" و"لن نركع إلا لله" وتوجه إلى أنصاره بالقول: "ما ركعتم ولا استسلمتم ولا سلمتم بل صمدتم وتمسكتم بوطنكم وآمنتم بإله واحد أحد لا تشاركه دول عظمى ولا يغني عنه لا نفط ولا دولار."

 

وتابع الأسد بالقول: "أرادوها ثورة فكنتم أنتم الثوار الحقيقيين.. فهنيئا لكم ثورتكم وانتصاركم وهنيئا لسوريا انتماءكم إليها" مضيفا أن ما وصفها بـ"الوجوه القبيحة" قد انكشفت "بعد أن سقط عنها قناع الحرية والثورة لتعمل أنيابها في الجسد السوري قتلا وتدميرا وأكلا للقلوب والأكباد ونحرا للرقاب وقطعا للرؤوس. وخاطب الأسد أنصاره بالقول: "لقد أثبتم أيها المواطنون أنكم عبر تاريخكم شعب لا يخاف التحدي بل يهواه كائنا من كان المتحدي أفشلتم الخصوم وأثبتم سطحيتهم وجهلهم وستغرق لسنوات مراكز التحليل والدراسات لديهم بالبحث عن أجوبة شافية لكل ما حصل ولتحديد أخطائهم وسوء تقديراتهم وقراراتهم في الفترة السابقة ولن يصلوا إلى جواب لأنهم اعتادوا على الإمعات واعتمدوا على العملاء."

 

وتحدث الأسد عن ما وصفه بـ"الانتصار" قائلا إنه "لم يكن ليتحقق لولا دماء الشهداء والجرحى وعائلاتهم الصابرة الصامدة العاضة على الجرح." وأضاف: "الحرب التي تخاض ضد الشعب السوري حرب قذرة وبالرغم من كل الظلم والآلام التي أصابت كل بيت في سوريا وبالرغم من كل الدماء والدمار لم يقرر هذا الشعب الاستسلام."

 

واتهم الأسد الغرب بأنه "مازال استعماريا" مضيفا: "إن كان الغرب وإمعاته من الحكومات العربية قد فشلوا فيما خططوا له فهذا لا يعني على الإطلاق توقفهم عن استنزاف سورية كهدف بديل يحقق نفس الأهداف الأساسية التي خططوا لها على المدى الأبعد ومع كل أسف بأياد سورية باعت وطنها ولم تبع شرفها لأنها لا تمتلك شرفا من الأساس."

 

ولفت الأسد إلى تزايد دور التنظيمات المتشددة في المنطقة مضيفا: "حذرنا منذ بداية الأحداث من أن ما يحصل هو مخطط لن يقف عند حدود سوريا بل سيتجاوزها منتشرا عبر انتشار الإرهاب الذي لا يعرف حدودا حينها قال البعض: الرئيس السوري يهدد العالم.. أليس ما نراه في العراق اليوم وفي لبنان وفي كل الدول التي أصابها داء الربيع المزيف هو الدليل الحسي الملموس على مصداقية ما حذرنا منه.. وقريبا سنرى أن الدول العربية والإقليمية والغربية التي دعمت الإرهاب ستدفع هي الأخرى ثمنا غاليا."

 

وكرر الأسد دعوته للمعارضة المسلحة بالقول: "الرئيس الأسد.. أكرر دعوتي لمن غرر بهم أن يلقوا السلاح لأننا لن نتوقف عن محاربة الإرهاب وضربه أينما كان حتى نعيد الأمان إلى كل بقعة في سوريا".

وقال الأسد إن سوريا "لا تحب العنتريات ولا تحب البندريات" مضيفا أن العنتريات هي مثال ما يقوم به رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان قائلا: "أردوغان كان يريد تحرير سوريا والصلاة بالجامع الأموي وأصبح في غزة حملًا وديعًا في حضن أمه.. أما البندريات (في إشارة إلى الأمير السعودي بندر بن سلطان) هي أن يصبح المرء منبطحا بشكل كلي وعميل حتى لو أن أحدا لا يبحث عن عمالة."