واصلت صحيفة "الأوبرزفر" البريطانية هجومها على ما يحدث فى مصر، وقالت إن الفرحة بثورة يناير 2011 قد أفسحت الطريق الآن لعودة شكل من أشكال الحكم الاستبدادى.
وتحت عنوان "مصر ربيع 2014: هل اكتملت الثورة المضادة"، قالت الصحيفة إن الناشط علاء عبد الفتاح أحد المعارضين القابعين فى السجون، والذين تقدر الصحيفة عددهم بـ16 ألف معارض، وكتب من زنزانته رسالة الأسبوع الماضى قال فيها، إن الجميع يعرف أن من فى السجون هم من الشباب، وأن القمع يستهدف جيلا كاملا لإخضاعه لنظام يدرك مدى ابتعاده عنهم، والذى لا يريد ولا يستطيع أن يستوعبهم أو يضمهم.
وترى الصحيفة أن هذا تقييم قاتم لمصر المعاصرة بعد مضى 3 سنوات وشهرين على ثورة كان يفترض أن تمكن عبد الفتاح ومن معه فى السجون. وفى خطابه يسلط عبد الفتاح الضوء على الطبيعة التعسفية لعملية الاعتقال والتعذيب التى خضع لها الكثيرون، واللامبالاة، بل وفى بعض الأحيان الحماس من قبل الرأى العام إزاء تلك الممارسات.
وبين ثوار مصر ومحاميها الحقوقيين، لم يعد ملحوظا القول إن البلاد قد عادت على عهد حسنى مبارك أو أسوأ. وبالنسبة للصورة التى رسمها علاء عبد الفتاح للثورة التى تحولت رأسا على عقب، ربما يتحدث آخرون، ضمن انتقادات أخرى عن وحشية الشرطة وسجن الصحفيين وحظر الاحتجاجات المشابهة لتلك التى أدت إلى ثورة يناير، و"نفى" كل من محمد البرادعى ووائل غنيم وهم من أكثر السياسيين والنشطاء المرتبطين بإسقاط مبارك. إلى جانب احتمال انتخاب عبد الفتاح السيسى للرئاسة والذى تقول إن وجوده يأتى متماشيا مع استعادة قمع مبارك، على حد وصفها.
وترى الأوبزرفر أن مدى اعتبار ذلك عودة للديكتاتورية المشابهة لما كان فى عهد مبارك، تظل محل تساؤل. فيفترض فى بعض الأحيان أن سيطرة السيسى على السلطة، كما تقول، كاملة. فتزعم أنه يتمتع بنفوذ أكثر من أى مصرى آخر. لكنها تستطرد قائلة يظل مدى السلطة التى يستحوذ عليها مباشرة ومدى تماسك الجيش وما تسميه الصحيفة بالشرطة السرية والحكومة والقضاء أمر غير معروف.
ويقول مايكل حنا، المحلل فى الشئون السياسية بمؤسسة القرن الأمريكية إنه يعتقد أن الميزة الأبرز فى تلك اللحظة أن لا أحد يتولى المسئولية. ويوضح أن الجيش ليس مسئولا ولا يتخذ قرارات نظامية، وحتى لو كان السيسى مؤيدا فإنه ربما لا ينسق بشكل مباشر حالة القمع التى هى نتيجة لعوامل أخرى فى الدولة تستغل حالة الفراغ فى القيادة لتعزيز نفسها. ولذلك يعتقد حنا أن الاختبار الحقيقى سيكون بعد الانتخابات.. ويذهب الخبير الأمريكى إلى القول إنه عندما يصبح السيسى رئيسا، وبدعم الجيش وبما يعتبر تفويضا شعبيا، يستطيع أن يتخذ القرارات.
وتمضى الصحيفة قائلة إنه أيا كان موقفه، فيجب ألا نفترض أن السيسى يمثل نفس النخب التى كانت موجودة فى عهد كمبارك. فربما كان يترأس المخابرات الحربية فى عهد الرئيس السابق وربما ينتمى إبراهيم محلب للحزب الوطنى، لكن فى السنوات الأخيرة لحكم مبارك كان عدد من مسئولى الجيش على خلاف مع قيادات الحزب الوطنى.
ونقلت الصحيفة عن أحد ضباط الجيش الذى لم تكشف عن اسمه قوله إن الحزب الوطنى أهمل المجتمع، والفساد هو السبب فى استمرار معاناة الناس حتى الآن. ولن يعود هؤلاء مرة أخرى ولن يعود نظام مبارك، وسيأتى عهد جديد.
من ناحية أخرى، يقول سمير رضوان، وزير المالية الأسبق إنه لا يعتقد أن يمكن الالتفاف على المكاسب المتعلقة بالمبادئ الليبرالية والتى تم تحقيقها فى السنوات الأخيرة. ويعتقد أن المجتمع المدنى فى مصر أفضل مما كان عليه قبل 4 أعوام.